جلالة الملك يؤكد ضرورة مواجهة التعصب والتطرف والالتزام بالوسطية
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن ازالة أسباب الفرقة بين أبناء الدين الواحد والأمة الواحدة هي الشرط الأول لحمايتها وتوحيد كلمتها والتصدي لكل ما يفرق الامة ويسيء الى ديننا الحنيف.
واعتبر جلالته في كلمة القاها نيابة عنه سمو الامير غازي بن محمد المستشار الخاص والمبعوث الشخصي لجلالة الملك في افتتاح اعمال الدورة السابعة عشرة لمجمع الفقه الاسلامي بعمان اليوم ان انعقاد هذه الدورة يأتي في فترة حرجة من تاريخ امتنا التي تتعرض لتحديات تهدد وجودها وهويتها وحضارتها مما يحمل علماء الامة وفقهاءها مسؤولية اضافية.
واشار جلالته الى الاهمية التي اولاها مؤتمر القمة الاسلامي الاستثنائي الثالث الذي عقد في مكة المكرمة اواخر العام الماضي لمجمع الفقه الاسلامي لمواجهة التطرف الديني والتعصب المذهبي والتاكيد على عدم تكفير اتباع المذاهب الاسلامية والالتزام بالاعتدال والوسطية والتصدي للفتاوى التي تخرج المسلمين عن قواعد الدين.
وقال جلالته اننا في الاردن كنا من السباقين الى الاهتمام بحوار المذاهب الاسلامية والتقريب بين اتباعها وتعزيز التعاون والتكافل فيما بينهم وانطلاقا من شعورنا بالمسؤولية والواجب التي يفرضه علينا شرف الانتساب الى ال البيت والى رسول الله سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم قمنا باصدار رسالة عمان التي تبين للعالم الصورة المشرقة لهذا الدين.
ولفت جلالته الى ان القرارات والتوصيات التي اجمع عليها علماء الامة وفقهاؤها خلال انعقاد المؤتمر الاسلامي الدولي في عمان في تموز من العام الماضي تتضمن حلا جامعا شاملا للكثير مما يجري في بلادنا من محاولات لتفتيت وحدة الامة واشعال نار الفتنة بين اتباع المذاهب والصراع الطائفي او العرقي.
وحث جلالته علماء الامة المشاركين في اجتماعات الدورة السابعة عشرة لمجمع الفقه الاسلامي الى اعتماد هذه المبادىء ونشرها وتعظيم الجوامع والالتقاء على الاصول والثوابت، معربا جلالته عن ثقته بأن قرارات المجمع وفتاويه ستصب في خانة وحدة الامة الاسلامية وتحقيق نهضتها.
ودعا جلالته الى التحرك والعمل المخلص الجاد لاجتثاث الارهاب وتعرية الفكر التكفيري الضال من قبل اكثر من جهة وكشف انحرافه عن منهج الدين وقواعد الشريعة مؤكدا جلالته اننا مطالبون ببذل كل الجهود ووضع الحلول الشاملة لمكافحة المشاكل والتحديات التي تواجه الأمة الاسلامية
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين وعلى آل بيته الطاهرين وصحبه الميامين
أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي
علماء الأمة وفقهاءها الأجلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرني أن أرحب بكم في عمّان عاصمة بلدكم الثاني المملكة الأردنية الهاشمية أجمل الترحيب، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقكم في أعمال هذه الدورة، السابعة عشرة التي يعقدها مجمعكم الموقر في فترة حرجة من تاريخ أمتنا،وهي تتعرض لتحدياتٍ تهدد وجودها وهويتها وحضارتها مما يحمّل علماء الأمة وفقهاءها مسؤولية إضافية كبيرة .
لقد تأسس مجمعكم العتيد هذا قبل أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً ليكون مؤسسة إسلامية فقهية عالمية،تمثل علماء الأمة وفقهاءها، وتسعى لتحقيق أهداف كبيرة في مقدمتها التأكيد على وحدة الأمة الإسلامية وتمسكها بعقيدتها ودراسة مشكلات الحياة المعاصرة والاجتهاد فيها لتقديم الحلول النابعة من الشريعة الإسلامية بإعتبارها المرجعية الفقهية العليا للأمة.
وقد أولى مؤتمر القمة الإسلامي الإستثنائي الثالث الذي عقد في مكة المكرمة أواخر العام الماضي مجمع الفقه الإسلامي إهتماماً بالغاً حيث دعا إلى مواجهة التطرف الديني والتعصب المذهبي وإلى التأكيد على عدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية، وعلى أهمية الحوار بين أتباع هذه المذاهب، وعلى الإلتزام بالإعتدال والوسطية والتسامح، والتصدي للفتاوى التي تخرج المسلمين عن قواعد الدين وثوابته وما إستقر من مذاهبه وعلى ضرورة التنسيق بين جهات الفتوى في العالم الإسلامي.
وقد كنا في المملكة الأردنية الهاشمية بفضل الله من السبّاقين إلى الإهتمام بحوار المذاهب الإسلامية .. وقامت مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بجهود كبيرة في هذا المجال.
عدد المشاهدات: 1160
عدد المشاهدات: 1160