الملك يدعو المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط
دعا جلالة الملك عبدالله الثاني المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لتحريك عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا في نفس الوقت ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني لتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها. وبين جلالته خلال مباحثاته في العاصمة الكندية أوتاوا مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن الإخفاق في حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، الذي يعد الصراع الأساسي في الشرق الأوسط، يشكل تهديداً خطيراً للمنطقة بما يحمله أيضا من تداعيات على العالم. ورحب جلالته خلال اللقاء بدور نشط لكندا في المساعدة للوصول إلى حل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مؤكدا على أن الوسيلة الوحيدة لهذا الأمر تتمثّل في الدخول في مفاوضات تستند إلى حل الدولتين. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، ناقش جلالة الملك ورئيس الوزراء الكندي سبل توقيع اتفاقية تجارة حرة بين الأردن وكندا، بالإضافة إلى دعم كندا لجهود الأردن في مفاوضاته مع نادى باريس حول المديونية الأردنية. من جانبه، أعرب هاربر عن تقدير كندا للدور المحوري الذي يقوم به جلالته في تعزيز أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، مثمنا مساعي جلالته الدائمة لإعادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات. وأوضح أن كندا تدعم وبقوة جهود الأردن المتواصلة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتجاوز العقبات التي تقف في طريق استئناف العملية السلمية في المنطقة. كما أعرب عن تطلعه إلى تعزيز التنسيق والتشاور بين عمان وأوتاوا خلال المرحلة المقبلة بما يضمن تحقيق تطلعات شعوب منطقة الشرق الأوسط في العيش بأمن واستقرار. وعبر هاربر عن إعجابه بجهود جلالته لتطوير الأردن، مؤكدا أن المملكة تعد نموذجا يحتذى في منطقة الشرق الأوسط في مساعيها لتعزيز التنمية. وفي مؤتمر صحفي مشترك بعد اللقاء، أعرب جلالته عن تطلع الأردن إلى تعزيز علاقته بكندا من خلال توقيع اتفاقية تجارة حرّة تسهم في بناء روابط اقتصادية وتجارية قوية وتشجع التعاون بين القطاع الخاص في البلدين. وفي هذا المجال، بين هاربر أن الحكومة الأردنية قدمت "لنا اليوم مقترحا حول الأمر" وسنقوم من جانبنا بدراسة هذا المقترح مع الجانب الأردني ومن ثم الدخول العام المقبل في مفاوضات لتوقيع اتفاقية تجارة حرة. وحول مجموعة الدول الإحدى عشر التي يتزعمها الأردن، قال جلالته أنه ناقش وهاربر جهود المجموعة الهادفة لمأسسة العلاقة بينها وبين مجموعة الدول الصناعية الثماني، مبينا أهمية دعم كندا، باعتبارها من أعضاء الدول الصناعية الثماني، في هذا المجال. من ناحيته، قال رئيس الوزراء الكندي أن من بين المواضيع الثنائية التي تم مناقشتها هو تقديم كندا لمساعدات إضافية للأردن لتعزيز التنمية في مجال التعليم وإزالة الألغام وتقوية جهود جلالة الملك لتمكين المرأة في المجتمع. وقال جلالته خلال المؤتمر الصحفي أنه بحث ورئيس الوزراء أهمية استمرار المجتمع الدولي بتقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية، مؤكدا على التوافق بينه وبين رئيس الوزراء الكندي حول ضرورة دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جهوده للتخفيف من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه الفلسطينيين. من جانبه، وصف هاربر لقاءه بجلالة الملك بالمثمر للغاية وقال أنه ناقش مع جلالته العديد من القضايا الإقليمية، معربا عن التزام حكومته بتعزيز فرص السلام في المنطقة ودعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، موضحا كذلك أن حكومته تنظر الآن في الوسائل الكفيلة بزيادة مساعدتها للفلسطينيين. وردا على سؤال حول الدور الذي يتطلع العالم إلى كندا للعبه في عملية السلام، قال جلالته أنه ناقش مع رئيس الوزراء الكندي التحديات التي تواجه إعادة إطلاق العملية السلمية في المنطقة ,مؤكدا جلالته أن كندا اضطلعت على الدوام بدور فاعل على الصعيد الدولي للتقريب بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد هاربر ضرورة اللجوء للمفاوضات لحل المشاكل بدلا من العنف، مضيفا أن على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي أن يقبلا حقيقة أن حل الدولتين هو الحل الذي سيقود لتسوية نهائية للنزاع بينهما. وفي مداخلة حول النظرة لكندا في منطقة الشرق الأوسط، قال جلالته أن تأكيد رئيس الوزراء الكندي اليوم على حل الدولتين سبيلا لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يشكل بحد ذاته دعما قويا ومتزنا لمنطقة الشرق الأوسط. وحول نفس السؤال، قال هاربر أن حكومته ستستمر بالعمل مع الأردن وكل الجهات الملتزمة بالسلام وحل الدولتين القائم على وجود دولة إسرائيلية ديمقراطية وآمنة تعيش بجانب دولة فلسطينية ديمقراطية وقابلة للحياة. كما بحث جلالته وهاربر مستجدات الوضع في العراق ولبنان حيث أعربا عن دعمهما لكل الجهود الهادفة لتعزيز مناخ الأمن والاستقرار هناك.
عدد المشاهدات: 1010
عدد المشاهدات: 1010