خادم الحرمين الشريفين يؤكد على متانة العلاقات بين المملكتين وعلى علاقات الاخوة القوية
اكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة على متانة وقوة العلاقات التي تربط بين المملكتين ..وقال ان العلاقة
التي تربطني بأخي جلالة الملك عبدالله الثاني علاقات أخوية قوية قائمة على المحبة والثقة
المتبادلة والاتصال والتشاور بيني وبين جلالته قائم ومستمر هدفه خدمة مصلحة الشعبين
الشقيقين السعودي والاردني ومصالح الأمة العربية.
واضاف خادم الحرمين الشريفين يقول في مقابلة اجراها الزميل عبد الوهاب زغيلات رئيس تحرير صحيفة الراي ونشرتها امس ان العلاقات بين الشعبين الشقيقين السعودي والاردني فيطول الحديث عن عمقها ومتانتها لأنها قائمة على القربى والجوار والدين والمصير المشترك ولذلك فلا غرابة في ان تجد هذا القرب وهذه الحرارة في الروابط بين قيادتي وشعبي البلدين وأسأل الله ان يديم علينا جميعا نعمه وان يعيننا على تحقيق طموحات شعبينا في العزة والمنعة والحياة الكريمة.
وقال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز اننا نستشعر خطراً داهماً على الكيان العربي بأكمله وعلى مصير العرب ومقدراتهم ومصالحهم موضحا ان الامر لا يتعلق بالمملكة العربية السعودية فقط بل أينما تنظر ستجد أكثر من بلد عربي شقيق يعاني من أزمات خطيرة بعضها يكاد يصل الى شفير الحرب الاهلية.. فالاوضاع المأساوية في فلسطين الحبيبة وما وصل
اليه الامر بين الاشقاء الفلسطينيين ..وما يحدث في العراق من مآس وأهوال وما يجري في لبنان
وما يتعرض له السودان من أخطار وما آل إليه الوضع في الصومال .. وقال ان من واجبنا ومسؤولياتنا اصلاح ذات البين وجمع الكلمة وتوحيد الصف هذه جهود السعودية التي لا تبحث
عن دور ولا تنافس أحدا على دور ..هذا مصيرنا وقدرنا ولا سبيل لنا إلا أن نواصل تحمل المسؤولية تجاه أشقائنا وأمتنا وندرك أن التواني عن ذلك سيؤدي بنا جميعا الى أوضاع لا تسر .
وحول ما تشهده الساحة الفلسطينية قال ..لقد سارت الامور بعد اتفاق مكة المكرمة بين الاخوة الفلسطينيين على نحو واعد بعث على التفاؤل، لكن سرعان ما انقلبت الحال بعد ثلاثة أشهر من التوقيع على ذلك الاتفاق.. ولا شك في أن تعنت إسرائيل واصرار بعض القوى الدولية على عدم مساعدة الفلسطينيين على تعزيز التوافق بينهم قد ادى الى تردي الاوضاع وحدوث هذه الانتكاسة الخطيرة التي وقع فيها اخواننا الفلسطينيون.
واضاف خادم الحرمين الشريفين يقول ..انه لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يستمر الوضع على
ما هو عليه اليوم لأن في ذلك خدمة لمن يغتصب الارض الفلسطينية وإضرار فادح بالقضية الفلسطينية العادلة وقد يقضي على الآمال بانشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا الاخوة في فلسطين الذين عاهدوا الله في بيته الحرام ان يغلبوا العقل والحكمة وان يتحملوا مسؤولياتهم الجسيمة امام شعب فلسطين وامام امتهم، وان يصلحوا ذات بينهم لكي لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
وحول العراق قال خادم الحرمين الشريفين ان من يحدث تطورات خطيرة وقتل وتدمير لمقدرات الشعب العراقي ودور العبادة أمر يدمي القلب.. ولا بد من توقف هذا التدهور فالوضع بالغ الخطورة
وينذر بشر مستطير للمنطقة بأكملها إذا لم يتداركه العقلاء في العراق وفي دول المنطقة ودول العالم المؤثرة.. ويجب أن يعود المنطق وان يستشعر العراقيون جميعهم مصلحة العراق ويتجاوزوا المصالح الطائفية والاقليمية وأن يدركوا أن تحقق مصلحة العراق وتجاوز هذا الوضع المأساوي تكمن في أخذ كل منهم في الحسبان مصالح الاطراف الاخرى دون تجاوز أو افتئات..مشيرا الى ان
السعودية كانت ولا زالت وستستمر في دعم ومساندة كل جهد وتوجه يمكن من تحقيق ذلك ولا نريد إلا استتباب الأمن وعودة الاستقرار الى الشعب العراقي لاننا حريصون على وحدة العراق واستعادة سيادته على أراضيه.
وحول الوضع في لبنان قال خادم الحرمين الشريفين ان لبنان بلد شقيق وشعبه عزيز علينا بكل فئاته ويهمنا أمنه واستقراره وإنهاء الخلافات بين قواه السياسية.. مبيننا انه وفي كل محنة يمر
بها لبنان كانت المملكة من الدول السباقة لبذل الجهود لانقاذه مما يحل به من اخطار ..كان ذلك في عهد الملك خالد- رحمه الله- الذي عقدت بدعوة منه وبرئاسته قمة عربية استثنائية في الرياض في السنوات الاولى من الحرب الاهلية اللبنانية وفي عهد الملك فهد- رحمه الله- حينما دعا كافة ممثلي الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية للاجتماع في السعودية ورعى اتفاق الطائف، ثم مساندة لبنان سياسيا واقتصاديا ودعمنا القوى لاعادة اعماره، لتمكينه من تجاوز آثار الحرب الاهلية ولا زال دعم المملكة للبنان مستمرا على جميع الاصعدة.
وقال ..السبيل الى حل ما يعاني منه لبنان اليوم من مأزق سياسي هو إدراك جميع القوى السياسية فيه بأنه لا مفر من الالتقاء والتحدث الى بعضهم البعض بصفتهم شركاء لا متنافسين، وبصفتهم مرتبطين بمصير مشترك لا مناطق معزولة في سياج واحد.. وإن التدخل في شؤون لبنان بطريقة تزيد الفرقة والتشرذم بين أبنائه أمر مرفوض ومخطىء من يعتقد انه سيحقق مكاسب من وراء الاتجار بمعاناة لبنان وأبنائه.
واشار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الى ان هناك جهات لا تريد الخير للبنان لأن لبنان يمثل نموذجا يتناقض مع النموذج الذي تريد هذه الجهات ان تكون عليه الدول العربية والذي يبعث على القلق أنه كلما بدأت بوادر نجاح الجهود العربية تندلع أزمة جديدة تعصف بهذه الجهود وتزيد الامر تعقيدا سواء باغتيال شخصيات سياسية مهمة أو التحريض على العنف أو نشوب اشتباكات مسلحة مثلما هو حاصل اليوم في نهر البارد.. فالازمة التي يمر بها لبنان اليوم تتطلب من الدول العربية والدول الحريصة على خير لبنان بذل جهود مضاعفة، لان استمرار الازمة في لبنان سينعكس سلبا على المنطقة بأسرها.
وحول استضافت المملكة للقمة العربية الدورية في آذار الماضي.. قال لقد عقدت القمة العربية الدورية التاسعة عشرة في الرياض من اجل الحد من الضعف والتراجع في العمل العربي المشترك.. فدول العالم تسابق الزمن في مساعيها من اجل التكتل والتكامل والتعاون بينما العرب الذين لا تتوفر في أي منطقة في العالم عناصر تكامل وتعاون مثلما هو متاح لهم يدير معظمهم شؤونه بمعزل عن الدول العربية الاخرى.. هذا هو بالتحديد سبب ضعفنا وتراجعنا قياسا بصعود الآخرين وميل الكفة لصالحهم في علاقاتهم مع الدول العربية.. ليست المسألة بحث عن دور او استعادة دور، بل انها جهود صادقة ومخلصة لتحقيق ما يأمرنا به الله سبحانه وتعالى من تآزر وتعاضد، وهذا ما يقضي به العقل والمصلحة العربية.. فنحن في المملكة وكما عاهدنا اشقاءنا ماضون في جمع الكلمة وتوحيد الصفوف منطلقين من قناعتنا الراسخة بعظم المسؤولية والأمانة تجاه الامة العربية وتجاه شعوبنا والعبرة بالعمل والتطبيق، لا بالخطب والتصريحات والقرارات التي تظل حبرا على ورق.
وحول مبادرة السلام العربية اوضح خادم الحرمين الشريفين ان المبادرة التي تبنتها القمة العربية في بيروت هي المبادرة التي اجمع عليها العرب وحظيت بتأييد واسع من قبل معظم دول العالم وقد لمسنا لدى قادة الدول الصديقة في اسبانيا وفرنسا وبولندا التي زرناها في جولتنا الاخيرة دعما لهذه المبادرة التي من شأن موافقة جميع الأطراف عليها والتزامها بما نصت عليه حل صراع لا زال قائما منذ قرابة نصف قرن وهو صراع نتجت عنه عدة حروب هددت أمن العالم بأسره وتسببت في ويلات ومآس للشعب الفلسطيني وسلب للحقوق العربية ..ولا زال هذا الصراع قائما بسبب مراوغة الطرف الاسرائيلي وتكريسه للاحتلال الذي يتنافى مع قرارات الشرعية الدولية ومصادرته للمزيد من الاراضي الفلسطينية معربا عن امله في ان تحذو قوى دولية مؤثرة حذو قوى دولية اخرى في دعمها للمبادرة العربية بدلا من محاولة تجنبها من خلال طرح مشاريع حلول اخرى.
وقال خادم الحرمين الشريفين في معرض رده على سؤال حول استخدام او ترويج مصطلحات ذات ابعاد سياسية تهدف الى تقسيم العرب ..هذه المصطلحات التي يروج لها اعلام اجنبي وترددها بعض وسائل الاعلام العربية //المشبوهة التوجهات// ليست بالجديدة.. فقد سبق في عقود مضت ان صنفت الدول العربية على نحو يوحي بالتضاد والانقسام ولم ينجح من كانوا وراء محاولات التصنيف تلك في مساعيهم.. في حقيقة الأمر نحن في المملكة العربية السعودية لا تهمنا هذه التصنيفات ولا تؤثر في توجهاتنا ولم تضعف من عزمنا على التعاون مع جميع الدول العربية طالما ان هذا التعاون لخير الجميع وطالما انه ليس موجها ضد دولة عربية شقيقة او دولة صديقة ..ونحن اصدقاء لكل من يحترمنا ولا يتعدى على حقوقنا وحقوق اشقائنا.. وغاية ما ارجوه هو ان يدرك من ينخدع بهذه التصنيفات من اخوتنا العرب ان الهدف منها هو زرع الفتنة وتكريس الاختلاف.. فجدار برلين
سقط ولا مجال لبناء جدار بين العرب.
واضاف يقول ..محاولات التدخل الاقليمية التي تحاول الاضرار بأمن واستقرار الدول العربية لن تفلح، وسترتد آثارها على الدول التي تمارس هذا التدخل.. لأن الشعوب العربية مرت في تاريخها المعاصر بظروف عصيبة بسبب هذه التدخلات ومن شان الوعي المتراكم بنتائج تلك الظروف ان يفشل مساعي كل من ينتهز لحظات الضعف العربي لتحقيق مآربه الخاصة، ومرة اخرى أقول: معروف من هو المعتدل، من غير مساومة على الثوابت والحقوق، ومن هو متطرف وفي الوقت نفسه يفرط في حقوقه ومقدراته ومقدرات اؤتمن عليها، وليس المقصود هنا دولة بعينها، اتحدث
من منطلق مبدئي.
وحول الجهود السعودية في مكافحة الارهاب وعملها الوقائي منه قال خادم الحرمين الشريفين المللك عبدالله بن عبد العزيز .. الإرهاب آفة خطيرة عانت ولا تزال تعاني منها شعوب في مختلف مناطق العالم وهو ظاهرة تستمد وقودها من الفكر المنحرف الذي لا يقره الله عز وجل ولا تعاليم رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ولا الفطرة البشرية السوية.. وقد شاهدنا جميعا ما نتج عنه في الفترة الراهنة وفي السنوات الماضية من إزهاق لارواح بريئة، وتدمير وحشي لمؤسسات تخدم المجتمع ..ولممتلكات المواطنين ونحمد الله على أن مكننا من احراز نتائج متقدمة في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة والجميع يعلم ما حققه رجال الامن البواسل في محاصرة ما تبقى من فلول الارهابيين واستباق العمليات الارهابية قبل وقوعها.. كما كان لوعي المواطن السعودي والمقيمين في المملكة دور في محاربة الفكر المتطرف الذي غالبا ما يؤدي الى الانجرار نحو الارهاب.. نحن في المملكة جميعا متيقظون، ورغم انحسار الارهاب الذي وقع فيه البعض من مواطنينا وبعض من قدموا الى بلادنا الا انه لن يهدأ لنا بال حتى نجتثه من منابعه ونحن مصممون على ذلك.
وتابع خادم الحرمين الشريفين بقوله ..انه من وجهة نظرنا نرى ان الدور الاردني في مكافحة
الارهاب دور فعال وحقق نجاحا متقدما وخصوصا منذ وقوع الاعمال الارهابية المشينة في هذا
البلد الحبيب العام قبل الماضي والتعاون بين بلدينا في مجال مكافحة الارهاب معروف ومستمر وأثبت أهميته وفعاليته.
عدد المشاهدات: 1085
عدد المشاهدات: 1085