عمان-(بترا)-اعلنت الحكومة أمس السبت، الخطة الوطنية لاحتفالية مئوية تأسيس الدولة الأردنية في مؤتمر صحفي عقده وزيرا الدولة لشؤون الإعلام علي العايد والثقافة نائب رئيس اللجنة العليا لاحتفالية تأسيس الدولة الدكتور باسم الطويسي في متحف الحياة البرلمانية.
وتشتمل الخطة على خمسة محاور تتضمن عددا من الاحتفالات والفعاليات و30 برنامجا ومشروعا ثقافيا ومجتمعيا تتضمن فعاليات وطنية تتوزّع على مختلف محافظات المملكة، وتحتفي بالمنجز الأردني، وتجسّد مسيرة بناء والتنمية المتراكمة على امتداد مئة عام.
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام، رئيس اللجنة الإعلامية للاحتفالية علي العايد أن احتفالية مئوية تأسيس الدولة الأردنية تعد مناسبة وطنية وتاريخية عزيزة على قلب كل الأردنيين، وتعبّر عن شموخها وحكمة قيادتها، وعطاء شعبها.
وقال: نفخر جميعاً كمواطنين أردنيين أن نكون في صفوف هذا الجيل الذي يشهد هذه المحطة التاريخية المهمّة"، مؤكدا أن إحياء هذه المناسبة الوطنيّة هو فرصة تاريخية لمواصلة العمل من أجل المستقبل، وتعزيز الإرادة للاستمرار في الإنجاز، وإعلاء قيم الريادة والإبداع، واستحضار إنجازات الأجداد والآباء، واستذكار بطولات الشهداء، والفخر بما تحقّق.
وأشار إلى أن اختيار متحف الحياة البرلمانية، للإعلان عن الخطة الوطنية لاحتفالية المئوية جاء لما يحمله من رمزيّة وطنيّة وقيمة تاريخيّة فريدة، بالإضافة إلى أن هذا المكان شهد أهم المحطّات الوطنيّة التاريخيّة، كإنجاز استقلال المملكة الذي أعلنه مؤسسها الحكيم، جلالة المغفور له، بإذن الله، الملك عبدالله الأول والذي ارتقى شهيداً على عتبات الأقصى المبارك، إلى جانب العديد من القرارات المفصليّة والتاريخيّة من عمر الدّولة.
ولفت العايد إلى أن سر إنجاز الدولة على امتداد مئة عام يكمن في (الحكمة في إدارة النُدرة)، " فقد صنع الأردن الكثير من الإنجازات بالقليل من الموارد"، مؤكداً أننا بالتفافنا حول دولتنا وقيادتنا، وتعاضدنا وتكافلنا، وتمسّكنا بقيم المواطنة الفاعلة، سنصنع الكثير من الإنجازات.
وعرض العايد خلال المؤتمر الصحفي لمحاور الخطّة الإعلاميّة لاحتفاليّة المئويّة التي تتضمن العمل بشكل تكاملي مع جميع الوزارات والمؤسسات والفعاليات لإبراز المحطات والمنجزات الوطنيّة المهمّة، بالشراكة مع جميع وسائل الإعلام المحلية على اختلافها.
وبين أن المحطات الاحتفالية المهمة المشار إليها في الخطة الوطنيّة لاحتفالية المئوية، سيتم التعامل معها كفرصة للترويج للأردن سياحياً وثقافياً وإعلامياً، لإيصال صورة إعلامية مشرقة عن هذه الحالة الوطنية، إضافة إلى أن هناك مجموعة من الأعمال الإعلامية التي تم تحديد أولوية لإنتاجها احتفاءً بالمئوية، وهي تشكل أداة لإنتاج محتوى إعلامي يعزز الرواية التاريخية المنصفة والهويّة الوطنيّة الأردنيّة.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام: نعول على هذه الأعمال الإعلامية كفرصة لدعم الإنتاج الثقافي، ووضع المنتج الإعلامي الثقافي الأردني على الخارطة الإعلامية العربية والعالمية بقوة وثقة.
ولفت إلى توفير مساحات ومنصات تفاعليّة وحواريّة تتيح للإعلاميين الأردنيين المبدعين اقتراح أي نشاطات إعلامية يمكن تصميمها وتنفيذها بأسلوب يعكس الابتكار وإشراك الجمهور.
كما أشار إلى أن مؤسسات الإعلام الرسمي وبعض الصحف الورقية تزخر بأرشيف مهم وثري حول إنجازات الدولة خلال المئة عام الماضية، مشيدا بدور وسائل الإعلام المحلية وجهودها في صناعة العديد من المخرجات الإعلامية التي تحتفي بهذه المناسبة الوطنية.
بدوره أكد وزير الثقافة، نائب رئيس اللجنة العليا للاحتفالية الدكتور باسم الطويسي إن مئوية تأسيس الدولة الأردنية تمثّل قصة نضال وتضحية وبناء أرسى مداميكه الأولى الآباء الهاشميون، ومعهم أجيال من الأردنيين، وأثبتت الدولة قدرتها على الصمود أمام جميع التحديات التي واجهتها على مدار المئة عام الماضية.
وأضاف أن الاحتفالية تمثل ذكرى وطنية لاستلهام التاريخ المشرق بوصفه يمثل علامات رمزية للأجيال تعزز قيم الانتماء الوطني، وتقدم رؤية وطنية جامعة للدروس الوطنية المستفادة من مراكمة مئة عام من الإنجازات التي تحفز الشباب على الإبداع وتمنحهم الثقة من خلال بناء قاعدة معرفية حول مسيرة الدولة والمجتمع، وتقوم على مبدأ التفاف الأردنيين وتفاهمهم حول دولتهم وقيادتهم وابراز مسيرة الانجازات الوطنية والاستمرارية في الانجاز على مدى القرن والنظرة بتفاؤل إلى ما سيحققه الأردنيون وقيادتهم في المئوية الثانية.
وبين الطويسي أن الاحتفالية تهدف إلى ترسيخ قيم الاعتزاز الوطني واطلاق مسارات متعددة لتوثيق الدولة والمجتمع في مختلف المجالات وتجسيد المحطات البارزة في التاريخ الوطني من خلال اعمال فنية وثقافية قابلة للاستمرارية وتحفيز الشباب على المشاركة والابتكار، والتطلع إلى المستقبل للمزيد من العطاء في مسيرة المئوية الثانية كما هو الأمر في التركيز على مفهوم التاريخ الوطني كجزء من المنجز الوطني العام بتعزيز المبادرة وتوسيع المشاركة الشعبية باختلاف وسائلها التعبيرية وتنوعها وربط المجتمعات المحلية وتحديدا في المحافظات بالفعاليات والبرامج.
وأشار إلى أن الخطة الوطنية للاحتفال بمئوية التأسيس تقسم إلى خمسة محاور رئيسة تتصل بالبناء الرمزي الوطني يتضمن خطة للإصدارات الخاصة، ومنها اصدار مصكوكة تذكارية ليست للتداول، وكذلك إصدار الطوابع، واختام جوازات السفر للقادمين والمغادرين، إضافة الى الاحتفالات الكبرى والفعاليات الثقافية والمجتمعية والمشاريع والبرامج المستدامة، ومحور التطلع للمستقبل، والمشاريع التي ستدشن بمناسبة المئوية.
واوضح أن الخطة تشتمل سلسلة من الاحتفالات الكبيرة والاعلانات الوطنية، أبرزها إعلان يوم 11 نيسان 2021 عطلة رسمية بمناسبة مئوية الدولة، وإعلان يوم 16 نيسان من كل عام يوما وطنيا للعلم الأردني، وإعلان يوم 11 نيسان من كل عام يوما وطنيا للعمل من أجل المستقبل، وإعلان الثاني من آذار من كل عام يوم مدينة عمان والذي ستعلن عنه امانة عمان قريبا.
وقال الطويسي إن هذه البرامج والمشاريع تتنوع بين تلك التي تعنى بالمعرفة حول الدولة الأردنية وترسيخها وتعميقها، وتجويد هذه المعرفة من خلال الفنون والثقافة والتراث وغيرها، لذلك خصصت الوزارة مشاريعها الفنية لهذا العام لتضمن في احتفالية مئوية الدولة الأردنية، مضيفا أن الاحتفالات الجماهيرية تمّ ترحيلها إلى ما بعد شهر أيار لظروف جائحة كورونا.
وخلال المؤتمر، عرض الدكتور الطويسي لأبرز محاور الخطة الوطنية الشاملة للاحتفال بمئوية تأسيس الدولة التي تتضمن فعاليات وبرامج على مدار العام لإثراء معرفتنا بالأردن من جهة، وتعزيز القيم الوطنية والثقافة الوطنية من جهة اخرى، بالإضافة إلى مجموعة من الاحتفالات الكبرى التي تبدأ في الحادي عشر من نيسان ذكرى مئوية تأسيس أول حكومة أردنية، في حين ان الاحتفالات والفعاليات ذات الطابع الجماهيري ستكون بعد عيد الاستقلال وتتضمن احتفالات في المحافظات والجامعات والمؤسسات التعليمية والقوات المسلحة والمؤسسات الامنية بمشاركة الفعاليات كافة.
وتشتمل الخطة على اطلاق جهد وطني للتوثيق والارشفة، يشتمل على توثيق نحو 200 مؤسسة عامة واهلية وحفظ ارشيفها، ويضم ذلك توثيق وارشفة نحو 105 مؤسسات عامة ونحو 90 مؤسسة اهلية من المؤسسات العريقة التي كان لها دور بارز في مسيرة الدولة، وتضم الخطة تنظيم 10 مؤتمرات علمية تتناول موضوعات بحثية حول الأردن في مئة عام بعدد من المجالات، وتنظيم المؤتمرات بالتعاون بين الجامعات الأردنية ووزارتي التعليم العالي والثقافة والوزرات المعنية، في الوقت الذي ستطلق وزارة الثقافة من خلال المكتبة الوطنية منصة إلكترونية لجمع الوثائق من المواطنين لحفظ نسخ منها تحت عنوان (وثق).
اما في مجال الاصدارات تشتمل الخطة البدء في الاعداد لإصدار (الموسوعة الأردنية ) التي ستشمل مجموعة من المجلدات وبوابة إلكترونية متخصصة، ويخطط ان تكون موسوعة كبيرة وشاملة لمختلف نواحي الحياة في الأردن، وثلاث سلاسل نشر تعنى بتاريخ ومسيرة الدولة الأردنية خلال المئة عام تشمل سلسلة حول المؤسسات الأردنية والأردن في مئة عام والأعيان والأعلام والسير الذاتية.
كما تشمل الخطة مجموعة برامج لاثراء المحتوى الثقافي الوطني، منها برنامج اثراء المحتوى الثقافي الأردني على شبكة الانترنت وانتاج سلسلة من اشكال المحتوى البصري التي تحكي مسيرة الدولة والمجتمع الأردني، بالإضافة إلى سلسلة من الافلام الوثائقية التاريخية. كما سيتم اطلاق السجل الوطني للصور الفوتوغرافية، ويهدف برنامج ايصال رسالة المئوية باللغات الاجنبية لترجمة مجموعة من الاصدارات حول الأردن بعدد من اللغات الاجنبية، والتعاون مع بعض المجلات الاكاديمية العالمية لإصدار ملفات عن الأردن بمناسبة المئوية.
ونظرا لأهمية الرواية الشفوية في بناء السردية الوطنية، تشمل الخطة البدء بتنفيذ مشروع طموح لجمع التراث والتاريخ الشفوي الأردني الذي يعني بالأحداث الكبرى ومسيرة الدولة والمؤسسات والتراث القوي الذي يعنى بتوثيق الثقافة الأردنية.
ومن اجل اثراء الابعاد الرمزية بأدوات الثقافة والفنون، تضمنت الخطة سلسلة من المسابقات التي سيعلن عنها قريبا مثل مسابقة الشعر الوطني وكلمات الاغاني الوطنية، ومسابقة نصوص الافلام القصيرة التي تتناول موضوعات اردنية ومسابقة النصوص المسرحية التي تختص بموضوعات أردنية.
وستوجه جوائز الدولة التقديرية لهذا العام لتحاكي مناسبة المئوية، واطلاق جائزة عربية موجهة لباحثين الشباب العرب ( الجائزة العربية للقيم السياسية والثقافية) استلهاما من القيم السياسية والثقافية للدولة الأردنية، وجائزة اخرى متخصصة في بحوث مئوية الدولة تشمل عددا من الموضوعات.
وأشار وزير الثقافة إلى أن هذه الفعاليات التي ستقام على مدار العام، تشارك فيها مختلف المؤسسات ومنظمات المجتمع، وتتضمن برامج ومشاريع مستدامة وشبه مستدامة عن الحياة الثقافية والعلمية الأردنية، وبرنامج احتفالات للمغتربين الاردنيين في الخارج تتنوع بين الفعاليات الثقافية والفنية، وعروض الأفلام، في حين ستوجه فعاليات المهرجانات التي تنفذها الوزارة إلى موضوع المئوية، وتشمل مهرجان الاغنية الوطنية ومهرجان الفرق الشعبية الأردنية والمواسم المسرحية الأردنية.
وبين أن برنامج الاجندة الثقافية الوطنية الذي سينفذ من خلال وزارة التربية يهدف إلى نقل رسالة الدولة بمناسبة المئوية لطلبة المدارس عبر انشطة ثقافية وربط المعلمين والبيئة التعلمية بهذه المناسبة وإيجاد زخم ثقافي داخل المؤسسة التعليمية، بالإضافة إلى سلسة من البرامج والفعاليات الثقافية والرياضية التي يتضمنها برنامج وزارة التربية في هذه المناسبة على مدار العام.
وفيما يتعلق بالشباب تضم الخطة برنامجا متخصصا تحت عنوان ( برنامج التثقيف الوطني – هوية ) سينظم بالتعاون بين وزارتي الثقافة والشباب بهدف تعزيز القيم الوطنية والمعرفة الأردنية في وسط الشباب إلى جانب تطوير محتوى اتصالي محفز للشباب.
واوضح الوزير أن الخطة توفر عدد آخر من البرامج ذات الطابع السياحي – الثقافي التي تنفذ بالتعاون بين وزارتي السياحة والثقافة وبعض الفعاليات السياحية التي تحتفي بالمكان وثقافة الطعام والثقافة المتحفية الأردنية وغيرها.
وقال الدكتور الطويسي إن الخطة تشتمل على رؤية تستشرف المستقبل من خلال محور خاص يحمل عنوان ( التطلع الى المستقبل ) ستنفذه وزارات الثقافة والشباب والريادة والاقتصاد الرقمي يستهدف الابتكاريين ورواد الأعمال من مختلف انحاء المملكة عبر توفير بيئة مناسبة للتفكير في مستقبل الأردن بالمئوية الثانية، وتخيل الأردن في المئة العام القادمة في مختلف المجالات بهدف إيجاد حالة مجتمعية وسط الشباب الأردني تحفزهم للتطلع نحو الامام، وإيجاد زخم مجتمعي محفز على التغيير الايجابي، وجعل مناسبة المئوية قوة ملهمة لهم لاقتراح وتطوير مبادرات وأفكار قابلة للتنفيذ.
كما تشتمل الخطة على مجموعة من البرامج التي تعنى بالفئات العمرية من الأطفال من خلال المسابقات والمنصات التعليمية.
يشار إلى أن اللجنة العليا لاحتفاليّة مئوية الدولة الأردنية التي يرأسها رئيس الوزراء تضمّ في عضويتها عددا من الوزارات والمؤسسات.
عدد المشاهدات: 8137