عن رئاسة الوزراء

أهلاً بِكم في الصّفحة الرسميّة لرئاسة الوزراء بالمملكة الأردنيّة الهاشميّة، حيثُ تُناط السُّلطة التنفيذيَّة بالملك، ويتولَّاها بواسطةِ وزرائه وفق أحكام الدّستور. يُؤلَّف مجلسُ الوزراء من رئيس الوزراء رئيساً، ومن عدد من الوزراء حسب الحاجة والمصلحة العامَّة، ويتولَّى مجلسُ الوزراء مسؤوليّة إدارة جميع شؤون الدَّولة، ويكون مجلسُ الوزراء مسؤولاً أمام مجلس النوَّاب مسؤوليَّة مشترَكة عن السّياسة العامّة للدّولة.

القائمة الرئيسية

عن دولة رئيس الوزراء

الملك: إن استمرت الاستفزازات الإسرائيلية في القدس فإن ذلك سيؤثر على العلاقة بين الأردن وإسرائيل

  2015-09-15
عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، امس الاثنين، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الذي قام بزيارة عمل إلى المملكة، جلسة مباحثات، تناولت سُبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، إضافة إلى مجمل التطورات الإقليمية والدولية. وفي تصريحات صحفية، قبيل اللقاء، رحب جلالة الملك بزيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى المملكة، وفيما يلي النص الكامل لتصريحات جلالته: "اسمح لي أن أرحب بك من جديد في الأردن، كصديق عزيز لي ولهذا البلد، فالعلاقة بين الأردن وبريطانيا عريقة وتاريخية، وخلال السنوات الماضية حصل تقارب أكبر بيننا، حيث عملنا جنبا إلى جنب للتعامل، ليس فقط مع التحديات الإقليمية التي واجهتنا، بل مع التحديات العالمية أيضا، والتي برزت كمشكلة كبرى لنا، إذ توجب علينا أن نحارب الإرهاب الدولي، ونحن في العالم الإسلامي نطلق على هؤلاء الإرهابيين الخوارج، أي الخارجين على الإسلام، وكما ناقشنا سابقا، فإن هذه حرب دولية تخوضها جميع الأديان معا. تعمل القوات الأردنية والبريطانية جنبا إلى جنب في العديد من المناطق، وسوف نستمر في هذا التعاون، وأتطلع لمناقشة هذه المسألة معكم اليوم، وعلى نفس القدر من الأهمية، سوف نبحث مسألة اللاجئين، ونحن نقدر الدور الذي لعبته حكومتكم وبلدكم في هذا المجال، ونقدر أيضا الدور الذي تلعبه أوروبا والتي فتحت حدودها وقلوبها لاستقبال اللاجئين، الذين رأينا صور مآسيهم الصادمة وهم يسعون للوصول إلى أوروبا. وكما تعلم، فإن الأردن يتعامل منذ فترة مع عبء اللاجئين السوريين، والذين يشكلون خمس عدد سكاننا، أي عشرين بالمئه، خمسة عشر بالمئة منهم فقط يقطنون في مخيمات اللاجئين، التي زرتم إحداها اليوم. إن الأردن ممتن جدا للدور الذي لعبته حكومتكم في دعمه وهو يتعامل مع مسألة اللاجئين، أعتقد أن الدور الذي لعبه الأردن قد خفف العبء عن كاهل أوروبا، ونأمل أن يستطيع المجتمع الدولي معالجة هذه الأزمة الإنسانية الرهيبة. أعلم أن بريطانيا كانت دائما داعمة للأردن ولمساعي إيجاد حل للمشكلة السورية، وهو موضوع سوف تكون هناك فرصة لمناقشته اليوم أيضا. أتطلع إلى محادثاتنا، واسمحوا لي، بحضوركم، أن أطرح قضية أخيرة، حيث ينتابنا في الأردن القلق والغضب الكبيرين بسبب التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة في القدس، خصوصا في المسجد الاقصى. كنا قد تلقينا تطمينات من اسرائيل بأن هذا لن يحدث، ولكن لسوء الحظ، فإن هذه هي نفس التطمينات التي سمعناها في الماضي. أود القول، بحضوركم، بأنه إن استمرت هذه الأمور، وإن استمرت الاستفزازات في القدس، واعتبارا من اليوم، فإن ذلك سيؤثر على العلاقة بين الأردن وإسرائيل، ولن يكون أمام الأردن خيار، إلا أن يتخذ الإجراءات التي يراها مناسبة. أكرر ترحيبي بكم في بلدنا، فأنتم صديق كبير للأردن، ونشكركم والشعب البريطاني على هذه العلاقة الرائعة بين البلدين، وأتطلع إلى مباحثاتنا اليوم". من جهته، أعرب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، خلال التصريحات أمام وسائل الإعلام، عن شكره لجلالة الملك على حفاوة الاستقبال، وسعادته بزيارة الأردن. وتاليا تصريحات رئيس الوزراء البريطاني: "أشكركم جلالة الملك على هذا الترحيب، إنه لشرف كبير لي أن أعود إلى الأردن والتقي بجلالتكم، ومن خلالكم، أود شكر الشعب الأردني على كرمكم باستضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين، لقد رأيت هذا الأمر بأم عيني في بلدكم اليوم. وكما قلتم، فإن بريطانيا والأردن تتمتعان بعلاقات قوية جدا، وأعتقد أنها ازدادت قوة في السنوات الأخيرة، ونحن عازمون على البناء عليها. أبدأ بالمسألة السورية، وأشير في هذا المجال إلى أن بريطانيا هي ثاني أكبر مساهم للتخفيف من أزمة اللاجئين السوريين بعد الولايات المتحدة، ونحن فخورون بذلك، وسوف نستمر في القيام بهذا الأمر. نأمل من الدول الأخرى فعل المزيد لأنه من المهم جدا أن نساعد بقاء هؤلاء الناس قريبين من بيوتهم، وأن نوفر لهم الملبس والمأكل والمسكن هناك، بحيث لا يضطرون إلى القيام بتلك الرحلة الخطيرة عبر البحار، والتي نجم عنها خسائر مرعبة في الأرواح. ولكن بالطبع سوف تقوم بريطانيا باستضافة 20 ألف لاجئ سوري مباشرة من مخيمات اللجوء في الأردن وأماكن أخرى في المنطقة، وتأمين إقامتهم في بلدنا. أتفق مع جلالتكم تماما حول ضرورة الاستمرار في مواجهة تهديد الإرهاب العالمي، والذي يتمثل في داعش في سوريا، والتهديد الذي يمثله الإرهاب للمنطقة كلها، وفي العراق بالطبع. آمل أن نستطيع اليوم، كما ذكرتم، مناقشة الوضع بالنسبة لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لقد اجتمعت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو حول هذه القضية الاسبوع الماضي، وأخبرني أنه مستعد للقاء الرئيس الفلسطيني دون شروط مسبقة، ونحن عازمون على القيام بكل ما في وسعنا لتشجيع هذا الأمر. سوف نستمر في العمل معكم فيما يتعلق بالأمور الدفاعية، وأنا فخور بالتعاون الحاصل بين قواتنا المسلحة وجيشكم، والتعاون الاقتصادي القائم بيننا، والذي نسعى من خلاله لتقوية الاقتصاد الأردني. سوف نناقش كل هذه القضايا، والعلاقات التي تجمعنا هذا اليوم، أشكركم". من جانب آخر، أكد الجانبان، خلال جلسة مباحثات ثنائية تبعها أخرى موسعة عقدت في قصر الحسينية بحضور كبار المسؤولين في البلدين، متانة العلاقات الثنائية التاريخية وعمقها في مختلف المجالات، والإعتزاز بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه. كما تم التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور المستمر حيال مختلف القضايا والتطورات الملحة في الشرق الأوسط والعالم، وبما يخدم مصالح الشعبين. وتناول جلالته وكاميرون أخر المستجدات الراهنة، خصوصا جهود مكافحة الإرهاب والتطرف والتصدي لعصاباته، وذلك بتنسيق وشراكة بين جميع الأطراف الفاعلة والمعنية إقليميا ودوليا. كما جرى استعراض تطورات الأزمة السورية، والأوضاع في عدد من دول المنطقة وسبل التعامل معها، ومساعي إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين. وأقام جلالته مأدبة غداء تكريما لرئيس الوزراء البريطاني والوفد المرافق، حضرها كبار المسؤولين في البلدين. وحضر المباحثات رئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك مقرر مجلس السياسات الوطني. فيما حضرها عن الجانب البريطاني الوفد المرافق لكاميرون والسفير البريطاني في عمان. وغادر رئيس الوزراء البريطاني، عمان مساء اليوم، في ختام زيارة قصيرة للمملكة.
عدد المشاهدات: 1493