جلالة الملك : أي خطط لبناء المستوطنات وتوسيعها في الأراضي الفلسطينية واستمرارالإجراءات التصعيدية يتناقض مع الرغبة في السلام
أكد جلالة الملك عبد الله الثاني خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت امس على هامش المؤتمر الثالث للحائزين على جائزة نوبل المنعقد في البتراء ان أي خطط لبناء المستوطنات وتوسيعها في الأراضي الفلسطينية واستمرارالإجراءات التصعيدية ضد الفلسطينيين يتناقض تماما مع الرغبة في السلام.
وشدد جلالته على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لبناء جسور الثقة والتمهيد لاعادة اطلاق عملية السلام واستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
وطلب جلالته من اولمرت وقف اي اجراءات تصعيدية في الاراضي الفلسطينية وبخاصة اعمال الحفريات في مدينة القدس الشريف وبخاصة تلك التي تجريها بجوار المسجد الاقصى المبارك مما يستفز مشاعر المسلمين في كافة ارجاء العالم، كما طالب جلالته اسرائيل بالاسراع في الافراج عن السجناء والمعتقلين الاردنيين لديها.
ودعا جلالته إلى رفع الحصار عن الفلسطينيين ووقف الاجراءات الاحادية ضدهم وازالة نقاط التفتيش التي تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الفلسطينيين.
وأشار جلالته الى ضرورة ان تفرج اسرائيل عن الاموال الفلسطينية المحتجزة لديها حتى تبرهن على رغبتها الحقيقية في السلام ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس.
ولفت جلالته الى التقارير الصحفية الاسرائيلية التي تتحدث عن بناء مستوطنات جديدة في القدس مؤكدا رفض الاردن لمثل هذه الاجراءات التي تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الفلسطينيين والعرب في المدينة المقدسة ولا تساعد على المضي قدما في عملية السلام.
ويأتي لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي عقد في مدينة العقبة في سياق اتصالات وجهود سياسية ودبلوماسية حثيثة يبذلها جلالته مع القوى الدولية والاقليمية المؤثرة والمعنية بتطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط لدفع العملية السلمية والترويج لمبادرة السلام العربية والابقاء على زخمها وتحقيق اهدافها المرجوة.
وشدد جلالة الملك على ان هذه المبادرة التي اعاد القادة العرب التزامهم بها في قمة الرياض نهاية اذار الماضي تعكس توجههم ورغبتهم الصادقة في السلام و تعد اطارا مناسبا لحل النزاع العربي الاسرائيلي وايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية ينهي عقودا طويلة من الصراع في المنطقة ويوفر لاسرائيل العيش باجواء الامن والاستقرار الى جانب جيرانها.. غير ان جلالته حذر مجددا من ان عامل الوقت ليس في صالح الفلسطينيين والاسرائيليين ويجب الاتفاق على وضع اطار زمني محدد لتطبيق المبادرة وخلال فترة قريبة والدخول في مفاوضات تعالج كافة القضايا العالقة وصولا الى تسوية سياسية شاملة تنتقل بالمنطقة الى مرحلة جديدة من التعايش المشترك والامن والاستقرار.
ونبه جلالته الى ان اضاعة الفرص المتاحة لترسيخ دعائم السلام ستبقي المنطقة وشعوبها تعيش في دائرة الفوضى والاضطراب والعنف وتشتت كل الجهود الرامية الى تحقيق الازدهار والتنمية فيها.. داعيا الى التحرك بشكل عاجل وجاد لانهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ ستين عاما جراء تواصل الاحتلال.
ولفت جلالته الى ان هناك رغبة حقيقية لمسها خلال لقائه مؤخرا مع عدد من ناشطي السلام الفلسطينيين والاسرائيليين بالسير قدما في عملية السلام ما يستدعي تقديم كل الدعم لهم في وضع اليات عمل تساعد على انجاح المبادرة العربية والترويج لها واستقطاب المزيد من المؤيدين لها.
من جانبه اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال اللقاء انه سيتعامل بكل مرونة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث القضايا العالقة بين الجانبين وبشكل خاص ما يتصل بالاموال الفلسطينية المحتجزة لدى اسرائيل والتخفيف من اجراءات التضييق على الفلسطينيين.
كما أكد اولمرت انه لا صحة اطلاقا للتقارير التي تتحدث عن عملية بناء مستوطنات جديدة او توسعة القائمة حاليا، موضحا انه لا يوجد لديهم أي خطط لبناء مستوطنات جديدة، ووعد بحل قضية السجناء الاردنيين في اسرائيل باسرع وقت ممكن.
وحضر اللقاء رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض الله ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي والسفير الأردني لدى إسرائيل علي العايد.
عدد المشاهدات: 612
عدد المشاهدات: 612