جلالة الملك يوجه الحكومة لتخصيص المبالغ اللازمة لتنفيذ برامج ومشاريع وطنية
وجه جلالة الملك عبد الله الثاني، الحكومة لتخصيص المبالغ اللازمة لتنفيذ مجموعة من البرامج والمشاريع الوطنية التي ستنعكس نتائجها بشكل مباشر على مستوى معيشة المواطنين.
وقال جلالته في رسالة بعث بها اليوم، إلى رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت، بمناسبة الذكرى الحادية والستين لعيد الاستقلال، أن إيماننا بضرورة العمل بأقصى طاقاتنا لتأمين الحياة الكريمة والمستقبل المشرق لشعبنا، يتطلب منا التركيز على تسريع عملية التحديث والتطوير والتنمية، ليلمس الجميع في أنحاء المملكة ثمار الإنجاز.
وأمر جلالته بتمويل مشاريع وبرامج إضافية لمساعدة موظفي القطاع العام على امتلاك مساكن ملائمة توفر أحد أهم متطلبات الحياة الكريمة لهم.
كما وجه جلالته الحكومة بإنشاء قرى حضارية في كافة محافظات المملكة للترويح عن المواطنين على غرار القرية الحضرية التي تم إنشاؤها في محافظة الزرقاء، وذلك تأكيدا على أهمية سبل التعليم والترفيه والحياة الكريمة لكافة المواطنين، وبخاصة شريحة الأطفال والشباب والنساء.
وبين جلالته في الرسالة أنه أوعز للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية البدء بتنفيذ مشروع لاستخدام مدنيين في القوات المسلحة الأردنية للعمل في قطاع الإنشاءات بالتنسيق مع وزارة العمل ومؤسسات القطاع الخاص بهدف تسليح الشباب في مختلف المحافظات بالمهارات والقدرات اللازمة للعمل والعطاء وزيادة الإنتاج. مؤكدا جلالته ضرورة تنفيذ هذا البرنامج خلال الشهرين القادمين.
ويشار إلى أن مبادرة إسكان موظفي القطاع العام، تستهدف تنفيذ قرى إسكانية في مختلف مناطق المملكة، لذوي الدخل المتدني والمحدود من موظفي الجهاز الحكومي، لا سيما في ضوء عدم توفر المقدرة المالية لهذه الشريحة لاقتناء مساكن صحية مناسبة، في ظل ارتفاع تكاليف البناء والمعيشة وتدني مستوى الرواتب الشهرية لهذه الفئة.
وستناط مهمة تنفيذ هذا المشروع الذي سيوفر فرصة الحصول على وحدات سكنية جاهزة أو من خلال قروض سكنية وبأسعار تشجيعية، للمؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري، من خلال عقد شراكات مع القطاع الخاص.
ويهدف مشروع القرى الحضرية، إلى إيجاد متنفس لسكان المحافظات، وإلى رعاية الأطفال وتطوير قدراتهم الذهنية وصقل مواهبهم، والمساهمة في تنمية المجتمعات المحلية.
كما يتضمن هذا المشروع مكونات أساسية تشتمل على حدائق عامة وألعاب ترويحية وحدائق مرورية وملاعب متعددة الأغراض وقاعات لتنمية مواهب الأطفال وحدائق طيور وزراعة الأشجار بأنواعها المختلفة. بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع إنتاجية مدرة للدخل تتلاءم مع طبيعة كل محافظة.
وفيما يتعلق بمشروع استخدام مدنيين في القوات المسلحة للعمل في قطاع الإنشاءات، فإن القوات المسلحة ووزارة العمل، وبتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني، تهدفان إلى إعداد وتدريب قوى عاملة أردنية ذات مهارات وكفاءات عالية للحد من الفقر والبطالة، وتعزيز روح الانتماء الوطني والانضباط والالتزام لدى جميع المشاركين في المشروع.
وسيتم من خلال المشروع استخدام "30" ألف مستخدم مدني في القوات المسلحة، على عدة مراحل وتدريبهم على "37" مهنة في مجال الإنشاءات، حيث ستشمل المرحلة الأولى "1500" مستخدم بمعدل "500" مستخدم من كل إقليم من أقاليم المملكة، وسيخضع الجميع لتدريبات عسكرية ومهنية، وأخرى ميدانية في شركات المقاولات الكبرى.
وفيمايلي نص رسالة جلالة الملك ..
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الأخ الدكتور معروف البخيت حفظه الله ورعاه،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فيسرنا في يوم استقلال الأردن الغالي، والذي تحتفل فيه أسرتنا الأردنية الواحدة على امتداد ربوع الوطن، أن نبعث إليك وإلى زملائك الوزراء بتحية عربية هاشمية، ملؤها المودة والاحترام والتقدير, ونحيي في هذه المناسبة العزيزة أيضاً النشامى من أبناء أسرتنا الواحدة على جهودهم وعطائهم الموصول لرفعة وطننا الغالي وتعزيز استقلاله والبناء على منجزاته التي تعدّ مصدر فخر واعتزاز للأردنيين جميعاً.
وإننا إذ نقدّر باعتزاز ما تحقق من انجازات منذ عهد الاستقلال وحتّى يومنا هذا، إلا أن إيماننا بضرورة العمل وبأقصى طاقاتنا في سبيل تأمين الحياة الكريمة والمستقبل المشرق لشعبنا يتطلب منّا التركيز على تسريع عملية التحديث والتطوير والتنمية ليلمس الجميع في أنحاء المملكة ثمار الانجاز.. وعليه، فإننا وفي هذه المناسبة الغالية نوجه الحكومة للعمل على تخصيص المبالغ اللازمة لتنفيذ مجموعة من البرامج والمشاريع الوطنية التي ستنعكس نتائجها مباشرة على مستوى معيشة المواطنين، ومن أهمها:
أولا: تمويل مشاريع وبرامج إضافية لمساعدة موظفي القطاع العام على امتلاك مساكن ملائمة توفّر لهم أحد أهمّ متطلبات الحياة الكريمة.
ثانياً: إنشاء قرى حضارية في كل محافظة من محافظات المملكة للترويح عن المواطنين على غرار القرية الحضرية التي تم إنشاؤها في محافظة الزرقاء، والتي سعدنا بافتتاحها وكانت تجربة رائدة ارتأينا تعميمها على باقي المحافظات، وذلك تأكيداً منا على أهمية توفير سبل التعليم والترفيه والحياة الكريمة لكافة المواطنين وخاصة شريحة الأطفال والشباب والنساء الذين يستحقون منا كل العناية والدعم والاهتمام لتمّكينهم من ممارسة نشاطاتهم وهواياتهم المختلفة.
ثالثاً: وحيث أن الشباب الأردني يشكلون قطاعاً واسعاً من قطاعات المجتمع الأردني، فإننا نتطلع دوماً لتعزيز مشاركتهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. ومن هذا المنطلق فإن حرصنا يتركّز على أهمية الاستثمار في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم، بهدف إعداد جيل من الشباب المؤهل والقادر على تلبية احتياجات سوق العمل ومتطلباته.. وفي ضوء الاجتماعات العديدة التي تم عقدها خلال الشهرين الماضيين مع كل من القوات المسلحة الأردنية والحكومة، فقد أوعزت للقيادة العامّة للقوات المسلحة الأردنية الشروع في تنفيذ مشروع لاستخدام مدنيين في القوات المسلحة الأردنية للعمل في قطاع الإنشاءات بالتنسيق مع وزارة العمل ومؤسسات القطاع الخاص، من أجل تسليح الشباب في مختلف المحافظات بالمهارات والقدرات اللازمة للعمل والعطاء وزيادة الإنتاج، على أن يتم البدء بتنفيذ هذا البرنامج خلال الشهرين المقبلين.
آملين أن تسهم هذه المبادرات في توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين، وتحسين مستوى معيشتهم وتعزيز إنتاجيتهم.
نسأل الله العلي القدير أن يعيد هذا اليوم المبارك على شعبنا الغالي وأردنّنا العزيز بالخير واليمن والبركات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عبد الله الثاني ابن الحسين
عمان في 8 جمادي الأول سنة 1428 هجرية
الموافق 25 أيار سنة 2007 ميلادية
عدد المشاهدات: 1095
عدد المشاهدات: 1095