الملك يرعى حفل جائزة الملك عبدالله الثاني لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان
عمان - (بترا) - رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأحد، في قصر الحسينية، حفل توزيع جائزة الملك عبدالله الثاني لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان، التي تهدف إلى نشر الوعي والتفاهم بين مجموعات حوار الأديان، عبر إقامة أنشطة وفعاليات عالمية متنوعة.
وسلم جلالته، خلال الحفل، الميداليات والشهادات للفائزين بالجائزة المنبثقة عن مبادرة "أسبوع الوئام العالمي بين الأديان"، التي كان قد أطلقها جلالته أمام الدورة الـ65 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم تبنيها بالإجماع من قبل المنظمة الدولية في شهر تشرين الأول عام 2010.
وألقى سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، كلمة خلال الحفل، تاليا نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدي صاحب الجلالة، الضيوف الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نيابة عن محكمي جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، فإن هذه السنة هي السادسة، من فضل الله تعالى، التي توزع فيها جائزة الملك عبدالله الثاني للوئام بين الأديان. وقد انتشر أسبوع الوئام، بفضل الله تعالى، في جميع أنحاء العالم، وكانت هذه مبادرتكم يا سيدي منذ البداية، فهي مثل حلف الفضول، الذي قال عنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم:(ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت).
وحقيقة الأمر إن الإسلام، في الوقت الذي يختلف عقائديا مع الأديان الأخرى في إصراره على وحدانية الله سبحانه وتعالى ورسالة النبي الهاشمي، فإنه يحث على البر والإحسان إلى جميع بني آدم، ما لم يعتد على المسلمين.
يقول الله سبحانه وتعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). وهنا، يا سيدي، فقد حققتم هذا المعنى السامي، فهنيئا لكم ونرجو من الله القبول.
شكرا لكم على استضافتكم لهذا الحفل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وقال راعي كنيسة القديس إنوسنت الأرثوذكسية في يوريكا، البروفيسور لوران كلينيويرك، الفائز بالمركز الأول، في كلمة له خلال الحفل، "إنه لشرف عظيم لي ومهمة جليلة أن ألقي هذا الخطاب نيابة عن المنظمات التي منحتموها التكريم في ختام فعاليات الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان لعام 2016".
وأضاف أن التكريم والشكر مستحق أيضا لكل المنظمات والأفراد، الذين دعموا هذه الفعاليات بأية طريقة كانت، حيث شهد أسبوع الوئام الديني هذا العام ما يزيد على 800 فعالية، مؤكدا أن "العالم في أمس الحاجة لهذا الوئام".
وقال البروفيسور كلينيويرك "لو نظرنا في الفترة التي مضت، أي منذ الحفل الأخير الذي أقيم بهذه المناسبة في نيسان 2015، نستطيع القول إن مبادرة (كلمة سواء) قد ازدادت أهمية وحضورا منذ أن أطلقت عام 2007، وأثبتت أنها صيغت ببصيرة واستشراف للمستقبل. وكما ورد فيها بوضوح، فإن مستقبلنا المشترك يعتمد على دخول المسيحيين والمسلمين في الحوار سعيا وراء كلمة سواء وما يجمعهم، وتشجيع العالم، إثر ذلك، على الانخراط في الحوار والوئام بشكل شمولي".
وأعرب البروفيسور كلينيويرك، نيابة عن المشاركين، "عن الشكر والعرفان على الدعم وحسن الضيافة لكل ملتزم بقضية الحوار بين الأديان، وما تنطوي عليه من أهمية بالغة".
ونالت الجائزة الأولى، عن فعاليات مبادرة (كلمة سواء) لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان، جامعة Euclid University، (غامبيا وشركاء دوليين)، وذلك عن ورقة أكاديمية، وفعاليات متعددة حول حوار الأديان في إفريقيا الوسطى وأثيوبيا وغامبيا وترنداد أند توباغو والولايات المتحدة، والتي سعت لضمان التأثير المستدام لتلك الفعاليات.
وتضمنت الفعاليات مقابلة شخصيات سياسية، وعقد سلسلة من ورشات العمل والندوات الجامعية.
وتسلم الجائزة أستاذ اللاهوت والإدارة الدولية، كبير المنسقين الدوليين للهيئة التدريسية في جامعة إقليدس، راعي كنيسة القديس إنوسنت الأرثوذكسية في يوريكا، البروفيسور لوران كلينيويرك، والأمين العام لجامعة إقليدس وأمين معاهدة إقليدس منذ عام 2008، الأستاذ علي زاهد.
فيما نالت الجائزة الثانية، عن احتفالات أسبوع الوئام العالمي بين الأديان 2016، والتي أقيمت تحت عناوين (الحب، والرحمة، والرأفة، وينابيع السلام والأمل)، شركاء اتحاد الوئام في مانيلا، وذلك بإقامتهم أكثر من 20 فعالية تضم 23 منظمة والآلاف من الناس، خلال الأسبوع الأول من نيسان الحالي.
وتسلم الجائزة راعي كنيسة أم المعونة الدائمة، ومساعد كاهن للشؤون المسكونية وحوار الأديان في أبرشية مانيلا، وهي شريك في شبكة الوئام الديني في مانيلا، الأب ريتشارد باباو، ومديرة الشؤون العامة في الفلبين لكنيسة يسوع المسيح لقديسي اليوم الأخير، وعضو شبكة الوئام الديني في مانيلا، هايدي فجاردو.
ونالت الجائزة الثالثة مجموعة حوار الأديان والوئام في هاليفاكس - كندا، وذلك لجهودها في توسيع قاعدة تأثيرها بشكل سنوي، عبر إعلانهم لأسبوع الوئام العالمي في مدينة هاليفاكس، ونشرهم العديد من البيانات حول حوار الأديان والسلام والصداقة.
وتسلمت الجائزة منسقة شؤون حوار الأديان في مؤسسة هاليفاكس للوئام بين الأديان واثنين من شركائها، آنيت كيمبرلي، وممثل الطائفة البهائية في مؤسسة هاليفاكس للوئام بين الأديان في كندا، أنطوني مايكل باور.
وكانت مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي أسست "الجائزة" تقديراً للجهود المبذولة لأفضل أول ثلاث فعاليات أو نصوص تسهم بأفضل أدوات لترويج أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، الذي حدده قرار الأمم المتحدة بالأسبوع الأول من شهر شباط من كل عام.
وترتكز فكرة أسبوع الوئام بين الأديان على العمل الرائد لمبادرة (كلمة سواء)، التي انطلقت عام 2007 ودعت كلا من العلماء المسلمين ورجال الدين المسيحي للحوار بناء على وصيتين أساسيتين مشتركتين، هما "حب الله وحب الجار" من دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بهم، حيث تعدّ هاتان الوصيتان في صميم الأديان السماوية الثلاث، لتوفر بذلك أرضية دينية عقائدية صلبة.
وحضر الحفل رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وأمين عمان، وعدد من كبار العلماء المسلمين ورجال الدين المسيحي.
عدد المشاهدات: 2350