البخيت يتراس خلوة مراجعة تطوير التعليم العالي
تراس رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت امس بحضور الفريق الوزاري ومجلس التعليم العالي والاعتماد وممثلين عن القطاعين العام والخاص " خلوة مراجعة استراتيجية تطوير التعليم العالي" .
وخصصت الخلوة لمناقشة ومراجعة استراتيجيات تطوير قطاع التعليم العالي بهدف وضع استراتيجية للقطاع للسنوات الخمس المقبلة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الى الحكومة خلال لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني القيادات التعليمية الشهر الماضي في الجامعة الاردنية.
واكد رئيس الوزراء في كلمة افتتح بها اعمال الخلوة اهمية ان تركز الاستراتيجية والنقاشات الدائرة حولها على ايجاد الحلول وليس مجرد تشخيص التحديات التي تواجه قطاع التعليم العالي.
واشار الى من ابرز التحديات التي تواجه التعليم العالي تتمثل بازدياد الطلب والسعي الهائل غير المبرر على التعليم على حساب التعليم التطبيقي والمهني ما يشكل عبئا على الجامعات الرسمية تحديدا.
وتتمثل التحديات بضمان جودة التعليم العالي والارتقاء بمستواه والمواءمة بين مخرجات التعليم وحاجات سوق العمل فضلا عن ضعف البحث العلمي وتمويل الجامعات وتزايد اعداد مؤسسات التعليم العالي وتكرار التخصصات وبرامج الدكتوراة .
ودعا البخيت الى وضع استراتيجية متكاملة للتعليم العالي تستند الى الدراسات السابقة التي اعدت في هذا المجال بما فيها الاجندة الوطنية.
وقال انه ولاجل ضمان مستوى اداء مؤسسات التعليم العالي وادخال مفاهيم ضبط الجودة والنوعية فقد تم اخيرا انشاء هيئة مستقلة لاعتماد مؤسسات التعليم العالي الرسمية والخاصة لتحل محل مجلس الاعتماد الحالي حيث سيتم تطبيق المعايير على جميع الجامعات.
وشدد على اهمية الارتقاء بمستوى البحث العلمي لاهمية الدور الذي يلعبه في التنمية الشاملة كونه يعمل على ايجاد حلول عملية للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
ودعا الى اعادة النظر بسياسات القبول ومعاييره في الجامعات وتطوير وتحديث الخطط الدراسية بما يتوافق ومتطلباتنا اليومية مع مراعاة التطورات العلمية والتكنولوجية على المستوى العالمي اضافة الى تطوير كليات المجتمع واصلاح برامجها ومناهجها لتخريج مهنيين وفنيين وحرفيين بكفاءة عالية.
وبشأن تمويل الجامعات اوضح رئيس الوزراء ان الانفاق على التعليم العالي استثمار وطني في الموارد البشرية ولا بد من استمرارية دعم الحكومة المالي للجامعات مع ضرورة ان تعمل الجامعات على توفير التمويل الذاتي لها وخفض النفقات وخاصة الادارية منها مشيرا الى ان جزءا من الدعم الحكومي سيوجه قريبا لصندوق دعم الطالب المحتاج .
من جانبه قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد طوقان ان هذا اللقاء الذي جاء بناء على التوجيهات الملكية السامية بضرورة اعداد استراتيجية شاملة لتطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي تؤسس لمرحلة جديدة تصبح فيها هذه الاستراتيجية جزءا مهما من الاستراتيجية العامة للدولة لتسهم بشكل فاعل في عملية التنمية الشاملة والمستدامة.
واضاف طوقان " لقد كان موضوع التعليم العالي وما زال من اهم الاولويات الوطنية لجلالة الملك عبدالله الثاني باعتباره عنصرا رئيسا في المسيرة التنموية، وقوة دافعة نحو الاصلاح والتحديث لمواكبة متطلبات المرحلة وتخريج اجيال على سوية عالية من العلم والمعرفة، تمتلك المهارات والقدرات اللازمة للتعامل مع مختلف التطورات التكنولوجية المتسارعة بكفاءة واقتدار.
وبين طوقان الحاجة لوضع استراتيجية شاملة تعالج التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في الاردن، بحيث يتمخض عنها خطة عمل ذات اهداف واضحة، تنفذ ضمن اطار زمني محدد، وتقيم من خلال مؤشرات قابلة للقياس، للارتقاء بمستوى التعليم العالي والبحث العلمي ليواكب الدول المتقدمة.
وقال " من اجل احداث النقلة النوعية المنشودة فانه من الاهمية بمكان تبني سياسات وبرامج تتماشى مع افضل المعايير والممارسات الدولية، لتعزيز تنافسية القطاع في المنطقة والعالم" ،معتبرا تحديث المناهج واساليب التدريس امرا ضروريا لتطوير جودة ونوعية مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل .
واشار الى اهمية بلورة خطط لخلق مصادر تمويل بديلة للجامعات بهدف الحفاظ على نوعية التعليم، وتمكين الجامعات من انطلاقة جديدة تنبثق من فلسفة مبنية على توطين التقنية الحديثة، لتكون لبنات اساسية في بناء الاقتصاد الوطني من خلال ترسيخ بيئة تعليمية والتأسيس لمبادئ جوهرية كتكافؤ الفرص التعليمية امام الشباب الاردني، وادخال مفاهيم ضبط الجودة والنوعية في مختلف مكونات ومراحل نظام التعليم العالي.
واكد على دور الجامعات في تشكيل الوعي وتعزيز ورفد الهوية الوطنية، وترسيخ ثقافة البحث العلمي ومأسسته بما يكفل توفير الدعم اللازم لتحسين مستويات ومخرجات البحث العلمي خصوصا التطبيقي منه مثلما اكد ضرورة تشجيع وتحفيز اعضاء هيئة التدريس والشباب الاردني في الجامعات والمؤسسات الاكاديمية على المزيد من الابداع والتميز والتفاعل وبناء جسور التعاون لخلق شراكة حقيقية مع المؤسسات البحثية والقطاع الخاص، بما يضمن تكامل وتوحيد الجهود الراعية للبحث العلمي وصولا الى مستوى متقدم في البحث والتطوير والاسهام في حل المشكلات التي تواجه المجتمع.
ولفت طوقان الى ان الاقتصاد المعرفي يعتمد بشكل رئيس على الافكار اكثر من اعتماده على القدرات المادية، وعلى تطبيق واستخدام التكنولوجيا اكثر من تمويل الموارد الاولية او استخدام الايدي العاملة الرخيصة، " فالمعرفة تطورت كثيرا واصبحت تطبق بطرق جديدة وحديثة، كما ان الحاجة للابداع اصبحت اكبر، واسس النجاح التي كانت تعتمد في السابق على امتلاك الايدي العاملة ورأس المال في قيادة واستدامة النمو الاقتصادي اصبحت اليوم تعتمد على المعرفة والابتكار والابداع".
وقال ان مؤسسات التعليم العالي تلعب دورا قياديا واساسيا في تطوير واستخدام المعرفة لتلبية الحاجات الاقتصادية والمادية والاجتماعية والتي تنعكس على نمو المجتمع والسير به نحو اقتصاد المعرفة، وفي هذا المجال يتحمل القائمون على التعليم العالي مسؤولية اخلاقية ووطنية في تطوير مدخلات العملية التعليمية لانتاج الخريج المتميز الذي يمتلك المعرفة الحديثة القادر على المساهمة في بناء مجتمع المعرفة، فتخريج الانسان العارف المؤهل والمتميز يجب ان يكون له الاولوية القصوى ليسمو على جميع الاهداف المادية والربحية.
واشار طوقان الى ان الاردن بقيادة وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني يسير بثقة نحو التحول الى مجتمع المعرفة 00"ونحن في التعليم العالي نسعى الى تنظيم دور مؤسسات التعليم في تطوير التعليم الجامعي ومساهمته في قيادة المجتمع نحو اقتصاد المعرفة".
وقدم وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العملي الدكتور خالد طوقان عرضا حول واقع التعليم العالي وافاق تطويره متضمنا جميع الدراسات السابقة حول تطوير التعليم العالي في الاردن .
كما عرض الدكتور عبدالسلام المجالي نتائج وتوصيات تقرير لجنة التعليم العالي .
وعرض مدير عام مجلس الاعتماد الدكتور طالب ابو شرار تقريرا حول واقع الجامعات الاردنية من منظور الاعتمادية.
وناقش المشاركون جميع الاستراتيجيات والخطط والدراسات المعنية بتطوير قطاع التعليم العالي، بما فيها توصيات الأجندة الوطنية وملتقى كلنا الأردن ومنتدى تطوير التعليم العالي ولجنة تطوير التعليم العالي التي يرأسها الدكتور عبدالسلام المجالي.
ويسعى المشاركون في الخلوة الى توحيد الجهود المتعلقة بتطوير قطاع التعليم العالي لتوجيه الفريق الوطني الذي شكله مجلس التعليم العالي أخيرا لوضع خطة شاملة لتطوير القطاع ، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني اكد ، خلال اجتماع عقد في الخامس والعشرين من الشهر الماضي بالجامعة الأردنية، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، مع قيادات قطاع التعليم العالي، على اهمية وضع خطة شاملة تطبق خلال السنوات الخمس المقبلة للوصول الى نظام تعليمي يعد كوادر بشرية مؤهلة تلبي احتياجات المجتمع وتتمتع بتنافسية عالية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأمر جلالته بتشكيل فريق وطني لإنجاز الخطة خلال الشهرين المقبلين، للمباشرة فيها فورا، إذ قال جلالته "ان المطلوب عمل استراتيجية بأقصى سرعة والسير بتنفيذها فوراً ".
ويتألف الفريق الوطني الذي يترأسه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد طوقان، من (12) عضوا بينهم رؤساء جامعات رسمية وخاصة وممثلون عن القطاع الخاص.
وقال طوقان في تصريحات للصحفيين عقب افتتاح الخلوة ان الخلوة تاتي تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته للجامعة الاردنية مؤخرا والتي وجه خلالها الحكومة الى وضع وبلورة استراتيجية للتعليم العالي تحدد الرؤية ومسار التعليم العالي للسنوات الخمس المقبلة.
وقال انه سيتم خلال الخلوة الاتفاق على الخطوط العريضة والملامح الرئيسة لتلك الاستراتيجية والاركان الاساسية لملامح وسمات التعليم العالي الذي نريد في الاردن من خلال التركيز على النوعية والجودة والمواءمة والتوسع في التعليم المهني والتطبيقي والحد من التوسع في التخصصات الاكاديمية.
ولفت الى ان الدولة الاردنية تريد فتح باب التعليم والتدريب لكافة افراد المجتمع وفي نفس الوقت مع وجود توجيه واضح للسياسات التعليمية بشكل يضمن ان الانفاق في التعليم والتدريب سينعكس بمردود اقتصادي واجتماعي على الاستثمار في الانسان الاردني.
واشار طوقان الى اننا بصدد اعادة النظر بقوانين الجامعات الرسمية والخاصة مؤكدا احترام راس المال وحقوقه لكن مع وجود ضوابط واضحة لكي تكون الرسالة واضحة لمن يريد الدخول الى مسيرة التعليم العالي في المملكة .
عدد المشاهدات: 1188
عدد المشاهدات: 1188