جلالة الملك يؤكد عدم التسامح مع الذين يحضون على الارهاب او يدعمونه .
عمان/ 19 حزيران /بترا / أكد جلالة الملك عبد الله الثاني بأنه لن يكون هناك أي تسامح تجاه الناس الذين يحضون على الإرهاب أو يدعمونه بأي شكل من الأشكال.
وقال جلالته في مقابلة أجرتها معه مجلة " دير شبيغل" الألمانية الأسبوع الماضي في عمان ، ونشرتها في عددها الصادر اليوم، "أنني اعتقد أن الأغلبية الساحقة من الحركة الإسلامية في الأردن هم أناس معتدلون محبون للسلام" مشيرا إلى أن الجدل الدائر في مجتمعنا الآن هو أن على الناس أن يتفقوا على أن لا يتسامحوا إطلاقا مع الإرهاب وعلينا أن نحدد لكل فرد ما الذي يعنيه الإرهاب.
وفي معرض إجابته على سؤال حول قيام نواب من جبهة العمل الإسلامي بتقديم العزاء لأسرة الزرقاوي ووصفه بالبطل والشهيد، قال جلالته أن هناك بعض العناصر في مجتمعنا من الأفراد المضللين، فالزرقاوي كان قاتلا بالجملة في الأردن والعراق، ولا يمكنني أن أتخيل كيف يجعل بعض الناس من هذا الرجل بطلا.
وردا على سؤال " هل ستقومون بتحديد العلاقات مع الإخوان المسلمين" ، قال جلالته أن عليهم أن يعيدوا تحديد العلاقات معنا، فقد كانوا يعملون في المنطقة الرمادية في العقود الماضية. مشيرا جلالته إلى أن غالبية الإخوان المسلمين من المعتدلين ومن الذين يريدون مستقبلا خيّرا لهذا البلد ومستقبلا خيّرا لأطفالهم. وأضاف جلالته أنه يمكننا جميعا العمل كفريق واحد.
وأكد جلالته أن القضية الفلسطينية ما زالت هي القضية المحورية الأساسية لدينا ، لافتا إلى انه علينا جميعا أن نشجع الفلسطينيين والإسرائيليين للتركيز على الهدف النهائي من أجل إحلال سلام حقيقي يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل.
وحول الموقف من إيران، أعرب جلالة الملك عن دعم الأردن لإجراء حوار بين البلدان الأوروبية والولايات المتحدة وإيران. مؤكدا جلالته أن وجود سباق لامتلاك الأسلحة النووية هو أخر شيء تحتاجه المنطقة.
وفي الشأن العراقي، أكد جلالته أن الأردن سيبذل أقصى ما لديه من جهد لدعم الحكومة العراقية الجديدة لتكون قادرة على المضي قدما ، معربا عن أمله بأن يقوم الآخرون في المنطقة بمساعدة العراقيين أيضا.
وفيما يلي نص مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع مجلة دير شبيغل الألمانية :
دير شبيجل: صاحب الجلالة، شكّل أبو مصعب الزرقاوي تهديداً لا للعراق فحسب، ولكن لبلدكم أيضاً. وقد قتل الآن.هل غدا هذا الجزء من العالم مكاناً أكثر أمنا ً؟
الملك عبدالله الثاني: لقد أُغلق فَصْل، ولكن الإرهاب والتطرّف سيستمران. وسيحل شخص آخر محل الزرقاوي، بصرف النظر عن هويته. ومن الواضح أنه بالنسبة للأردنيين... بسبب الجريمة التي راح ضحيتها ستون شخصاً هنا... فإن المسألة وصلت إلى نهاية المطاف، وهذا بحدّ ذاته سبب لنواصل مسيرتنا. فهذا الجزء قد يكون انتهى. ولكن الأمر برمته لعبة تكتيكية في الحرب ضد الإرهاب. وفي نهاية المطاف نريد أن نحقق الاستقرار ونفتح طاقة الأمل في العراق. فهذه هي الطريقة الوحيدة لنلحق الهزيمة بالإرهاب.
دير شبيجل: هل صحيح أن المخابرات الأردنية لعبت دوراً حاسماً في تعقّب الزرقاوي والوصول إليه؟
الملك عبدالله الثاني: لقد لعبنا دوراً وهذا ليس بجديد. فنحن نعمل مع المجتمع الدولي لا فيما يتصل بالزرقاوي فحسب، بل وفي تعقّب العديد من الإرهابيين أيضاً. وتاريخياً قمنا بالكثير بصورة وثيقة مع ألمانيا. وكان هذا جزءًا من استراتيجية عالمية.
دير شبيجل: حتى بعد مقتله، كان الزرقاوي مصدراً لإثارة المتاعب. فقد قام أربعة نوّاب ينتمون إلى جبهة العمل الإسلامي بتقديم تعازيهم لأسرته. ووصفوه بالبطل وبالشهيد، وحتى بالمجاهد. هل يتعرض الاستقرار في بلدكم للخطر؟
الملك عبدالله الثاني: لا، إطلاقاً. هناك بعض العناصر في مجتمعنا من الأفراد المُضلّلين. فالزرقاوي كان قاتلاً بالجملة، لا يكتفي بقتل الأبرياء في الأردن، ولكن وفي العراق وفي أماكن أخرى. ولا يمكنني أن أتخيّل كيف يجعل بعض الناس من هذا الرجل بطلاً. فإذا ما تناسينا الأعمال التي قام بها ضد العسكريين ورجال الأمن، فكيف يمكن أن نتناسى أن هناك أناساً في الأردن والعراق وبعض البلدان الأخرى عانوا من فقدان المدنيين، من الرجال والنساء والأطفال. أما بالنسبة للحركة الإسلامية، فإنني أعتقد أننا عندما ننظر إل
عدد المشاهدات: 1187
عدد المشاهدات: 1187