قال رئيس الوزراء الدكتور عدنان بدران إن الأردن المؤمن بالديمقراطية نهجا سياسيا واجتماعيا للحياة يدرك الأبعاد المهمة والمؤثرة في موضوع الشراكة الاجتماعية بين القوى الرئيسية في المجتمع من اجل خلق التوازنات الداخيله ليس في ما يتعلق بصنع القرار فحسب بل من اجل محاصرة أية حساسيات أو اختلالات داخل المجتمع قد تلعب دورا سلبيا ينعكس على عملية الانصهار فيه . واكد رئيس الوزراء في كلمة افتتح بها اعمال قمة المجالس الاقتصادية والاجتماعية الاورومتوسطية في عمان اليوم إن التفاعل بين الشركاء الاجتماعيين من عمال وأصحاب عمل وقطاع عام يسهم بصورة كبيرة في دفع عملية الإنتاج والنمو إلى الإمام بدرجة تكفل لهذه العملية التنموية الاجتماعية أعلى درجات الفائدة والتوزيع العادل والمتوازن للعوائد الاقتصادية0 كما تسهم بشكل كبير في الحفاظ على ديمومة وتأثير الطبقة الوسطى وهي الطبقة التي تعزز التفاعل الايجابي داخل المجتمع وتحميه من الهزات أو الصراعات الداخلية. وشدد الدكتور بدران على ان انعقاد قمة المجالس الاقتصادية في عاصمتنا الحبيبة عمان يعكس تقدير المشاركين الكبير والمهم لهذا البلد ولدوره في خدمة السلم والاستقرار في منطقتنا وفي العالم خاصة وان عمان بقيت على الدوام وفية لمبادئها في تعزيز الوسطية والسلام ومواجهة التطرف والإرهاب. واكد ان الاردن استمد دوره هذا من نهج جلالة الملك عبدالله الثاني الذي جعل من رسالة عمان المدافعة عن صورة الإسلام السمحة نبراسا للمدافعين عن هذا الدين العظيم في وجه مختطفيه من الإرهابيين القتلة الذين وجدوا أنفسهم مفلسين في حربهم مع عمان الحبيبة فعبروا عن مأزقهم بأبشع الصور وقرروا أن تصبح أفراحها وأعراسها ونساؤها وأطفالها أهدافا لغلِّهم ولسقوطهم القيمي والإنساني. وقال انه رغم الألم الذي تركه القتلة فينا إلا أنهم فشلوا في إرهاب الأردنيين الذين هبوا من جميع انحاء الوطن غاضبين متحدين الإرهاب في مسيرات عارمة راغبين في مواجهته بإرادة الحياة وبصلابة الوحدة الوطنية وبقوة الإيمان بفكر ونهج جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي كان في طليعة المتصدين للفكر التكفيري العدمي الذي يتبناه هؤلاء الإرهابيون. واوضح رئيس الوزراء ان الأردن المؤمن بأهمية الشراكة والتفاعل الاجتماعي والاقتصادي بين الشركاء الاجتماعيين ومؤسسات المجتمع المدني وبعد اطلاعه على تجارب المجالس الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية قرر إنشاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني واصدر مجلس الوزراء مؤخرا قرارا يقضي بتأسيسه وقامت وزارة العمل وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية عبر مشروع الحوار الاجتماعي المشترك بينهما بإعداد قانون المجلس الذي يأخذ حاليا مساره الدستوري لاعتماده من قبل مجلس الأمة الأردني وفقا للآلية الدستورية . وقال بدران ان الأردن الذي يرى في التجربة الأوروبية في موضوع تأسيس المجالس الاقتصادية والاجتماعية تجربة عريقة ورائعة لهو حريص كل الحرص على أن يستخلص من هذه التجارب أفضل ما يناسبنا هنا من أجل صياغة تجربة خاصة بنا تراعي واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وتزيد من درجة تناغمه وتفاعله الايجابي بما يخدم مصالحنا الوطنية ويعزز من نهجنا الوسطي في الدفاع عن الأمن والسلم وكرامة الإنسان وصونها ومواجهة الإرهاب بكل أشكاله الدموي منها والفكري والاجتماعي . وعبر رئيس الوزراء عن ثقته بان المشاركين سيتوفقون ان شاء الله في اغتنام هذه القمة وفرصة انعقادها للخروج بقرارات وتوصيات تعزز من التعاون بين شعوب ودول أوروبا ودول حوض المتوسط بما يخدم مصالح هذه الشعوب وحكوماتها ويزيد من تعاونها في ما بينها على المدى الاستراتيجي. من جانبه قال وزير العمل ورئيس الجنة التحضيرية للقمة باسم السالم انه من حسن الطالع ان يتزامن تنفيذ مشروع الحوار الاجتماعي في الاردن مع اطلاق جلالة الملك عبدالله الثاني لمبادرة الحوار الوطني الشامل لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة واجراء الاصلاحات المطلوبة في مختلف المجالات وعلى الصعد كافة لبناء اردن انموذج يكون مثالا يحتذى في مجال التنمية الشاملة والاستثمار وتعزيز الحريات العامة والديمقراطية والحفاظ على حقوق الانسان0 واشار الى ان انسجام اهداف مشروع الحوار الاجتماعي مع التوجهات الوطنية والطم

---

عدد المشاهدات: 1898