الملك يختتم جولة عمل أوروبية
عمان 21 تشرين الثاني (بترا) – عاد جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى أرض الوطن مساء الجمعة، بعد جولة عمل أوروبية شملت جمهوريتي كوسوفو والنمسا ومملكة إسبانيا.
وعقد جلالته، خلال جولة العمل، مباحثات مع زعماء هذه الدول وكبار المسؤولين فيها وفعاليات سياسية وبرلمانية واقتصادية وفكرية، لبحث آليات تعزيز علاقات الأردن مع بلدانهم في شتى الميادين، فضلاً عن بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
ففي العاصمة الإسبانية مدريد، التي اختتمت جلالته جولة العمل الأوروبية منها، حظيت الزيارة الملكية بترحيب كبير واهتمام رفيع المستوى، حيث كان جلالة الملك فيليب السادس ملك مملكة إسبانيا والملكة ليتيسيا في مقدمة مستقبلي جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، لدى وصولهما إلى العاصمة الإسبانية مدريد، كما أقيمت مأدبة عشاء ملكية تكريما لجلالتيهما.
وأكد جلالة الملك، خلال مباحثات مع جلالة الملك فيليب السادس، متانة العلاقات بين البلدين الصديقين، مشددا على أن "علاقتنا مع إسبانيا تاريخية وراسخة".
كما جرى، خلال المباحثات، استعراض مختلف القضايا والتحديات الإقليمية، لا سيما خطر الإرهاب وعصاباته المتطرفة، وسبل التعامل معه ضمن منهج شمولي، وبما يضمن تعزيز الأمن والاستقرار العالميين، إضافة إلى بحث آخر مستجدات الأزمة السورية، والتأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل لها.
وأكد الزعيمان ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق المستمر بين قيادتي وحكومتي البلدين حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في المنطقة، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي.
وخلال زيارته إلى مقر شركة إيادس كاسا المتخصصة في صناعة طائرات الشحن والنقل العسكرية في مدينة خيتافي الإسبانية، اطلع جلالته على التكنولوجيا المتقدمة التي تعتمدها الشركة التابعة لشركة إيرباص، باعتبارها من أفضل الشركات المصنعة في هذا المجال عالميا.
وفي لقاء آخر استضافه الملك فيليب السادس في القصر الملكي، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، أمام نخبة من القيادات السياسية والفكرية والأكاديمية الإسبانية، ضرورة تكثيف الجهود المبذولة من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للتصدي لخطر الإرهاب والتطرف وعصاباته، كونه أصبح التحدي الأبرز والمهدد للأمن والاستقرار إقليميا وعالميا.
ولفت جلالته، خلال اللقاء الذي استعراض التحديات الراهنة في الشرق الأوسط، وآخر المستجدات في المنطقة والعالم، ورؤية جلالته حيالها، إلى أن الإدراك لحقيقة هذا التحدي يتطلب العمل والتنسيق بشمولية، بهدف دحر الأخطار التي يتسبب بها في حياة الشعوب ومستقبلها.
كما عرض جلالته، خلال اللقاء، لوسطية الإسلام وسماحته ومبادئه، التي تنتهج الاعتدال والتسامح، وتنبذ العنف والتطرف والتعصب بكل أشكاله.
وتطرق اللقاء إلى جهود تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني – الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين، إضافة إلى تطورات الأوضاع في سوريا، ونتائج الاجتماع الدولي الذي عقد حول الأزمة السورية في فيينا مؤخرا.
من جانبها، أشادت القيادات السياسية والفكرية والأكاديمية الإسبانية، خلال اللقاء، بالرؤية الحكيمة لجلالة الملك في تحليل الأحداث، وبالدور المحوري الذي تلعبه المملكة في سبيل تعزيز فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، والتصدي لخطر الإرهاب والتطرف، معربين عن إعجابهم بالتجربة الأردنية في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، التي تتطلع أوروبا للاستفادة منها.
وكان جلالته بحث مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي آخر المستجدات الإقليمية والدولية، خصوصا الجهود المبذولة للتعامل مع خطر الإرهاب والتطرف، حيث جرى التأكيد على أن الأردن وإسبانيا يقفان معا في مواجهة هذا الخطر.
وحول العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، بحث جلالته والمسؤول الإسباني مجالات التعاون المشترك، وأهمية الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يقدمها الاقتصاد الأردني لرجال الأعمال الإسبان في مختلف القطاعات، فضلاً عن آليات التنسيق بين البلدين حول مختلف القضايا، من خلال مجلس الأمن حيث تسلمت إسبانيا أخيراً الرئاسة الدورية له، وتعزيز العلاقات الثنائية عبر علاقة الأردن مع الاتحاد الأوروبي.
وفي فيينا، المحطة الثانية لزيارة العمل الملكية، التقى جلالة الملك الرئيس النمساوي هانس فيشر، وبحث معه العلاقات الأردنية النمساوية على المستويين الثنائي والدولي، وفي إطار شراكة الأردن المتقدمة مع الاتحاد الأوروبي.
وأعرب جلالة الملك عن اعتزازه بالعلاقات بين الأردن والنمسا، خصوصا وأن العام المقبل سيشهد الذكرى الستين لتأسيس العلاقات بين البلدين.
عدد المشاهدات: 2188