رئيس الوزراء يجري مباحثات مع نظيره الفرنسي
عمان - ( بترا ) - عقد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ورئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس جلسة مباحثات في دار رئاسة الوزراء مساء امس تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة.
واكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور اهمية الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الفرنسي الى الاردن "ونعتبرها فرصة لتقوية وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك ".
ولفت بهذا الصدد الى ان الاردن يقدر دعم واهتمام فرنسا للاستثمار في الاردن والاستثمارات الفرنسية هي تحتل المرتبة الاولى بين الاستثمارات غير العربية وبحجم استثمار يصل الى مليار ونصف المليار يورو.
واكد اهتمام الاردن بأن تسهم الشركات الفرنسية في المنافسة في تنفيذ عدد من المشروعات الهامة التي ينوي الاردن تنفيذها لا سيما في مجالات البنى التحتية والنقل والطاقة والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط الاردن بالعديد من الدول التي تتيح دخول البضائع الى عدد من الاسواق العالمية .
وقال "نحن نشجع القطاع الخاص الفرنسي للاستثمار في الاردن في مجالات صناعة الادوية ومنتجات البحر الميت والزراعة والكيماويات والاسمدة ونأمل دعمكم لتنظيم عقد منتدى اقتصادي اردني فرنسي في عمان لرجال اعمال من الجانبين يكون اطارا لتعاون واستكشاف فرص ومجالات التعاون " واعرب النسور عن شكر الاردن وتقديره للمساعدات التي تقدمها فرنسا للاردن سواء من خلال الحكومة الفرنسية او الوكالة الفرنسية للانماء الامر الذي اسهم في تحقيق التنمية في العديد من المجالات.
وقال " ندعو فرنسا الى زيادة الدعم الذي تقدمه في المجالات الانسانية في اطار خطة الاستجابة الاردنية لتداعيات ازمة اللاجئين السوريين على المملكة ".
كما اعرب النسور عن الشكر لفرنسا على دعمها لمشروع ناقل البحرين " وهو مشروع وطني ذو ابعاد اقليمية " مؤكدا اهميته في مواجهة زيادة الطلب على المياه في الاردن بنسبة تصل الى حوالي 20 بالمائة على اثر اللجوء السوري على بلد يعاني اصلا من شح في المصادر المائية ويصنف من افقر دول العالم مائيا، لافتا الى ان الشركات الفرنسية مرحب بها للاستثمار في هذا المشروع الذي سيوفر 100 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب سنويا اضافة الى اهميته في المحافظة على البحر الميت الذي تتناقص مياهه سنويا.
وقال نقدر تعاون فرنسا لتمويل مشروع الباص السريع الذي من شأنه تحسين معيشة السكان في العاصمة والمواطنين القادمين اليها، لافتا الى اهمية زيادة التعاون في المجال النووي بين البلدين اللذين وقعا اتفاقية في هذا المجال عام 2008.
واستعرض رئيس الوزراء التحديات التي تواجه الاردن في المجالات الاقتصادية واثر الازمة السورية والعراقية في زيادة هذه التحديات، مشيرا الى جملة الاجراءات التي اتخذتها الحكومة في المجال الاقتصادي، تعديل الميزان التجاري وميزان المدفوعات فضلا عن توفير احتياط كاف من العملات الصعبة في البنك المركزي .
من جهته اشاد رئيس الوزراء الفرنسي بالاصلاحات السياسية التي نفذها الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وكذلك الاصلاحات الاقتصادية التي اسهمت في تمكين الاقتصاد الاردني من تجاوز العديد من التحديات، مؤكدا دعم فرنسا للاصلاحات التي ينفذها الاردن لاسيما في مجالات الحاكمية وسيادة القانون .
واعتبر الاصلاحات الاقتصادية التي نفذها الاردن خطوة مهمة للامام، مؤكدا ان فرنسا تدعم موقف الاردن لدى الدول والجهات الدولية المانحة.
واكد ان على الدول المانحة ان تعي حجم الاعباء الملقاة على عاتق الاردن نتيجة استقباله اعدادا كبيرة من اللاجئين من العراق وسوريا، مضيفا ان فرنسا تدعم الاردن لدى الجهات والمنظمات المانحة.
كما اكد ان الشركات الفرنسية مدعوة للاستفادة من المزايا التي يتمتع بها الاردن سواء على صعيد الامن والاستقرار او نظام السوق المفتوح .
وشدد رئيس الوزراء الفرنسي على ان فرنسا والاتحاد الاوروبي يقفون الى جانب الاردن الذي يعد عنصرا اساسيا للامن والاستقرار في المنطقة.
وبحضور رئيسي الوزراء وقع البلدان اتفاقية في مجال التعاون العسكري.
كما وقع وزير المياه والري/ وزير التخطيط بالوكالة ثلاث اتفاقيات قروض ميسرة مع الوكالة الفرنسية للإنماء، الاول لدعم السياسات المائية وقيمته 150 مليون يورو والثاني لضخ مياه وادي العرب باتجاه محافظة اربد والثالث لتنفيذ الممر الاخضر الذي يحمل الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة بقيمة 48 مليون يورو .
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات قال رئيس الوزراء انه تم عقد محادثات بين جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الفرنسي قبل قدومه الى دار رئاسة الوزراء تناولت القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية بحضوري وعدد من المسؤولين لافتا الى ان مباحثاته مع رئيس الوزراء الفرنسي اقتصرت على القضايا الاقتصادية والتنمية والتعاون بين البلدين.
واعرب النسور عن شكر الاردن لفرنسا على الدعم الكبير والدائم والمستمر وغير المشروط ووقعنا اتفاقيات تتعلق بالسياسات المائية بقيمة 150 مليون يورو وضخ مياه وادي العرب بقيمة 8ر37 مليون يورو والكوردور الاخضر الذي يحمل الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة من الجنوب الى الشمال " خط ضغط عالي " .
ولفت الى ان فرنسا هي الدولة الاولى غير العربية المستثمرة في الاردن مؤكدا ان وجود الاستثمارات الفرنسية في الاردن يمثل دعما ادبيا واقتصاديا مقدر بشكل كبير .
وأكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب المباحثات مع رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، دعم بلده للمملكة سياسيا وماليا واقتصاديا، حيث ان ذلك الدعم يستند على علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين الصديقين في المجالات كافة .
وقال فالس "ان الاردن في وضع حساس جدا نظراً للتوترات الحاصلة في المنطقة: في سوريا والعراق والاراضي الفلسطينية، حيث يقع الاردن في خضم عدد من الازمات في هذه المنطقة"، مشيرا الى حسن استقبال الاردن للالاف من اللاجئين العراقيين والسوريين.
واضاف "وقعنا اليوم ثلاث اتفاقيات تمويلية من الوكالة الفرنسية للتنمية، وكل ذلك يأتي ترجمة لالتزاماتنا تجاه الاردن في الاوقات الصعبة حيث ان موارده تتعرض لضغوط كثيرة من الاوضاع الصعبة في المنطقة".
وقال "غدا ساذهب في زيارة عمل للمنظمات غير الحكومية ومنظمات الامم المتحدة التي تساعد اللاجئين، حيث ان فرنسا خصصت 100 مليون دولار اضافي لدعم برنامج الاغذية العالمي والمفوضية العليا للاجئين في عملها وسنطلع على الانشطة التي يمكن ان نمولها".
وتابع "دعمنا للاردن مستمر وقائم على الثقة ببلدكم وبقدرة اقتصادكم وبالاصلاحات الاقتصادية الصعبة التي نفذتموها، اريد اهنئكم عليه واشجعكم على المضي قدما"، مشيرا الى ان الشركات الفرنسية تثق بالاردن، حيث تعد فرنسا اكبر مستثمر غير عربي في الاردن وتبلغ استثماراتها 1.5 مليار يورو وتريد ان ترفع ايضا من مستوى تلك الاستثمارات .
وقال "تحدثنا عن عدد من المشاريع كمشروع الربط بين البحر الاحمر والبحر الميت، اضافة الى قطاعات النقل والاتصالات والطاقة النووية والطاقة المتجددة"، مشيرا الى انه تطرق في محادثاته مع جلالة الملك عبدالله الثاني الى الاوضاع في المنطقة، مبينا ان العلاقة بين فرنسا والاردن تغلفها روح التضامن والثقة والالتزام .
وفيما يتعلق بالعلاقات في المجال العسكري، بين فالس "لدينا نفس الاهداف حيث نتقاسم نفس القيم ونود ان نحقق السلام والامن والاستقرار للمنطقة"، فرنسا والاردن اعضاء في التحالف ضد "داعش"، مشيرا الى ان رئيس الجمهورية الفرنسية قرر ان يرسل طائرات لتوجيه ضربات لعصابة داعش الارهابية دفاعا عن النفس حيث ان العصابة تحضر لعمليات ارهابية في فرنسا انطلاقا من سوريا. وحول الوضع السوري، قال "نريد ان نعمل من اجل حل سياسي مع المعارضة السورية المعتدلة وعناصر من النظام، والجميع ينبغي ان يساعد في ذلك الحل، مؤكدا ان قوة فرنسا في تماسكها وقدرتها في التحدث مع الجميع وفي انها ليست منحازة لاي طرف وتعمل من اجل السلام.
وفيما يتعلق بالاوضاع في الاراضي الفلسطينية، اكد فالس ان فرنسا لديها موقف ثابت، مبينا "اننا نتابع باهتمام كبير الاحداث والتصعيد الذي تشهده غزة والضفة الغربية حيث اننا ننادي بتخفيف حدة التوتر وبالعودة الى الحوار واستئناف المحادثات من اجل السلام، مشيرا الى ان فرنسا قدمت على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس، منذ بضعة شهور، عددا من الاقتراحات لاستئناف عملية السلام على اساس اقامة دولة فلسطينة وضمان امن اسرائيل".
عدد المشاهدات: 2268
عدد المشاهدات: 2268