الملك يعرب عن اعتزازه بما يبذله العمال من أبناء الوطن وبناته
مادبا - (بترا) - أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن اعتزازه بما يبذله العمال، من أبناء الوطن وبناته، في مختلف مواقعهم، وتقديره لعطائهم وجهودهم في رفعة الأردن وتقدمه.
جاء ذلك خلال زيارة جلالته، اليوم الاثنين، لمصنع الصافي للألبسة في منطقة دليلة الحمايدة في لواء ذيبان بمحافظة مادبا، بمناسبة الاحتفال بيوم العمال العالمي.
وتبادل جلالته، خلال جولة له في المصنع الذي أسس ضمن المبادرة الملكية (الفروع الإنتاجية) في عام 2009، الحديث مع العاملين في المصنع، في يوم العمل الأول بعد الاحتفال يوم أمس بعيدهم، والذي يأتي تقديراً لمكانة العامل في دفع عجلة التنمية والإنتاج الوطني.
وتهدف مبادرة الفروع الإنتاجية، التي أنشئ المصنع ضمنها وجاءت من خلال توجيهات ملكية سامية، للحد من مشكلتي الفقر والبطالة، خصوصا في المناطق النائية، وتوفير فرص تدريب وتشغيل للشباب والشابات في المناطق ذات معدلات الفقر والبطالة المرتفعة.
كما اطلع جلالته، خلال الزيارة، على سير خط الإنتاج وعلى نماذج من قصص نجاح عمال المصنع البالغ عددهم 400 عاملة وعامل، والذي تشكل الفتيات ما نسبته 90 بالمئة منهم، إلى جانب 16 عاملا من ذوي الاعاقة.
واعرب جلالته عن تقديره لإنجازات عاملات المصنع وعماله ، شأن إخوانهم وأخواتهم من العمال في مختلف أرجاء الوطن، الذين تم تمكينهم من خلال التدريب والتأهيل للحصول على فرص تضمن لهم العيش الكريم والتطور المهني.
واستمع جلالته، خلال الجولة، إلى شرح من مدير المصنع فرحان أفرام، عن آلية عمل المصنع الذي يدار ضمن أنظمة المناطق الصناعية المؤهلة، حيث ينتج حاليا ملابس رياضية من ماركة (Nike) العالمية، ويصدّر كامل إنتاجه إلى الولايات المتحدة الأميركية، ضمن اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة بين البلدين.
واستعرض أفرام استراتيجية المصنع في توفير بيئة عمل صحية وظروف مناسبة للعاملين والعاملات، فضلا عن توفير الضمان الاجتماعي وخدمات الرعاية الصحية والمواصلات، وبما ينعكس إيجابا على عنصري العطاء والإنتاجية، ويوفر حافزا لهم لتقديم الأفضل.
وبتوجيهات ملكية سامية، سيتم تزويد المصنع بمكيفات لتوفير أجواء مريحة وبيئة عمل مناسبة للعاملات والعمال، تنعكس على مستوى أدائهم وإنجازهم.
كما جرى اخيرا، بالتنسيق بين الديوان الملكي الهاشمي ووزارة الأشغال العامة والإسكان، تعبيد الساحة الرئيسة للمصنع، بالإضافة إلى تعبيد الطرق المؤدية إليه.
واسهم الديوان الملكي الهاشمي، ضمن مبادرة الفروع الإنتاجية، بتوفير قطعة أرض بلغت مساحتها نحو أربعة دونمات، وإنشاء المصنع بتكلفة مليون و370 ألف دينار، وبالتزامن مع توقيع وزارة العمل اتفاقية مع شركة الصافي للألبسة المملوكة من قبل شركة (MAS active) العالمية لصناعة الألبسة في سيرلانكا.
وتسهم مبادرة "الفروع الإنتاجية"، التي ترتكز فكرتها على فتح فروع إنتاجية "مصانع" في المناطق النائية، لتكون بمثابة فروع للمصنع الأم الموجود في المدن الصناعية، في استقطاب وجذب الاستثمارات للمناطق المستهدفة وإنعاشها اقتصاديا.
ورافق جلالة الملك، في الزيارة، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، ومحافظ مادبا.
وفي مقابلات مع وكالة الأنباء الأردنية( بترا) قال وزير العمل نضال القطامين "نقف اليوم أمام مكرمة ملكية نوعية في تشغيل الإناث، ضمن عدد من المصانع، التي تم إنشاؤها، بالتعاون بين الديوان الملكي الهاشمي ووزارة العمل، وتضم 16 مصنعا في مختلف مناطق المملكة".
وأضاف أنه، ومن خلال هذه الشراكة والتعاون، تم تحديد 30 موقعا إضافيا، لإنشاء مصانع مماثلة، وتم رصد المبالغ المالية المخصصة لذلك، ضمن مبادرة "الفروع الانتاجية"، وجزء كبير من هذه المصانع تسهم فيها وزارة الاشغال العامة والإسكان، عبر عطاءات للتصميم والتنفيذ، في حين أن الجزء الآخر سينتهي العمل به في العام المقبل.
وأكد أمين عام الديوان الملكي الهاشمي رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، يوسف حسن العيسوي، أن زيارة جلالة الملك إلى مصنع الصافي للألبسة اليوم، تأتي تقديرا من جلالته لجميع العمال في الوطن، ولدورهم الكبير في بنائه وتطوره.
ولفت إلى أن هذا المصنع جاء ضمن مبادرة ملكية سامية تهدف لتوفير فرص عمل للإناث في المناطق النائية، خصوصا أن نسبة البطالة مرتفعة بين الفتيات، فضلا عن صعوبة تنقلهن من وإلى مراكز المدن بحثا عن فرص عمل.
وأوضح العيسوي أن هذا ليس أول مصنع يتم إنشاؤه ضمن مبادرة الفروع الإنتاجية، فقد تم سابقا افتتاح 16 مصنعا "فرعا انتاجيا"،وفرت 3300 فرصة عمل، منها مصنع في لواء الشوبك يوفر 130 وظيفة لفتيات اللواء، كما تمت توسعة مصنع آخر في محافظة الطفيلة لتشغيل 250 فتاة، والعمل جار حاليا على إنشاء عدد آخر من المصانع.
وأشار مدير المصنع فرحان أفرام، في مقابلة مماثلة، إلى أن المصنع جاء نتيجة مبادرة الفروع الإنتاجية، التي تستند إلى فكرة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتسعى لتشجيع القطاع الخاص على التوجه للمحافظات وفتح مشاريع من شأنها توفير فرص عمل لأبناء وبنات المناطق التي تعاني مشكلتي الفقر والبطالة تكون قريبة من أماكن سكناهم، وبما يوفر الوقت والجهد عليهم.
وبيـّن أن المصنع يوفر للعاملين فرص تأهيل وتدريب لمدة (4-6) أسابيع، وسلما وظيفيا يتضمن حوافز إنتاجية، فضلا عن تجهيز حضانة لرعاية أطفال العاملات، ممن هم دون سن الرابعة، وفقا لقانون العمل.
وفي مقابلة مع حنان السرارحة التي تعمل بوظيفة مشرفة جودة في المصنع قالت، "إنها تعد المصنع بيتها الثاني، كونه يوفر لها ولزميلاتها بيئة عمل مريحة، ويؤمن لهن دخلا جيدا، فضلا عن التدريب المستمر".
وأضافت، السرارحة الحاصلة على بكالوريوس في اللغة العربية: "إننا في المصنع نعمل ضمن أسرة واحدة تسودها روح التعاون، وأوجه نصيحتي للفتيات للاتجاه نحو التدريب والتأهيل على مختلف المهن، ومنها فن الخياطة، ليصبحن عاملات منتجات، يخدمن عائلاتهن ومجتمعهن والوطن".
وبينت أن العاملات في المصنع يسرن ضمن خطة تدريبية معينة، تشمل مهارات الخياطة، والجودة، وعمليات الإنتاج والتغليف، وصولا إلى تصدير المنتجات.
عدد المشاهدات: 2122