افتتح جلالة الملك عبد الله الثاني في مدينة البتراء صباح امس المؤتمر الثالث للحائزين على جائزة نوبل بالتركيز في خطابه على اهمية العمل على "تثبيت الصلة بين الافكار والاعمال" وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع للمبادرات التي طرحت في المؤتمرين السابقين بحيث يستفيد الجيل الشاب من أفكار وتجارب هؤلاء العباقرة المميزين. وأضاف جلالته في المؤتمر الذي حضره أربعون حائزا على جائزة نوبل في مختلف الميادين التي تمنح فيها الجائزة وشباب من الاردن وفلسطين واسرائيل أن الفرصة متاحة لنا جميعا لنسخر قوانا وافكارنا للخروج بمبادرات خلاقة قوية لرعاية قادة الغد وتنشئتهم، فالقضية التي نركز عليها هي قضية مستقبل اجيالنا الشابة وخاصة في الشرق الاوسط. وحث جلالته المكرمين بجائزة نوبل على مساعدة الجيل الشاب في المنطقة ليقدم تساؤلاته التي تبدأ ب"ماذا لو؟ التي غير بها العلماء وجه العالم. وكشف جلالته أن أحد الاليات الواعدة التي سيناقشها مؤتمر هذه السنة هي ايجاد صندوق علمي اقليمي يديره ويشرف عليه الحائزون على جائزة نوبل لاستقطاب الدعم العالمي للتميز الاكاديمي والبحث العلمي وتشجيع علماء الغد. وأكد جلالته ان الاردن يريد ان تصل افكار هؤلاء العلماء والمفكرين الى ما هو ابعد من قاعة الاجتماعات، "ونحتاج الى افكاركم لكي تنعكس الفائدة على حياة الناس في هذه المنطقة". وينظم المؤتمر الذي يستمر يومين صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ومؤسسة ايلي ويزل للانسانية، حيث يركز موضوعه الاجمالي على الشباب وآرائهم ورؤيتهم لمستقبل الشرق الاوسط، والشباب والتعليم وغيرها من القضايا التي تؤثر في حياة الشباب ومستقبلهم. من جانبه اثنى الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان على حديث جلالته حول ضرورة التركيز على جيل الشباب قائلا "ان القضية الرئيسية التي تواجه العالم اليوم لا تتمثل في الحروب والصراعات بل في المشاكل التي تواجه العالم كله وتهدد الحياة الانسانية مثل الارهاب والتدهور البيئي والجريمة العابرة للحدود والفقر واسلحة الدمار الشامل، مؤكدا ان ايجاد الوظائف للشباب هو هم كبير ومصدر قلق". وأوضح انان أن الشباب يشكلون 27 بالمائة من سكان العالم ولكن في مجال العمل نجد ان نسبة البطالة بينهم تصل الى 50 بالمائة، بكل ما يترتب على ذلك من احباطات وانجرار الى مشاكل لم تكن لتحدث لو وجد الشاب عملا. واضاف ان على صانعي السياسات ان يعلموا ان الشباب مكون اساسي في السياسات وليس التضخم ونسبة الفوائد، فيجب اعطاء هؤلاء الشباب الامل والمهارات والتعليم والصحة. وأكد انان ان العالم كله "في نفس القارب" وعليه ان يحل مشاكله عن طريق التعاون والعمل المشترك وان اي دولة لن تستطيع بناء امنها على حساب الاخرين. ودعا انان الشباب الى الانخراط في الحياة العامة وحل مشاكلها وعدم ترك المشاكل ليحلها الاخرون. وشدد على عدم وجود صراع حضارات لان الحضارات طالما عاشت على مدى القرون الى جانب بعضها البعض، مضيفا ان المشكلة ليست في اي دين او ايمان بل في بعض المؤمنين الذين يستغلون الدين لاغراضهم الخاصة ويرتكبون الارهاب باسمه. أما ايلي ويزل مدير مؤسسة ايلي ويزل للانسانية فقد خاطب الشباب الحاضرين قائلا اننا هنا لنعطيكم رسالة الانسانية التي يجب ان تربط الامم والافراد وان المستقبل هو ما نريده ان يكون.

---

عدد المشاهدات: 598