نص خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في نادي الصحافة الاوروبي-الامريكي
قال جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم..ان المجتمع العالمي السلمي المتكامل لن يتشكل من تلقاء نفسه..فهو بحاجة الى جهود نشطة واعية للانتقال من ثقافات التسامح الى ثقافات الاحترام .
وبين جلالته في خطاب القاه اليوم في نادي الصحافة الاوروبي / الامريكي في العاصمة الفرنسية باريس..ان بناء هذا العالم يحتاج ايضا لايجاد التقدير الحقيقي لدى كل منا لمعتقدات الاخر وهمومه واهدافه وللوصول الى تفاهم جديد نتبين فيه ما بيننا من اختلافات ..ونتبين ايضا القيم القوية التي تربط فيما بيننا .
ولفت جلالته الى ان العالم يعيش اليوم لحظة اضطراب عالمي هائل..وان ما يستشعره العديد من الناس من جزع جسده ما ظهر موءخرا في مقالة تحت عنوان / نهاية التسامح / والتي ادى الى ظهورها ذلك الجدل الذي دار حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا السياق شدد جلالته على ان الجدل الذي ثار حول الرسوم الكاريكاتورية كشف عن مواطن الخلل في مجتمعنا العالمي..مبينا ان المسلمين في ارجاء العالم قد ادانوا الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لشخص الرسول الكريم / صلوات الله وسلامه عليه / وانهم عبروا عن ادانتهم للعنف الذي تلا نشر الرسوم باعتباره غريبا على مبادىء الاسلام .
وفيما يلي النص الكامل لخطاب جلالة الملك .....
بسم الله الرحمن الرحيم
/ كريستيان / الصحافيون الأفاضل ..
أشكركم جزيل الشكر ويسعدني أن أرى العديد من الوجوه المألوفة كما يسرني أن أكون في فرنسا مرة أخرى .
لقد افرد والدي جلالة الملك الحسين مكانة خاصة في قلبه لهذا البلد العظيم وإنا اقدر بعمق الترحيب الحار الذي نلقاه أنا وأسرتي منكم دائما ويشرفني ان أحظى بهذه الفرصة للتحدث إليكم هنا اليوم .
أصدقائي ..
إننا نعيش بكل صراحة لحظة اضطراب عالمي هائل وما يستشعره العديد منا من جزع جسده ما ظهر موءخرا في مقالة تحت عنوان / نهاية التسامح / وقد أدى إلى ظهوره بالطبع الجدل الذي دار حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه .
وقد قيل الكثير عن أزمة الرسوم الكاريكاتورية و كيف تنامت واسمحوا لي أن أقول ببساطة إن المسلمين في أرجاء العالم / وأنا واحد منهم / أدانوا الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما إن غالبية المسلمين أدانوا أيضا العنف الذي تلا نشر الرسوم باعتباره غريبا على مبادئ الإسلام وأنا اعلم أن العديدين في الغرب رفعوا أصواتهم رافضين هذه الإساءة للدين الإسلامي .
إن الجدل الذي ثار حول الرسوم الكاريكاتورية كشف عن مواطن الخلل في مجتمعنا العالمي فقبل فترة ليست بالبعيدة كانت روءيتنا لعالمنا على انه عالم يتميز بالعلاقات المتشابكة الديناميكية والتسامح بين الثقافات المتعددة ولكن الحديث الآن يدور حول صراع بين الحضارات مع إن هناك تفاعلا بين ثقافاتنا واقتصاداتنا أكثر من أي وقت مضى ذلك انه في الوقت الذي نما فيه عصر العولمة فان النمو لم يتم بالطريقة المثلى فهو لم يتجاوز مرحلة التسامح إلى إيجاد ثقافات الاحترام المبنية على التفاهم .
ليس هناك صراع بين الحضارات ولكننا تلقينا موءخرا تحذيرا بالغ الأثر ونحن نعلم أيضا إن بيننا من يسعون لتعميق مواطن الخلل معتمدين على افتقارنا لفهم بعضنا بعضا لإيقاد شرارة زلزال من الغضب والرفض والخوف ولا ينطبق هذا على الحال بين الشرق والغرب فحسب بل في داخل الثقافات الشرقية والغربية نفسها .
يجب الا نخطىء في قراءة ما يعنيه صراع الحضارات على ارض الواقع والذي يتمثل في تصدع روابط التجارة والاستثمار التي تعتبر اساسية للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وقيام الحواجز امام ما يوضع من حلول للمشكلات عبر الحدود في مجالات الصحة والبيئة والفقر وغيرها كثير ونرى ذلك ايضا في تراجع تعاوننا الامني المشترك الذي لعب دورا اساسيا في احتواء وانهاء النزاعات الاقليمية وقيام العوائق الخطيرة في طريق التنمية العالمية وتوقف التبادل الثقافي الذي يثري الحياة في كل مكان .
ان اصدقاءنا الفرنسيين كانوا على المدى الطويل جزءا من المشهد العام في الاردن وتمثل ذلك في المركز الثقافي الفرنسي وفي مدرسة تراسانطة وفي مدرسة الفرير وكثير غيرها واهل العلم والباحثون من بلدينا يعملون معا في الاردن وفي فرنسا وفي فضاء الانترن
عدد المشاهدات: 1713
عدد المشاهدات: 1713