البخيت يفتتح المنتدى العربي الرابع للتربية والتعليم
مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني رعى رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت اليوم افتتاح المنتدى العربي الرابع للتربية والتعليم الذي بدا اعماله اليوم في عمان بمشاركة محلية وعربية واسعة تحت عنوان "التعليم واحتياجات سوق العمل " . وقال البخيت في كلمة له في حفل الافتتاح ان انعقاد المؤتمر ياتي تعبيرا دقيقا عن وعي القيادات الفكرية العربية لاهمية المواءمة النوعية والتنويعية بشكل خاص بين التعليم ومتطلبات العمل لا سيما وان الدراسات والابحاث تؤكد ان مستقبل الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا سوف يتحدد من خلال مصير اسواق العمل فيها. واضاف ان العالم يشهد اليوم عصر ثورة الاتصال الالكتروني الكبرى ودخول البشرية مرحلة الحتمية التكنولوجية بكل ما يرتبط فيها من تحولات مفصلية مما يستدعي تطوير النمط التقليدي في التعليم الذي لم يعد قادرا على تلبية الاحتياجات الرئيسة لان المعلم لم يعد محور العملية التعليمية والمدرسة لم تعد وحدها مصدر المعرفة والعلوم. وبين البخيت ان الدراسات تؤكد ان استيعاب الايدي العاطلة عن العمل وايجاد الفرص لتوظيف الوافدين الجدد الى الاسواق يتطلبان مضاعفة مستوى التوظيف الحالي على مدى العقدين المقبلين مما يدل على ان الفعالية الاقتصادية وتامين شروط الحياة الكريمة للافراد يرتبطان بضرورة تغيير الاتجاهات السائدة خاصة على صعيد التعليم بحيث تضمن نظم التعليم والتدريب تقديم المهارات النوعية المطلوبة لسوق العمل ومتطلباته الحديثة. واعتبر البخيت جودة التعليم قوة واعدة لاستثمار الطاقات البشرية الشابة تتعدى دورها التعليمي التقليدي في اعطاء المعرفة الاساسية الى التاثير بفاعلية في مجال النمو الاقتصادي والتنمية البشرية مشيرا الى ان تحسين جودة التعليم يتطلب بنى تحتية ملائمة واعتماد معايير واضحة للتدريب والتقويم وتطوير مناهج تعمل على تقليص دور التلقين المباشر وتتبنى مفاهيم الابتكار والتعلم الذاتي وتوسيع استخدام التكنولوجيا لتلك الغاية. واضاف ان التربية الحديثة تهدف الى تطوير عقلية منفتحة وباحثة قادرة على الاقناع ومحبة للاستطلاع ومن غير المنصف ان يكتفي الطلبة باسلوب التلقين والتلقي ما دامت هناك فرصة للمشاركة العملية في البحث العلمي والانشطة اللامنهجية التي تنمي التعاون والحوار البناء. واكد ان نسب البطالة المرتفعة بين الشباب تحول دون تحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية ما يستدعي تامين فرص حقيقية للعمل تستند الى المواءمة بين مخرجات التعليم العالي وحاجات المجتمع من خلال ترسيخ الشراكة بين قطاع التعليم العالي وقطاع الانتاج ومساهمة الكفاءات والخبرات المتخصصة لقطاع الاعمال في عملية التدريب المهني والتطبيقي. ودعا البخيت الى زيادة الموارد المالية المخصصة للبحث العلمي في الدول العربية واشراك مجتمع الاعمال والقطاعات الانتاجية والصناديق والمؤسسات غير الحكومية في تمويل نشاطات البحث العلمي اضافة الى تحفيز التعاون بين الجامعات ومراكز البحوث العربية لهذه الغاية. وقال رئيس مؤسسة الفكر العربي سمو الامير خالد الفيصل ان هذا المنتدى الذي تاسس قبل ثلاث سنوات يناقش اليوم كيفية توظيف المنتج التعليمي في خدمة المجتمع ومدى مواءمته كما ونوعا للحاجة الفعلية لسوق العمل المحلي. واضاف ان تحقيق الشراكة الايجابية للدول العربية في النظام الاقتصادي العالمي يتطلب تطوير الانظمة التعليمية والمناهج لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة البشرية لتجسير الفجوة التنموية الهائلة بين الدول العربية ودول العالم المتقدم وبعض دول العالم النامي. واشار الى ان الدلائل العامة تؤكد وجود اضطراب بين التعليم واحتياجات سوق العمل حيث يوجد لدى الدول العربية غزارة في الانتاج يشوبها سوء في التوزيع بين التخصصات التعليمية على حساب العلوم التقنية والتطبيقية ما يستدعي مناقشة كل الآراء في هذا الملتقى لان الاشخاص المؤهلين بالخبرات المعرفية التطبيقية هم من يقودون قاطرة الاقتصاد العالمي. وقال مدير عام المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور عبد العزيز التويجري ان التحدي الذي يواجه امتنا العربية يتمثل بالجوانب العلمية والتقنية في مجالي التربية والتعليم ما يتطلب تضافر جميع الجهود في اطار العمل العربي المشترك للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية والربط بين الثقافة والحفاظ على هوية الامة. واشاد امين عام اتحاد الجامعات العربية الدكتور صالح هاشم بجهود قادة الدول العربية الرامية الى مواجهة التحديات التي يواجهها التعليم الجامعي وضمان جودته وتميز مخرجاته والوفاء بمتطلبات عصر التكنولوجيا والاسواق المفتوحة. وبين مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي القرني ان النمو السريع للسكان في العالم العربي فرض ضغطا شديدا على التعليم وجعل السباق على الموارد من جهة والطلب المتزايد على التعليم من جهة اخرى امرا صعبا ادى الى تدهور نوعية التعليم وكفاءته الداخلية وزيادة البطالة المقنعة والصريحة للمتعلمين. ودعا مدير مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في الدول العربية الدكتور عبد المنعم عثمان الخبراء والمشاركين في المنتدى الى استثمار الوقت المتاح في نقل وتبادل الخبرات بين بلدانهم ومؤسساتهم خصوصا ما يتعلق بالمعلم ودوره الاساسي في التنمية وتفعيل برامج العمل المشتركة في المنطقة العربية. واعرب مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور المنجي بو سنينة عن امله بان يخرج المشاركون في المنتدى بتوجهات وتصورات توثق العلاقة بين التعليم وسوق العمل وايجاد صيغ جديدة لاستيعاب الخريجين في سوق العمل وتحسين المواءمة بين النظم التربوية وسوق العمل. حضر حفل افتتاح المنتدى الذي يستمر يومين عددا من الوزراء والنواب والمسؤولين الى جانب عدد كبير من المختصين المحليين والعرب في العملية التربوية والتعليمية. وفي مستهل الجلسة الثانية بعنوان "واقع التعليم وسوق العمل العربي والعالمي" تحدث سمو الأمير الحسن بن طلال عن كون الديمقراطية والسلام والتنمية مفاهيم مبنية على التعليم ، وليس المقصود هنا التعليم التقليدي وإنما التعليم المنهجي الحديث القائم على النقد والحوار الذي يسهم في بناء ثقافة التفكير المبدع المبتكر غير التقليدي أي التفكير الجانبي 00 فالمدارس لا يجب أن تكون مصانع للتعليم وإنما بيئات تعليمية تعنى بالحاجات الخاصة بكل طالب، بحيث يحلّ التعليم الفردي مكان التعليم الجماعي. وأشار سموه إلى دور التعليم في المساهمة لتجاوز الانقسامات والصراعات والتغلب على عوامل الفرقة والاختلاف وبناء ثقافة التعايش والتقارب بين الشعوب والثقافات ، مثلما أشار إلى مبادرة التعايش بين الحضارات التي أطلقتها المجلة الدنماركية "Monday Morning " من أجل نشر قيم الحوار والفهم والتفاهم على الصعيد العالمي حيث تلقت هذه المبادرة الدعم من المجلس الشمالي The Nordic Council الذي حدد أهم خمسة تحديات للتعايش في الإقليم الشمالي وهي (تمكين المواطن، ضمان حرية الاعتقاد، إيجاد مساحات للتعايش؛ ضمان استقلالية القضاء؛ التغلب على الأجندة الأمنية). وذكر سموه بحاجة نظام التعليم في المدارس والجامعات إلى التطوير المستمر الذي يغطي الجوانب التالية ( إعداد المعلم ،العلوم والتكنولوجيا ، البحوث ، اللغة، البيئة ،والدراسات وبرامج التدريب الأخرى) مؤكدا ضرورة النظر إلى التعليم من منظور عالميّ كي نوجد نظامًا تفاعليًا متصلاً يشكّل نموذجًا للتنمية الاقتصادية القائمة على الحاكمية الصالحة والتمكين الذاتي.
عدد المشاهدات: 1082
عدد المشاهدات: 1082