جلالة الملك يبحث مع ميركل عملية السلام في الشرق الاوسط
أكد جلالة الملك عبد الله الثاني أهمية أن تلعب المانيا دورها المأمول في الجهود المبذولة حاليا للبناء على الزَخَم الذي تولّد عن القمّة العربية لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط واخراجها من حالة الجمود الذي تعاني منه منذ مطلع العقد الحالي خاصة وانها ترأس الاتحاد الاوروبي ومجموعة الدول الثماني الكبرى.
وفي المباحثات التي أجراها عصر امس في العقبة مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي وصلت الى المملكة في مستهل جولة في الشرق الاوسط تقودها بعد الاردن الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية ولبنان، قال جلالته ان الدول العربية التزمت بدورايجابي في صنع السلام من خلال تبنيها مبادرة عربية تحقق السلام العادل والشامل وتحقق مصالح طرفي النزاع في الشرق الاوسط ولا تنتقص من حقوق الفلسطينيين، ولهذا فانه يدعو المانيا كدولة وكرئيسة للاتحاد الاوروبي ومجموعة الثماني لدفع اسرائيل الى اغتنام هذه الفرصة المتاحة.
ووصف جلالته مبادرة السلام العربية ب/ الإطار المثالي للمفاوضات السياسية بين العرب وإسرائيل/، لانها قادرة على تحقيق تسوية شاملة للنزاع العربي- الإسرائيلي بدءاً من إيجاد دولة فلسطين المستقلّة، صاحبة السيادة والقابلة للحياة التي تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل آمنة.
وأكد جلالته لميركل إن العمل المشترك بين العرب واوروبا سيوفر للفلسطينيين التفاؤل والأمل في حياة أفضل هم بأمس الحاجة إليها.
كما بحث جلالته مع ميركل الوضع في العراق، حيث عبر الجانبان عن شعورهما بالقلق تجاه أعمال العنف في العراق.
وأعاد جلالته التأكيد على التزام الأردن بالمساعدة في ضمان وحدة العراق واستقراره وأمنه.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية بحث جلالته مع المستشارة ميركل المساعدات التنموية التي تقدمها المانيا للمملكة ودور وكالات التنمية الالمانية في بناء القدرات المؤسسية الاردنية في مجالات المياه والبيئة والزراعة وغيرها، حيث عبر جلالته عن شكره والشعب الاردني لمساعدات المانيا التي تعتبر من اهم الشركاء التجاريين للاردن في اوروبا.
وعلى صعيد العلاقات بين المجموعات الاقتصادية الدولية، بحث جلالته مع ميركل إمكانية بناء علاقة مؤسسية بين مجموعة الدول الثماني ومجموعة الدول الإحدى عشرة التي تسعى لتحقيق النمو المستدام لتحسين مستوى معيشة شعوبها, وكان جلالته صاحب الفكرة في اطلاقها وتشمل بالاضافة للاردن ,هندوراس, والاكوادور, وجورجيا, واندونيسيا ,والمغرب ,وسريلانكا ,والسلفادور ,وبراغوي ,وكرواتيا ,وباكستان .
وشرح جلالته لميركل الاهمية التي تضعها هذه المجموعة على التنسيق مع مجموعة الدول الثماني ودعمها، قائلا ان هذه المجموعة ستعقد قمتها الثانية في البحر الميت في شهر أيار المقبل على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي.
وحضر المباحثات عن الجانب الاردني مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض الله ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي وعن الجانب الالماني الوفد المرافق والسفير الالماني في عمان كلاوس بيركهارت.
وفي تصريحات صحفية عقب اللقاء قال جلالته ان "الأردن يعتزّ بصداقته مع ألمانيا, كما ينظر الأردنيون باحترام وتقدير عميقين لألمانيا ونثمّن بصورة خاصّة مشاركة ألمانيا البنّاءة في استقرار وتنمية الشرق الأوسط على مدى السنين."
وردا على سؤال حول قضية البحارة البريطانيين المحتجزين لدى إيران، قال جلالته انه يأمل أن يحل الخلاف بين إيران وبريطانيا بأسرع وقت ممكن.
وحول علاقة إيران بعملية السلام، أضاف جلالته انه يأمل أن تتفهم إيران ان ما نسعى إليه هو تحقيق حلم الدولة الفلسطينية القابلة للحياة التي تعيش إلى جانب إسرائيل، مشيرا جلالته إلى أن دعم إيران مهم لتحقيق مستقبل أفضل للفلسطينيين والمنطقة.
من جانبها شكرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الأردن الذي أخذ على عاتقه القيام بجهود كبيرة في عملية السلام، قائلة أنها تتعاون بشكل مكثف وعميق مع جلالة الملك عبدالله الثاني على المستوى الثنائي وفي مجال السياسة الشرق اوسطية.
وأضافت أنها تبادلت وجلالته الآراء خلال المباحثات حول القمة العربية في الرياض وخاصة مبادرة السلام العربية، قائلة ان قمة الرياض يمكن ان تشكل خطوة إلى الأمام.
ووعدت ميركل بالنظر إلى المدى الذي يمكن فيه لمجموعة الثماني ان تدعم مجموعة الدول الإحدى عشرة، قائلة انه سيكون هناك لقاء بين المجموعتين وأن بلادها مهتمة بالتطور الاقتصادي في الأردن.
وقالت أنها ستؤكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت، خلال زيارتيها المقبلتين للأراضي الفلسطينية وإسرائيل، أنها مهتمة بإحياء عمل اللجنة الرباعية وتحمل مسؤولية عملية السلام مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية.
وأضافت انه يجب إحياء عملية السلام وتحريكها وخلق الثقة بين الإطراف، إلا أنها أكدت ان العملية السلمية بذاتها يجب ان تتم في الاساس بين الأطراف المعنية وان المجتمع الدولي يمكنه ان يساعد ويدعم ولكن يجب اولا تلبية شروط السلام وهي الشروط التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية.
ودعت ميركل كل أعضاء حكومة الوحدة الفلسطينية قبول المعايير التي وضعتها اللجنة الرباعية والتي قالت انها ستجتمع في الاسابيع المقبلة في المنطقة.
وقالت المستشارة الألمانية ان الاتحاد الأوروبي يساهم في تحسين اوضاع الفلسطينيين ويقدم مساعدات مالية لهم تجعلهم يؤيدون السلام مع إسرائيل.
وبينت أنها ستحاول ان تأخذ صورة عن الاوضاع خلال لقائها عباس واولمرت وما هي الإجراءات المطلوب السير فيها للوصول إلى الهدف النهائي وهو انشاء الدولة الفلسطينية.
عدد المشاهدات: 814
عدد المشاهدات: 814