عن رئاسة الوزراء

أهلاً بِكم في الصّفحة الرسميّة لرئاسة الوزراء بالمملكة الأردنيّة الهاشميّة، حيثُ تُناط السُّلطة التنفيذيَّة بالملك، ويتولَّاها بواسطةِ وزرائه وفق أحكام الدّستور. يُؤلَّف مجلسُ الوزراء من رئيس الوزراء رئيساً، ومن عدد من الوزراء حسب الحاجة والمصلحة العامَّة، ويتولَّى مجلسُ الوزراء مسؤوليّة إدارة جميع شؤون الدَّولة، ويكون مجلسُ الوزراء مسؤولاً أمام مجلس النوَّاب مسؤوليَّة مشترَكة عن السّياسة العامّة للدّولة.

القائمة الرئيسية

عن دولة رئيس الوزراء

جلالة الملك :الاردن سوف يكون نموذجا في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية

  2007-04-16
أعرب جلالة الملك عبد الله الثاني، خلال مباحثات أجراها امس مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، عن تقدير الأردن لدعم وكالة الطاقة الذرية لمبادرة الأردن للاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية وأغراض الطاقة البديلة في توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه. وقال جلالته أن الأردن بصفته عضوا قديما في وكالة الطاقة الذرية الدولية ولكونه وقع على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية سوف يكون نموذجا في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ويتابع خياره النووي بالتوافق والانسجام مع المقاييس والمعايير والقوانين الدولية ذات العلاقة باستخدامات الطاقة النووية. وأكد جلالته خلال اللقاء أن دعم وكالة الطاقة الذرية للأردن سيكفل النجاح لبرنامجه النووي من خلال الدعم التقني وبناء القدرات والمعرفة وتوفير الدعم الدولي.. مشيرا جلالته إلى أن الأردن حريص على التسريع في إطلاق مبادرته بالوسائل الممكنة بالتنسيق مع المؤسسات الدولية المعنية بتنظيم استخدام الطاقة النووية. وجدد جلالته تأكيد الأردن على ضرورة خلو منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها.. مشيرا جلالته إلى أهمية الدور الذي تقوم به وكالة الطاقة الذرية لضمان استخدام البرامج النووية في المجالات السلمية وتسخير العلم من اجل السلام والتنمية بأبعادها المختلفة خدمة للمجتمع الإنساني. كما استعرض جلالته خلال اللقاء الذي حضره مدير مكتب جلالة الملك د. باسم عوض الله، ووزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي د. خالد طوقان، ووزير الطاقة والثروة المعدنية د. خالد الشريدة، أبرز التحديات التي يواجهها الأردن في مجال الطاقة وازدياد الحاجة إليها، خاصة في ضوء الارتفاع المتزايد في أسعارها وتكلفة استيرادها من الخارج، مما يشكل اعباءا إضافية على الأردن. وأشار جلالته إلى أن الأردن بحاجة إلى تنويع مصادر الطاقة لديه من خلال استكشاف كافة الوسائل الممكنة. وأكد البرادعي استعداد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدة الأردن في الاستفادة من الطاقة النووية للاستخدامات السلمية. وقال إننا سنرسل خلال الأسبوع المقبل فريقا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمتابعة تفاصيل المشروع الذي سيبدأه الأردن لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. وأكد أن الأردن بما يمثله من سياسة معتدلة سيكون نموذجا في استخدام الطاقة النووية لدول المنطقة. وقال البرادعي في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام عقب اللقاء، أن المباحثات مع جلالة الملك عبد الله الثاني، تناولت البرنامج النووي الأردني، ورغبة الأردن في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية . ولفت إلى أن الأردن ليس لديه الكثير من الطاقة وخاصة الغاز والبترول..وقال أنه لكي تستمر عملية التنمية في الأردن فالحاجة تستدعي استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء واستخدام التقنيات النووية بصفة عامة عن طريق مفاعل أبحاث والذي يمكن أن يساعد في تدريب الكوادر البشرية واستخدامها في أغراض الطب والزراعة والصناعة وغيرها. وقال البرادعي أننا سنقوم بإرسال فريق عمل إلى الأردن خلال الأسبوع المقبل، للبدء في إجراء دراسة جدية ومتكاملة مع الأردن بالنسبة للتوقيت وحجم هذا البرنامج. وأضاف أنه عندما يتم بناء سلام عادل وشامل بين الدول العربية وإسرائيل، فلا بد أن يكون ذلك بالتوازي مع إقامة صرح للأمن في المنطقة يقوم على إخلاء المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل، ويقوم كذلك على إجراءات بناء ثقة للحد من السلاح التقليدي الذي ينفق عليه البلايين والتي يمكن تخصيصها في أغراض التنمية. وردا على سؤال حول ازدواجية المعايير في التعامل مع الملف النووي الإسرائيلي، قال البرادعي أن هناك خطأ في التعامل مع هذا الملف منذ أكثر من خمسة عقود، لأن الدول العربية انضمت إلى اتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، دون أن تنضم إسرائيل إلى هذه الاتفاقية، ودون أن تشترط الدول العربية انضمام إسرائيل إليها. وأضاف أن هذا الخطأ في التعامل مع هذا الملف، نجم عنه اختلال في التوازن بحيث أن إسرائيل تمتلك قدرة ردع نووي والدول العربية كلها التزمت بتخصيص برامجها للأغراض السلمية.. لافتا إلى أن هناك فرصة في إطار السلام وعملية السلام، كي لا نغفل الجانب الأمني. وقال أنه يجب أن يكون في نهاية المطاف شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل تنظم إليه إسرائيل وتنظم إليه إيران.. مؤكدا أن هذه هي الفرصة الأخيرة لنا كي ننشئ نظام أمن في شرق أوسط لا يقوم على امتلاك السلاح النووي وإنما على التعاون والثقة. وفي معرض رده على سؤال حول المخاطر البيئية الناجمة عن استخدام الطاقة النووية على البيئة وصحة الإنسان، أكد مدير عام وكالة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الطاقة النووية لها فوائدها ولها أخطارها وأن هناك "30" دولة تستخدم الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، وهناك أكثر من "250" مفاعل أبحاث في مختلف أنحاء العالم. وقال أن العديد من الدول كالبرازيل والمكسيك والأرجنتين وجنوب أفريقيا واليابان وفرنسا والولايات المتحدة تعتمد في تقدمها على الطاقة. وأكد أن الدول العربية إذا أرادت أن تنهض فلا بد لها أن تعلم أنها تحتاج إلى الطاقة النووية.. مشيرا إلى أن التكنولوجيا النووية مثل أي تكنولوجيا لها فوائدها ولها أخطارها. وقال أن الخطر البيئي ليس موجودا.. وأنه لا بد لنا أن نفهم هذه المسائل ونعالجها بعقلانية، فهناك 440 مفاعلا تستخدم لتوليد الكهرباء في العالم، والمفاعل بوشير سيعمل بنفس الأسلوب وبنفس إجراءات الأمان التي تطبق في كل المفاعلات السابقة. وبين البرادعي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لديها برنامج للأمن النووي للتأكد من أن المواد النووية والمواد المشعة تحت رقابة من كافة الدول. وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أوضح البرادعي أنه لا بد أن نفرق بين إجراءات السلاح النووي والقلق الدولي بأن البرنامج النووي الإيراني مخصص فقط للأغراض السلمية.. وقال إننا نأمل من إيران أن تتعاون معنا بالقدر الكافي من الشفافية حتى نتأكد أن البرنامج الإيراني مخصص للأغراض السلمية. وأضاف إننا لم نر أن هذا البرنامج مخصص لأغراض عسكرية.. ولم نر منشآت تعمل تحت الأرض. واشار إلى أن هناك تخوفا بالنسبة لنوايا إيران المستقبلية، ليس اليوم وإنما خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة.. مضيفا انه لم يزل أمامنا الكثير من الوقت للتعاون لحل هذه المشاكل بالطرق السلمية، وليس هناك أسلوب لحل المشكلة الإيرانية والتوصل إلى حل بشأنها إلا عبر التفاوض. وردا على سؤال حول إمكانية اللجوء إلى الحل العسكري، قال البرادعي أن الحل العسكري ليس مطروحا ..وهو حل غير عقلاني وسيكون كارثيا وسيعمل على تعقيد الأمور أكثر مما يحلها. من جهته، أوضح وزير الطاقة والثروة المعدنية د. خالد الشريدة، أن الأردن بحاجة ماسة للطاقة، حيث لا يوجد لدينا مصادر للطاقة التقليدية.. وقال نحن بحاجة للتنويع في مصادرنا، ونبحث عن إمكانية إدخال الطاقة النووية لغاية توليد الكهرباء وتحلية المياه. وأضاف أنه تم البدء بدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع.. لافتا إلى أنه سيتم إرسال فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمساعدة في إجراء هذه الدراسة، التي نأمل أن تظهر نتائجها قريبا. واشار الشريدة إلى الطلب المتزايد على الطاقة في الأردن.. وقال أن هناك تسارع كبير في هذا الموضوع.. فإذا قمنا بمقارنة الطلب على الطاقة الكهربائية خلال العام الماضي والعام الحالي لوجدنا أنها زادت بنسبة 20 بالمائة الأمر الذي يدعونا إلى توفير مصادر بديلة للطاقة. واشار الى أن الأردن يعمل حاليا على إدخال الطاقة المتجددة وبشكل خاص طاقة الرياح، حيث سيتم في المستقبل القريب إنشاء اول مزرعة رياح في منطقة جرش. وسيلتقي البرادعي خلال زيارته للأردن مع عدد من كبار المسؤولين الأردنيين.. كما سيعقد لقاء مع اللجنة العليا الإستراتيجية للطاقة النووية ويزور مشروع المختبر العلمي الدولي لأشعة السنكروترون. وكان جلالة الملك عبد الله الثاني أرسى حجر الأساس لمشروع المختبر العلمي الدولي لأشعة السنكروترون في منطقة علان في السلط في السادس من كانون الثاني عام 2003. ويضم مشروع السنكروترون الذي يخضع لأنظمة الرقابة المتعلقة بالسلامة البيئية والإشعاعية في وكالتي الطاقة الذرية الدولية والطاقة الذرية الأردنية، مسارعا نوويا يهدف إلى إجراء البحوث التجريبية في الجامعات والتصوير الضوئي الدقيق والمساعدة في إيجاد الصيغ العلمية لتركيبات المواد الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية..كما يستخدم المختبر في مجال التشخيص الدقيق للأمراض وفي مجال بحوث وتطوير الصناعة ودراسة العينات الأثرية. ويحرص الأردن على توفير مصادر الطاقة البديلة، التي تساعده على تجاوز التحديات الناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة وتوفير احتياجاته منها حيث أكد جلالة الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، مؤخرا، "أننا في الأردن وفي ضوء ما نواجهه من تحديات، نجد أن الوقت قد حان كغيرنا من الدول للاستفادة من نقل وتوطين تكنولوجيا الطاقة النووية كبديل لاستخدامات النفط المستورد في توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه.. التي تساعدنا في تلبية احتياجاتنا من الطاقة."
عدد المشاهدات: 811