الملك يشدد على التزام الاردن ببذل كافة الجهود لدفع عملية السلام
أكد جلالة الملك عبد الله الثاني على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني يشكل أحد أهم الأولويات بالنسبة للأردن مثلما هو الأمر بالنسبة للشعب الفلسطيني.
وشدد جلالته، خلال لقائه مجموعة من قادة الفكر والرأي الفلسطينيين، على التزام الأردن ببذل كافة الجهود الدبلوماسية والسياسية الكفيلة بضمان الزخم اللازم لدفع عملية السلام وإعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات.
وأوضح جلالته أهمية دور قادة الرأي من الفلسطينيين والإسرائيليين والأردنيين في العمل على تشجيع فرص السلام خلال المرحلة المقبلة بما يخدم تطلعات شعوب المنطقة في إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وبناء مستقبل آمن ومستقر للأجيال القادمة.
وحث جلالته الحضور من قادة رأي ومجتمع مدني فلسطيني على طرح الموقف العربي الملتزم بالسلام بقوة على نظرائهم الإسرائيليين لإيجاد زخم شعبي في المجتمع الإسرائيلي يدعم التحرك الدبلوماسي والسياسي الهادف لتحريك عملية السلام على مختلف الصعد.
وأشار جلالته خلال اللقاء إلى أن المبادرة العربية للسلام، والتي تعبّر عن إجماع والتزام عربي بخيار السلام، توفر أرضية مناسبة لإطلاق عملية تفاوضية ذات ملامح واضحة تقود في النهاية إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وبين جلالته، في اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ورئيس الديوان الملكي سالم الترك ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض الله ومستشار جلالة الملك فاروق القصراوي ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي، أن لا خيار لشعوب المنطقة إلا عبر تحقيق سلام عادل يؤدي إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ويضمن في نفس الوقت الأمن الإسرائيلي.
بدورهم، ثمن الحضور مواقف جلالة الملك الداعمة للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة والتزام الأردن بتوظيف جميع إمكانياته وعلاقاته الدوليّة لتسليط الضوء على القضيّة الفلسطينية والتشديد على مركزيتها في المنطقة.
ولفت عدد من قادة الفكر والرأي الفلسطيني إلى حرص جلالته على التواصل مع الأهل والأخوه في الأراضي الفلسطينية عبر سلسلة اللقاءات التي يرعاها جلالته شخصيّاً، مشيدين بآلية التواصل هذه والتي وصفوها بأنها تكرّس سنة حميدة في رعاية ودعم الشعب الفلسطيني.
وعبروا، خلال مأدبة الغداء التي أقامها جلالته تكريما لهم، عن شكرهم وتقديرهم للدعم الموصول الذي يقدمه جلالته للفلسطينيين والذي تمثل في الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالته في السابع من أذار أمام أعضاء مجلس الكونغرس الأمريكي والذي وضع النقاط على الحروف وجاء معبرا عن الموقف الأردني الأصيل تجاه الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة.
كما أشادت الشخصيات الفلسطينية بمساعي جلالته لضمان إستمرار الزخم في عملية السلام وإحداث إختراق داخل المجتمع الإسرائيلي وإنقاذ الشعب الفلسطيني من حالة الحصار والتدهور الاقتصادي.
وشدد قادة الفكر والرأي الفلسطينيين على ضرورة بث ثقافة السلام في وجه ثقافة العنف والتكفير، مؤكدين أن أغلبية الشعب الفلسطيني تسعى إلى إيجاد سلام عادل وشامل تتعايش في ظله الأجيال القادمة.
وكان من بين الاقتراحات التي قدمتها الشخصيات الفلسطينية التي التقاها جلالته عقد لقاء بين المفكرين وقادة الرأي الأردنيين والفلسطينيين والإسرائيليين قريبا بهدف الوصول إلى بعض التوصيات التي من شأنها حث قيادتي المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي على بدء مفاوضات جادّة على أساس الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وتم الإتفاق خلال اللقاء على أهمية العمل على ترويج مبادرة السلام والبناء عليها كخيار إستراتيجي لإسترجاع الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة.
ويسعى الأردن من خلال تكثيف جهوده مؤخراً في التواصل مع قادة فكر ورأي فلسطينيين وإسرائيليين للتأثير بإيجابية في مسار العملية السلمية، حيث استضافت المملكة مجموعات من الطرفين الشهر الماضي بهدف البناء على مبادرة السلام العربيّة وتحريك العمليّة السلميّة بما يخدم تطلعات شعوب المنطقة للعيش بأمن وسلام.
وفي تصريحات للتلفزيون الأردني بعد اللقاء، بين رئيس جامعة بيرزيت" نبيل قسّيس" أن جلالة الملك أخذ على عاتقه دعم المبادرة العربيّة للسلام للوصول "لما نسعى إليه من أهداف،" مشددا على ضرورة البناء على هذه الجهود على كافة الصعد.
وأضاف أن المهم هو أن يكون هناك قناعة وإيمان بأن هذه المبادرة ستصل بنا إلى شاطئ الأمان، وهو تحرير الأرض المحتلة، وإنهاء الصراع بشكل يضمن العدالة والإنصاف.
من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة"حافظ البرغوثي" أن تركيز جلالة الملك على لقاء شخصيّات فلسطينية وأميركية وإسرائيلية من مؤسسات المجتمع المدني يؤكّد أن دفع جهود السلام يتطلب الوصول إلى قاعدة شعبية عريضة تستطيع الإقناع والتأثير في المجتمع إلى جانب التحرك السياسي.
بدوره شدد نائب رئيس جامعة بيرزيت "غسّان الخطيب"على أن الفلسطينيين ينظرون بأمل كبير للتحرّك الأردني الداعم للسلام، خصوصاً وأنه يأتي في سياق جهد عربي منسّق، وقائم على موقف عربي موحّد هو المبادرة العربيّة.
وقال أن الجهد الأردني تميّز في هذه المرحلة بالنشاط والفاعليّة على مستويات الرأي العام العربي، بما فيه الفلسطيني، وعلى مستويات الرأي العام العالمي والإسرائيلي، مبينا "أننا جاهزون باستمرار للتعاون لإنجاح هذا الجهد".
كما ضمت قائمة الشخصيات الفلسطينية التي استقبلها جلالته عزام الشوا، مدير عام بنك القدس، وصبري صيدم، وزير الإتصالات الفلسطيني السابق، وكمال الشرافي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، وجعفر هديب، مدير عام مؤسسة تشجيع الإستثمار، وسمير حزبون، رئيس غرفة تجارة بيت لحم، وخالد العسيلي، رئيس بلدية الخليل، والدكتور رياض المالكي، مدير المركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية، والدكتور محمد الدجاني، رئيس معهد الدراسات الأمريكية في فلسطين، والدكتور علي الخشان، رئيس لجنة الدستور الفلسطينية، والدكتور فيصل العورتاني، مدير مؤسسة ألفا العالمية لإستطلاعات الرأي، وخالد عبد الشافي، مسؤول برنامج الامم المتحدة الانمائي في قطاع غزة، ورياض الآغا، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في غزة، وعاهد بسيسو، رئيس جمعية رجال أعمال في غزة، ومأمون أبو شهلا، عضو مجلس إدارة بنك فلسطين، ومحمد أبو رمضان، عضو مجلس إدارة الصندوق الفلسطيني للإستثمار، وأسامة خلف، أحد نشطاء السلام الفلسطينيين، وهاني سابا، أحد نشطاء السلام الفلسطينيين، وتغريد الخضري، مراسلة صحيفة نيويورك تايمز في غزة، وهشام بزار، مدير تحرير صحيفة بلستاين تايمز، وخليل العسلي، مدير راديو سوا في القدس، وأنور محمد الحاج، ناشط سلام فلسطيني.
عدد المشاهدات: 1150
عدد المشاهدات: 1150