اكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ان ابرز ما يميز المسيرة الديمقراطية الاردنية هو نموها السريع في بيئة خصبة نابضة بالحياة حيث المزيج المتناسق من الخلفيات الثقافية والتاريخية في المجتمع الاردني والمتوحدة على الانتماء للوطن الاردني واحترام دستوره ومؤسساته والولاء لقيادته الهاشمية استنادا الى ميل مقدس عميق في التاريخ . جاء ذلك خلال لقاء رئيس الوزراء مساء امس في النادي الاهلي مع وجهاء واعضاء مجلس العشائر الشركسية حيث نقل لهم تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني مؤكدا ان جلالته رفع راية الاردن خفاقة حتى بات حصنا منيعا للحرية وفضاء للحوار والتفاعل الحضاري والتسامح الانساني . واكد البخيت ان القيمة الاساسية لنجاح الديمقراطية في بلدنا الحبيب هي تعزيز المواطنة من خلال المشاركة والمساواة وتجسيد دولة القانون والمؤسسات كي تصغر دوائر الجهة والعشيرة والمصالح الشخصية وتندمج في دائرة الهوية الوطنية الكبرى التي ينتمي اليها الجميع . وبين البخيت انه كلما ترسخ مفهوم المشاركة في اتخاذ القرار الوطني من خلال الانتخاب ازدادت قوة فرص التمثيل الحقيقي الذي يعبر عن اماني المجتمع بمكوناته المتنوعة وزادت حظوظ المواطن في الحصول على تمثيل قوي في المجالس البلدية المنتخبة وفي برلمان يعبر عن راي ومصالح الناس ويسهم في احداث التغيير نحو الافضل في بلدنا موضحا ان هذا التغيير لا يتحقق ما لم يدرك المواطن ان الدولة شان عام يخص كل الناس وان الانتخاب يجسد قيمته كانسان حيت يمنحه قول كلمته باعتباره عضوا له اهميته في المجتمع . وقال ان المملكة تتهيا بكل ثقة لتلبية استحقاقين دستوريين هما الانتخابات البلدية والبرلمانية العام الحالي مذكرا بانهما فرصتان حقيقيتان لتهيئة الشباب وتثقيفهم وتطوير شعورهم بالشراكة الوطنية في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم باعتبارها ثقافة متجددة ينتهجها الناس لتمثيل طموحاتهم على ارض الواقع . وشدد رئيس الوزراء على اهمية كسر الصورة النمطية لالية الانتخاب التي اعتدنا عليها وتشجيع المرشحين على الخروج بمعايير جديدة لبرامجهم الانتخابية وترك الوسائل القديمة كي تحمل العملية الانتخابية ذاتها معنى التجربة الديمقراطية الحرة . واضاف انها ثقافة جديدة تدعونا للخروج من مفهوم العزوة والوجاهة الى ثقافة اختيار الخادم العام المناسب وتفويضه الثقة على اساس البرامج التي يتقدم بها مشيرا الى ان هذه الثقافة تتطلب من شبابنا كسر دائرتي الخجل والصمت والخروج الى ساحة الراي والمشاركة في صنع القرارات التي تناقش فيها الكثير من المسائل الحيوية والمصيرية التي تهم الوطن وتولد المزيد من التلاحم السياسي بين اعضاء المجتمع . وعبر رئيس الوزراء عن الامل بان يدرك الجميع وبخاصة الشباب اهمية الانتخابات البلدية المقبلة باعتبارها حدثا وطنيا بالغ الاهمية وساحة رحبة لممارسة الديمقراطية المحلية وتحقيق التنمية المستدامة كي يصبح المواطن طرفا اساسيا في عملية تاهيل مدينته وقريته والارتقاء بها الى مستوى مقتضيات الحداثة ومواكبة التطور الاقتصادي والاجتماعي . واكد ان هذا اللقاء فرصة للتواصل والحوار مع الشباب ومشاركتهم الاعتزاز والفخر بابائهم واجدادهم الذي ساهموا وتركوا بصمات واضحة في مسيرة بناء الوطن منذ قدوم عشائر الشركس الى الاردن قبل نحو مئة وثلاثين عاما وواكبوا تطور الدولة الاردنية بوفاء وانتماء عظيم واستحقوا الاحترام والتقدير في كل ميادين الكفاءة والتميز . وبشان اخر التطورات على الاراضي الفلسطينية اكد رئيس الوزراء ان ما جرى في غزة امر مؤلم ومحزن ومؤسف وقال لم نكن نتمنى ان تصل الامور الى حد الاقتتال بين الاشقاء . وقال انه وفي الوقت الذي بذل جلالة الملك عبدالله الثاني جهودا كبيرة وبدا بتاسيس وتشكيل قناعات باهمية ومركزية القضية الفلسطينية ابتداء من الخطاب الهام الذي القاه في الكونجرس والذي ركز خلاله جلالته على ضرورة اعادة الاولوية للقضية المركزية وتحذير جلالته بان غيرنا سياخذ زمام المبادرة اذا لم نبادر نحن ..نجد اختلاف الاشقاء الفلسطينيين وتوجيه البنادق الى ابناء جلدتهم . ووعد رئيس الوزراء بدراسة المطالب التي تقدم بها ممثلو المؤسسات الاهلية الشركسية حيث اشار في رده على طلب بشان اعادة المقعد الشركسي الى الدائرة الثالثة بعد نقله عام 2003 الى الدائرة الخامسة انه لم يجر أي تعديل على المقاعد منذ ذلك التاريخ واعدا باعطائه اولوية حال فتح النقاش بشانه . وكان رئيس الجمعية الخيرية الشركسية اللواء المتقاعد اسحق مولا طالب باعادة نقل المقعد الشركسي في الانتخابات النيابية الى الدائرة الثالثة . وقال مولا في كلمة القاها باسم المجتمع المدني الشركسي ان الشراكسه لاقوا في الاردن من خير ومحبة ما لم يلاقوه في باقي ارجاء المعمورة مؤكد انهم قابلوا هذا الحب بعمل وانتماء ومواطنة صالحة . وعبر المتحدثون عن الانتماء لثرى الاردن الطهور وفخرهم واعتزازهم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يقف على مسافة واحدة من جميع فئات المجتمع . ونوه نائب رئيس النادي الاهلي سمير جنكات بان اسرة النادي تفخر بان جلالة الملك المؤسس عبدالله الاول بن الحسين هو من اطلق على النادي اسمه عند تاسيسه عام 1944 . واكد ان النادي حقق انجازات كبيرة عبر مسيرته على الصعيدين المحلي والاقليمي ورفع راية الوطن عالية خفاقة في العديد من المحافل ومشيرا الى ان النادي حاليا يرزح تحت وطاة الديون . وكان رئيس الوزراء التقى باسرة ولاعبي فريق كرة القدم وكرة اليد في النادي حاثا اياهم على مزيد من العطاء ليعود الاهلي الى سابق عهده في تحقيق البطولات والانجازات . كما التقى البخيت باعضاء الفرقة الفلكلورية التابعة للنادي مشيدا بما تقدمه الفرقة من فن شركسي بات يعد فنا اردنيا اصيلا . وقدم رئيس مجلس ادارة النادي يحيى بيشه درع النادي لرئيس الوزراء كما قدم الكاتب ارسلان رمضان مجموعة من الكتب التي الفها عن عمان وتاريخها هدية لرئيس الوزراء . وحضر اللقاء وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء الدكتور محي الدين توق ورئيسة نادي الجيل الجديد ليلى خواج ورئيس مجلس العشائر عدنان مولود ورئيس جمعية اصدقاء القفقاس روحي شحالتوغ اضافة الى نخبة واسعة من المجتمع المحلي.

---

عدد المشاهدات: 1376