البخيت يؤكد على موقف الاردن الثابت من حق العودة والتعويض
اكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ان الحديث عن الكونفدرالية او الفيدرالية او أي شكل او سيناريو للعلاقة الاردنية الفلسطينية هو الان في غير زمانه ومكانه ويضر بالمصلحتين الاردنية والفلسطينية معا.
ونقل رئيس الوزراء خلال لقائه بمقر لجنة خدمات مخيم الوحدات بالفعاليات الشعبية والرسمية في المخيم تحيات ومحبة جلالة الملك عبدالله الثاني لهم ,مشددا على ان مصلحتنا جميعا تتركز في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي تتصدر اجندة الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالته على شتى الصعد .
واكد على ان جلالة الملك حسم هذا الامر امس الاول في مقابلة مع صحيفة الاهرام بالقول /ان الخوض في موضوع الكونفدرالية أو الفيدرالية قبل قيام الدولة الفلسطينية هو أمر سابق لأوانه ولا نريد الحديث حوله/.
ولفت الدكتور البخيت الى ان أي حديث خارج هذا الاطار وهذا الهدف لا يخدم القضية الفلسطينية بل يسهم في التشويش عليها ويقدم بدائل وهمية تخدم اساليب المماطلة والتسويف في التنصل من حل القضية الفلسطينية.
وقال ان شكل العلاقة الاردنية الفلسطينية يمكن الحديث فيه بعد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وضمن اسس واطر وقنوات في حينها على ان تخضع ايضا لقناعة ورضى الشعبين الشقيقين.
واكد رئيس الوزراء على ان الموقف الاردني من حق العودة اصلب واقوى مما يتوقع الجميع فهو يرتكز الى التمسك بحق العودة والتعويض مشيرا الى انه لا يمكن استبعاد الاردن من أي مفاوضات حول قضية اللاجئين التي يستضيف الاردن ما نسبته حوالي 40 بالمائة منهم وفق سجلات الاونروا.
كما اكد ان أي حل لهذه القضية التي تعتبر من اهم مفاصل القضية الفلسطينية يجب ان ياخذ بعين الاعتبار مصالح الاردن ومواطنيه من اللاجئين الفلسطينيين.. وقال ان حق العودة حق فردي وبالتالي لا يمكن لاي جهة ان تفرض على اللاجىء خياره بهذا الشان.
وبشان ما اثير حول قرار فك الارتباط القانوني والاداري مع الضفة الغربية اكد رئيس الوزراء على ان هذا القرار سيادي اردني لا يمكن الرجعة عنه وهي مسالة غير مطروحة الا في اذهان البعض.. واضاف ان العودة عن هذا القرار يعني التحايل على الحق الفلسطيني المقدس باقامة الدولة الفلسطينية واستعادة كافة الحقوق الفلسطينية كما انه يضر بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية.
واشار رئيس الوزراء الى جو من الانتهازية لدى البعض في التعامل مع الموقف الاردني ازاء قضية اللاجئين وحقوقهم ,مشددا على انه لا يجب السماح باي شكل باجهاض الحلم الفلسطيني وان نوازن بين رمزية القضية الفلسطينية واردنية مواطنيها من اللاجئين وان نتعايش مع بعض حالات التناقض التي تفرضها طبيعة تطورات القضية من منطلق الحرص عليها.
وبين ان هذا لا يعني ان يعاقب اللاجىء في حياته اليومية وفي نفس الوقت يجب المحافظة على رمزية المخيمات مشيرا في هذا الصدد الى مقاومة الاردن دعوات الغاء الاونروا كونها من العلامات المهمة التي تذكر دائما بعدالة وشرعية القضية الفلسطينية.
وحول اتخاذ بعض قيادات القوى والاحزاب السياسية ومن ضمنها قيادات في الحركة الاسلامية مواقف تشكيكية مسبقة ببرامج ومؤسسات ومواقف الدولة الاردنية, اشار البخيت الى ان بدايات العقد الحالي شهدت تحولات مختلفة دفعت باتجاه بروز خطاب اخواني جديد اتسم بالاضطراب والمراوحة بين التكفير والهجرة تارة والتساوق مع عناصر مشروع الاصلاح الامريكي الموجه للمنطقة تارة اخرى.
وبين ان هذا النهج يعبر عن ازمة داخلية تعيشها الحركة الاسلامية التي هي على الدوام محط ترحيب وجزء من الدولة الاردنية لكن هناك من بدا من داخل الحركة بالخروج على هذه التقاليد وهي الحركة التي كانت توصف من قبل الاخرين بانها حزب الدولة الاردنية.
وانتقد الدكتور البخيت بشدة الخطاب غير المالوف وغير المقبول من قبل بعض قيادات الحركة لا سيما من امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يواصل التمادي بحق الدولة ومؤسساتها ومواقفها حتى انه اساء ايضا للحركة الاسلامية ذاتها.
وعبر رئيس الوزراء عن سعادته بهذا اللقاء الذي يعبر عن روح الأخوة والتلاحم الشعبي والحرص على قوة وحدتنا الوطنية العصية على كل التحديات والظروف والمحن والاقاويل بفضل الجهد المخلص والعريق لقيادتنا الهاشمية الحكيمة في الدفاع عن قضايا امتنا العربية الواحدة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني.
واكد على ان جلالة الملك عبد الله الثاني رسخ دور الاردن التاريخي قيادة وشعبا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ووحدته وحرص على بذل الجهود الصادقة للحفاظ على سلامة الهوية الفلسطينية وصولا إلى استعادة الحقوق وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال إن القضية الفلسطينية ليست مجرد حملة اعلامية مستمرة منذ حوالى ثمانين عاما في الشرق الاوسط كما يراها البعض بل هي قضية حق وشعب وأمة وقضية مظلمة عظيمة ونضال طويل ُفرض على المنطقة وشعوبها وقد شكل ذلك الظلم حالة خاصة بين شعبين فلسطيني وقع عليه الظلم وأردني كان لذلك الظلم وقع عليه كبير.
واشار الى أن تكوين المشاعر الاردنية قيادة وشعبا انطلق من خلفية الانتماء القومي والقواسم التاريخية والجغرافية المشتركة التي ميزت العلاقة الأردنية الفلسطينية كنموذج للتلاحم في المنطقة العربية.
وشدد الدكتور البخيت على ان القيادة الهاشمية حرصت منذ تأسيس المملكة على مراعاة تلك العلاقة كنواة حقيقية للوحدة العربية في مواجهة حالة الانقسام التي تركها الاستعمار في منطقتنا من جهة ومواجهة محاولات استهداف الشعب الفلسطيني باعتباره الدليل الأول على جريمة القرن العشرين وهي احتلال الاراضي الفلسطينية وكان الهم الاردني أن يخفف معاناة الاشقاء الفلسطينيين ويقلل من ضغوط الاحتلال والتهجير وسلب الممتلكات بتأمين فضاء آمن يتيح فرص عيش كريم للقسم الاكبر من اللاجئين الفلسطينيين.
واوضح رئيس الوزراء ان التحديات التي واجهت الاردن كانت عظيمة لكنها سرعان ما توارت أمام عزيمة الشعبين الاردني والفلسطيني في إطار من التفاهم والنظرة إلى المستقبل من حيث السعي للحفاظ على هوية وكيان الدولة الاردنية ونموها الحضاري ومن حيث الوقوف إلى جانب الاشقاء الفلسطينيين في مطالبهم المشروعة والحرص على عدم ضياع فرصهم في العلم والعمل والعيش الكريم من خلال تقاسم الفرص مع اخوتهم الاردنيين.
وتابع يقول تلك هي سيرة الهاشميين ومواقفهم التاريخية مع الفلسطينيين الاشقاء منذ تأسيس الدولة الاردنية مرورا بحرب عام (1948) وباعلان وحدة اندماجية عام (1950) وبمنح لاجئي الحرب حينها جنسية اردنية وفق تلك الوحدة التي أخذت في عين الاعتبار خيار الفلسطينيين في حال قيام دولتهم المستقلة ,مضيفا ان التاريخ يشهد للمئات من جنود وضباط الجيش العربي الذين قاتلوا على أسوار القدس وفي ميادينها كاشفي الصدور وجباههم شاخصة نحو الشهادة دفاعا عن تراب فلسطين.
ونوه رئيس الوزراء بان القيادة الاردنية الهاشمية لم تترك مناسبة أو فرصة إلا وسعت إلى استقطاب الخيرين والحريصين على وحدة وسلامة الشعب الفلسطيني وتأمين الدعم المعنوي والمادي له وقد بقيت جسور الاردن مفتوحة أمام الاخوة الفلسطينيين في احلك الظروف وتسامى الاردنيون على كل الاعتبارات لصالح دعم الخيار الفلسطيني وتحقيق توافق عربي للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني وصولا إلى صدور قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية لاعطاء الموضوع الفلسطيني دعما وتمثيلا ذاتيا في المحافل الدولية.
واكد ان الاردن وقف في وجه كل الضغوط والمحاولات لفرض ما يسمى بالخيار الاردني ولم يقبل بما ورد في اتفاقية كامب ديفيد حول مفهوم الادارة الذاتية على المناطق المأهولة والتجمعات السكنية الفلسطينية والتي كانت تهدف إلى ربطها إداريا بالأردن ليصبح مسؤولا عن السكان الفلسطينيين بينما تبقى إسرائيل مسؤولة عن الارض ومصادرها.. وقد رفض جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الامر قائلا / إنه يضع دورا مهينا لا يقبله الاردن/.
وقال البخيت انه وبرغم الحضور الفلسطيني تحت المظلة الاردنية في مؤتمر مدريد للسلام سعى الاردن بقوة لايجاد مسار فلسطيني منفصل وواصل المساندة السياسية للفلسطينيين لاستعادة حقوقهم رافضا الحديث في قضاياهم نيابة عنهم وقد وقع الفلسطينييون على اتفاق أوسلو بقرار ذاتي فزالت الاسباب التي كانت تمنع توقيع الاردن على اتفاقية سلام مع أسرائيل.
وبين رئيس الوزراء ان جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ توليه سلطاته الدستورية سعى إلى إقناع المجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية هي الأساس في كل ما يجري من تطرف وأرهاب وسوء فهم بين الشرق والغرب وأنها ستبقى محراكا للصراع إلى أن يجمع الغرب وإسرائيل على أن للشعب الفلسطيني أرضا محتلة يجب استعادتها.
واوضح ان جلالته اكد في خطابه التاريخي أمام الجلسة المشتركة للكونجرس الامريكي بأن معاني ومكاسب التعاون الدولي تتحقق بالانتصار للعدالة وليس بالسكوت على الظلم الذي يكرس الاحتلال ..وسلط جلالته الضوء على المبادرة العربية كخطوة جادة تعرض سلاما حقيقيا على العكس من الصورة النمطية السلبية ضد النوايا العربية التي تحاول بعض القوى تكريسها في الغرب.
وبشان الملاحظات التي ابداها عدد من اهالي المخيم اوضح رئيس الوزراء ان المكرمة الملكية السامية لابناء المخيمات في الجامعات عادلة اذا ما علمنا ان عدد سكان المخيمات ال 13 في المملكة ييلغ 280 الف مواطن خصص لهم 300 مقعد جامعي على حساب المكرمة الملكية.
واشار الى ان اطفال ابناء غزة المقيمين في المملكة يعاملون من حيث التامين الصحي معاملة الاطفال الاردنيين غير المؤمنين صحيا وبالتالي حتى النسبة التي يدفعونها في مستشفيات ومراكز وزارة الصحة مقبولة.
وبشان الانتخابات البلدية والنيابية اعاد رئيس الوزراء التاكيد على التزام الحكومة بالتوجيهات الملكية السامية باجراء الانتخابات بمنتهى النزاهة والشفافية والحياد ,مبينا ان الحكومة عازمة على تفعيل دور الاغلبية الصامتة لتقول كلمتها في هذه الانتخابات خاصة فئة الشباب ,الذي اكد ان عليهم مسؤولية الخروج عن الانماط التقليدية في التصويت بعيدا عن الضغوطات والتاثيرات العشائرية او المالية.
وشدد على ان الحكومة لن تتساهل مع كل من يحاول التلاعب باجراءات الانتخابات وستطبق القانون بحزم على المخالفين .
وثمن رئيس لجنة خدمات مخيم الوحدات محمد يعقوب الخطاب التاريخي الذي القاه جلالة الملك عبدالله الثاني امام الكونجرس والذي ركز على القضية الفلسطينية باعتبارها مفتاح السلام في المنطقة .
كما ثمن مكرمة جلالة الملك بتخصيص مقاعد لابناء المخيمات في الجامعات وتخصيص قطعة ارض للجنة الزكاة في المخيم التي اقامت مركزا طبيا عليها العام الماضي استفاد من خدماته نحو 60 الف مواطن .
وجرى خلال اللقاء الذي حضره وزراء الشؤون البلدية والداخلية وتطوير القطاع العام وزير الدولة للشؤون البرلمانية والدولة لشؤون رئاسة الوزراء والتنمية الاجتماعية والتنمية السياسية وامين عمان ومحافظ العاصمة ومدير دائرة الشؤون الفلسطينية حوار اجاب خلاله رئيس الوزراء على ملاحظات سكان المخيم التي تركزت حول تحسين ظروفهم وحل المشكلات التي تواجه المخيم مثل الاختناقات المرورية والبسطات والاكشاك .
وكان رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت زار والوفد الوزاري المرافق نادي الوحدات الرياضي في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينين وذلك على هامش الزيارة التي قام بها إلى المخيم ولقائه الفعاليات الشعبية هناك.
وهنأ الدكتور البخيت رئيس النادي طارق خوري وإدارته الجديدة على تسلم مهامهم الأدارية كما هنأ فريق الكرة بالنادي على الانجازات التي حققها في بطولة كأس الإتحاد الآسيوي داعيا إياهم إلى " اللعب كمقاتلين لرفع إسم الوطن عاليا".
وقال الدكتور البخيت في مداخلة له أن " ظاهرة شغب الملاعب أصبحت عالمية ولا تقتصر على الأردن حاثا روابط مشجعي الأندية على القيام بعملية تثقيف الجماهير لحفزها على التشجيع المثالي والإيجابي".
ودعا إلى " أجراء حوار يجمع بين الأطراف صاحبة العلاقة لدراسة المشكلات التي تؤدي إلى شغب الملاعب".
وألقى خوري كلمة أكد فيها على الدور الكبير الذي يقوم به النادي في خدمة الحركة الرياضة والرياضيين في الأردن فضلا عن الدور الذي يقوم به النادي في خدمة المجتمع المحلي.
كما اطلع خوري رئيس الوزراء على مشروع مدينة الوحدات الرياضية الكائن بمنطقة غمدان والمراحل المتعلقة فيه وتقدم باسم المجلس بطلب قطعة أرض في عمان الغربية لإقامة مشروع تجاري يستهدف تحقيق وفورات مالية في خزانة النادي.
ومن جانبه تحدث أمين سر النادي أحمد مطر عن عملية تنظيم دخول وخروج الجماهير الى الملاعب ودعا الى عقد ورشة عمل تعنى بدراسة هذا الموضوع تتضمن آليات تثقيف الجمهور وإرشاده .
كما تجول رئيس الوزراء في بعض مناطق المخيم مرورا بشارع سمية وشارع المدارس واطلع على واقع المخيم والازمات المرورية التي يشهدها.
عدد المشاهدات: 847
عدد المشاهدات: 847