فاجأ جلالة الملك عبدالله الثاني المراجعين والأطباء في مستشفى الزرقاء الحكومي بزيارة غير معلنة أمر خلالها بضرورة الإسراع بتنفيذ مشروع المستشفى البديل في المحافظة . وانتقد جلالته التباطؤ للمباشرة بتنفيذ مشروع بناء المستشفى الجديد للزرقاء رغم مرور نحو ثلاثة أعوام على تبرع جلالته بقطعة ارض مساحتها 112 دونما لبناء مستشفى حديث ومتطور يخدم أبناء المحافظة. وأوعز جلالته بعد أن دخل فجأة إلى قسم الطوارئ الذي اكتظ بالمرضى والمراجعين ضرورة تلبية احتياجات المستشفى لحين تنفيذ المستشفى البديل لتمكينه من تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين بصورة أفضل والحد من الاكتظاظ المتزايد في أقسامه . وزيارة جلالة الملك هي الثالثة إلى ذات المستشفى في إطار دأب جلالته على القيام بزيارات مفاجئة إلى المؤسسات والدوائر الحكومية ليستمع من المواطنين مباشرة ويطلع على واقع الخدمات المقدمة لهم بعيدا عن الترتيبات والإعدادات المسبقة، كان آخرها زيارة جلالته إلى مستشفى الكرك الحكومي . ويشهد مستشفى الزرقاء الحكومي، الذي تأسس عام 1961 ويخدم نحو مليون و200 ألف مواطن تزايدا واكتظاظا شديدين في اعداد المرضى والمراجعين وتفرض طبيعة المبنى صعوبات كبيرة للتوسعة والتحديث. وعاد جلالة الملك عبدالله الثاني المرضى الذين يرقدون على أسرة الشفاء وتمنى لهم الشفاء العاجل، والذين بادروا بعرض مشكلاتهم وشكاويهم جراء طيلة فترة الانتظار وقصور الخدمات الطبية التي تفرضها طبيعة المستشفى غير الملائمة اضافة الى عدم توفر الأدوية ووجود نقص في اختصاص جراحة الأعصاب والدماغ . وأقر مدير المستشفى الدكتور سامي الدليمي أن المستشفى في وضع "بال ومتهالك" ولا يمكن تطويره أو تحسينه بأي حال من الأحوال. وقال " إن إدارة المستشفى اعدت خطة لمواجهة التحديات التي تعيق تقديم الخدمات الطبية للمواطنين إلى حين بناء المستشفى البديل الذي يتوقع أن تتم المباشرة بتنفيذه خلال الأشهر القليلة المقبلة ". لكنه اكد انه " من غير المعقول أن يترك المستشفى على حاله لحين بناء المستشفى الجديد " لافتا الى ان المستشفى بحاجة إلى العديد من الأجهزة الطبية غير أن المبنى الحالي لا يتوافق مع متطلبات تلك الأجهزة من حيث التجهيز والبناء. وعبر عدد من المرضى عن استيائهم وانتقادهم للخدمات التي تقدم لهم في المستشفى خاصة فيما يتصل بطول فترة الانتظار وعدم توفر الأماكن الملائمة للعلاج. واشتكى المواطن عيسى المكاوي بمرارة مما يعانيه لدى مراجعته للمستشفى وقال انه يراجع منذ أيام لمعالجة طفلته الرضيعة التي تعاني من " الاصفرار " ولكن دون جدوى ولا فائده رغم انه وعائلته مشمولين بتامين صحي حكومي. ". وابرز ذوو الحاج خميس الذي نقل من مستشفى فيصل إلى مستشفى الزرقاء الحكومي وشخص بأنه مصاب بجلطة في القلب، حيث قال احد أبنائه " حضرنا إلى هنا لنأخذ لوالدنا صورة أشعة تشخيصية لطبيعة حالته منذ أكثر خمس ساعات دون أن يكترث احد بنا" . يشار إلى ان جلالة الملك كان قد دعا الحكومة الشهر الماضي الى ضرورة الإسراع بتنفيذ العديد من المشروعات في مختلف محافظات المملكة مثل مستشفى الزرقاء ومشروع سكة الحديد الذي يربط بين العاصمة والزرقاء وغيرها من المشروعات الحيوية. وكان جلالة الملك عبدالله الثاني اكد خلال زيارته المفاجئة الى مسشتفى الكرك الحكومي الشهر الماضي ان كل المشكلات الصحية التي تعاني منها المملكة يجب ان تحل بشكل جذري ضمن استراتيجية شاملة في هذا المجال.

---

عدد المشاهدات: 1208