جلالة الملك عبدالله الثاني يوجه رسالة إلى عمال الوطن.
وجه جلالة الملك عبدالله الثاني امس رسالة إلى عمال الوطن في مختلف مواقعهم هنأهم فيها باليوم العالمي للعمال الذي يصادف يوم غد الثلاثاء.
وقال جلالته في الرسالة التي بعث بها إلى رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال مازن المعايطه..إن العمل المهني والتقني ما زالا يعانيان من ضغوطات اجتماعية وثقافية تعكر مسيرة تطورهما وتبطيء من مسيرة تقدمنا الاقتصادي الشامل..مشيرا جلالته إلى ضرورة ترسيخ ثقافة عمالية جديدة تؤسس لقيم احترام العمل لجوهره وأهمية إنجازه وعوائده.
ودعا جلالته النقابات العمالية ونقابات أصحاب العمل والقطاع الخاص إلى التعاون وبناء علاقة تشاركية من أجل تطوير القدرات المهنية للعمال الأردنيين وتمكينهم من اغتنام الفرص التي يوفرها سوق العمل الأردني.
ولفت جلالته إلى ضرورة رفد مؤسسة التدريب المهني والمؤسسات والمشاريع التدريبيه بالكفاءات والخبرات الفنية والميدانيه، حتى تتمكن من تخريج أجيال من العمالة الماهرة والمدربة والمؤهله.
وأشار جلالته إلى ظاهرة غياب احترام العامل والعمل التي بدأت تتسلل مؤخرا إلى بعض المؤسسات الإنتاجيه..حيث وصفها جلالته بالظاهرة المقلقة والغريبة عن قيمنا وتقاليدنا الأردنية والعربية والإسلامية الأصيله.
وقال جلالته في هذا الصدد..إننا لمسنا بعض التجاوزات على احترام العمال وحقوقهم المكفولة في منظومة تشريعاتنا العمالية والمدنيه، ما يستدعي من الاتحاد العام لنقابات العمال التصدي لها بالأساليب الديمقراطية والقانونية والحضارية التي تحافظ على حقوق العمال وحماية مكتسباتهم وصون انجازاتهم المهنيه.
وأكد جلالته..أن قانون العمل في الأردن يعد من أكثر القوانين العمالية انفتاحا على التشريعات والقوانين والمواثيق الدولية بشأن العمال وحقوق الإنسان..مبينا جلالته أن تنفيذ الحماية القانونية والمجتمعية للعمال أيا كانت جنسيتهم والتي تضمنها هذا القانون من قبل أطراف الإنتاج أسهمت في تعزيز الاقتصاد الوطني ومسيرة التنمية في الأردن.
وأكد جلالته..أن توفير الاستقرار الوظيفي للعامل وبيئة العمل السليمة والآمنة وفرصة العمل اللائقة ستجعله أكثر التصاقا بعمله وبمصالح هذا العمل من خلال زيادة الإنتاجية والعطاء.
وفيما يلي نص رسالة جلالة الملك..
بسم الله الرحمن الرحيم.
سعادة الأخ مازن المعايطة حفظه الله..
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمّال..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فيسرني أن أبعث إليكم وإلى الإخوة والأخوات عمّال الوطن العزيز بأطيب التمنيات وأجمل التهاني بمناسبة عيد العمال عيد الإنتاج والعطاء والإخلاص.
يا عمال الوطن الأعزاء..إن قيم العمل ومعانيه السامية، تكتسب في وطننا معاني ودلالات أعمق وأكثر إلحاحاً في هذا الوقت أكثر من أي وقت كان، ذلك أننا قطعنا شوطاً مهما في مسيرة التنمية المستدامة والنهوض الوطني.
وهذه المناسبة تدعونا للوقوف على بعض القضايا المرتبطة بواقع العمل والعمال في الأردن الغالي، فالعمل المهني والتقني مازالا يعانيان من ضغوطات اجتماعية وثقافية تعكر مسيرة تطورهما، وتبطيء من مسيرة تقدمنا الاقتصادي الشامل، ولذلك فنحن بحاجة لترسيخ ثقافة عمالية جديدة تؤسس لقيم احترام العمل لجوهره وأهمية انجازه وعوائده.
وحتى نصل إلى مرحلة من الوعي والرقي العمالي نحترم فيها العمل لذاته وليس لعنوانه، فلا بد من أن تضاعف النقابات العمالية من جهدها بالتعاون مع نقابات أصحاب العمل لبناء علاقة تشاركية من اجل تطوير القدرات المهنية للعمال الأردنيين ليكونوا قادرين على اغتنام الفرص التي يوفرها سوق العمل الأردني نتيجة تدفق الاستثمارات نحو بلدنا وبخاصة في القطاعات الخدمية والإنشائية والسياحية والفندقه.
كما أن هذه المهمة تتطلب بالإضافة إلى التعاون بينكم وبين نقابات أصحاب العمل والقطاع الخاص رفد مؤسسة التدريب المهني والمؤسسات والمشاريع التدريبية الأخرى بالكفاءات والخبرات الفنية والميدانية لتخرّج أجيالا من العمالة الماهرة والمدربة والمؤهلة القادرة على تنويع أوجه اقتصادنا الوطني وإثرائه.
وبالتوازي مع التأهيل التطبيقي والفني للعمالة الأردنية لا بد من عملية تثقيف عمالي مناظِرة تسلح العمالة الأردنية بالثقافة الحقوقية السليمة الناظمة لروابط العمل وعلاقات الإنتاج.
وفي هذه المناسبة أود الإشارة إلى ظاهرة مقلقة وغريبة عن قيمنا وتقاليدنا الأردنية والعربية والإسلامية الأصيلة والمتمثلة في غياب احترام العامل والعمل والتي بدأت تتسلل مؤخراً إلى بعض مؤسساتنا الإنتاجية ..حيث لمسنا بعض التجاوزات على احترام العمال وحقوقهم المكفولة نظريا وعمليا في منظومة تشريعاتنا العمالية والمدنية..وهو أمر يستدعي من الاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن التصدي لهذه الظاهرة بالأساليب الديمقراطية والقانونية والحضارية التي من شأنها الحفاظ على حقوق العمال وحماية مكتسباتهم وصون انجازاتهم المهنية التي تراكمت على مدى السنوات الطويلة الماضية..وإنني لآمل أن تنجح جهودكم في منع تطور هذه الظاهرة لكي لا تصبح مأخذاً على الاردن وأرباب العمل فيه، لا سمح الله، فيفقد اقتصادنا جاذبيته التي جهدنا على مدار السنوات الماضية لترسيخها سمة ناصعة في صفحة الأردن العزيز.
وإنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أننا في الأردن نطبق قانونا للعمل يعد من أكثر القوانين العمالية توازنا في نسج وصياغة وتنظيم العلاقات بين أطراف الإنتاج الثلاثة..كما أنه من أكثر القوانين انفتاحا على التشريعات والقوانين والمواثيق الدولية بشأن العمال وحقوق الإنسان وصون كرامته. وقد احتلت مسألة توفير الحماية القانونية والمجتمعية للعمال، أياً كانت جنسيتهم في هذا القانون مساحة واسعة كان تنفيذها ومازال من قبل أطراف الإنتاج الثلاثة..العمال وأصحاب العمل والقطاع الخاص والجهات الرسمية سببا في جني النفع لاقتصادنا الوطني ومسيرتنا التنمويه.
وأود بمناسبة عيد العمال أن أوجه القطاع الخاص إلى حقيقة جوهرية وهي أن العامل يعطي دون توقف ويبدع دون حدود عندما تصان حقوقه واحتياجاته وبخاصة من قبل أرباب العمل..فتوفير جو من الاستقرار الوظيفي له، وبيئة العمل السليمة والآمنة، وفرصة العمل اللائقة، ستجعله أكثر التصاقا بعمله وبمصالح هذا العمل من خلال زيادة الإنتاجية والعطاء. وأملنا أن تبقى أطراف الإنتاج الثلاثة ملتزمة بهذا النهج وأن تعمل على تطبيق مواده على أولئك الراغبين في حرف مسيرة العمل والإنتاج والحريات العمالية والنقابية عن خطها.
وفي الختام نجدد التهنئة لعمال الوطن البناة وللاتحاد العام لنقابات العمّال، ونثمّن جهودكم الموصولة في رعاية العمال وصون حقوقهم والمحافظة عليها.
وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخوكم
عبدالله الثاني ابن الحسين
عمان في 12 ربيع الثاني 1428 هجريه.
الموافق 30 نيسان 2007 ميلاديه.
وكان جلالته تلقى اليوم رسالة من رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال مازن المعايطه أعرب خلالها عن أسمى آيات التهنئة والتبريك لجلالته بمناسبة عيد العمال العالمي الذي يصادف يوم غد الثلاثاء.
وقال المعايطه في رسالته.."إن عمال الوطن وهم يحتفلون بعيدهم، تترأى أمامهم الانجازات التي تحققت في عهدكم الميمون، ويقفون بإجلال أمام عظمة قيادتكم الحكيمة، وسداد رأيكم وحكمتكم التي تجلت في خطابكم السامي في الكونغرس الأمريكي، ونظرتكم الثاقبة في توزيع خيرات الوطن على أبنائه من خلال الاستثمار في محافظات المملكة، الذي من شأنه أن يخفف من حدة البطالة في الريف والبوادي ويحد من الهجرة الداخلية ويعالج جيوب الفقر ويحقق العدالة والمساواة بين الجميع".
ولفت إلى جهود جلالة الملك في رعاية مسيرة التنمية المستدامة وإرساء دعائم العدالة الاجتماعية وفتح آفاق المستقبل الواعد للاستثمار..مشيرا في هذا السياق إلى توجيهات جلالته بإنشاء مدينة المفرق التنمويه.
وقال.."إن تواصل جلالتكم المستمر مع النقابات العمالية يفعل من دورها ويعزز من مشاركتها في عملية الإعداد والتدريب والتأهيل والتثقيف للعمال الأردنيين من أجل صقل مواهبهم ورفع كفاءتهم لتكريس مفهوم الشراكة الاجتماعية وأهمية الإنتاج وتعزيز آلياته".
وأضاف..إن الاتحاد العام لنقابات العمال يسعى إلى بناء الاقتصاد الوطني وتوفير الحياة الكريمة للعامل وأفراد أسرته والدفاع عن الحقوق الأساسية والاجتماعية للعمال وتحسين شروط وظروف العمل وتوفير الأمن والاستقرار الوظيفي خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحاليه.
وقال المعايطه..إن عمال الوطن في يوم العمال العالمي يؤكدون حرصهم على إنجاح مسيرة الخير والبناء التي يقودها جلالة الملك، ويمضون نحو المستقبل لبناء الوطن وتعظيم منجزاته.
عدد المشاهدات: 835
عدد المشاهدات: 835