الملك يلتقي الحاكم العام لأستراليا
كانبيرا - (بترا) - ركز لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني، والحاكم العام لأستراليا بيتر كوسغروف، اليوم الأربعاء في العاصمة كانبيرا، على أهمية تعزيز التنسيق بين الأردن وأستراليا في مجال العلاقات الثنائية، وحيال أزمات المنطقة ومستجداتها.
وتناولت المباحثات، التي عقدت بمقر الحاكم العام لأستراليا، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وعقيلة الحاكم العام لأستراليا، الحرب على الإرهاب، وتداعيات الأزمة السورية.
وأكد جلالة الملك والحاكم العام لأستراليا، في مباحثاتهما، التي حضرها سمو الأمير علي بن الحسين، وسمو الأمير هاشم بن الحسين، على القيم المشتركة التي تجمع البلدين وسعيهما لتحقيق السلام في العالم.
كما شددا على أن مواصلة وتقوية آليات التشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، سينعكس إيجابا على توطيد التعاون بينهما.
وجرى، خلال المباحثات، استعراض ما يتحمله الأردن من أعباء جراء استضافة اللاجئين السوريين، حيث أعرب جلالته عن تقديره لأستراليا لتقديمها الدعم والمساعدة للدول المستضيفة، ولا سيما المملكة، وبما يسهم في تخفيف أعباء اللجوء السوري عليها، وتمكينها من مواصلة تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم.
وفيما يتعلق بجهود محاربة الإرهاب، أكد جلالته أهمية مواصلة الجهود الإقليمية والدولية في التصدي للإرهاب وعصاباته، ضمن استراتيجية شمولية، للحفاظ على أمن واستقرار العالم أجمع.
وأقام الحاكم العام لأستراليا، وعقيلته، مأدبة غداء رسمية، تكريما لجلالة الملك وجلالة الملكة، حضرها سمو الأمير علي بن الحسين، وسمو الأمير هاشم بن الحسين، والوفد المرافق.
وفي كلمة لجلالة الملك، خلال مأدبة الغداء، أعرب جلالته عن سعادته لزيارة أستراليا، التي تعد إحدى الدول القيادية في العالم، مؤكدا عمق العلاقات بين البلدين، والحرص على تطويرها في جميع المجالات.
وأشار جلالته إلى خطر الجماعات الإرهابية على منطقة الشرق الأوسط والعالم، محذرا جلالته من موجة ثانية من أخطار هذه الجماعات في زرع العداوة والفتنة بين الشعوب والأديان المختلفة.
وأكد جلالته أن الإسلام هو دين السلام، ويدعو المؤمنين إلى احترام الآخرين، مضيفا جلالته "أن ديننا يعلمنا أن كل البشر متساوون في الكرامة، والقرآن يرفض الإكراه في الدين، ويأمر بالرحمة والمحبة".
وأعرب الحاكم العام لأستراليا بيتر كوسغروف، في كلمته الترحيبية، عن تقديره لزيارة جلالة الملك وجلالة الملكة إلى أستراليا، وعن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في توسيع مجالات التعاون بين البلدين.
وأشار إلى الرؤى المشتركة بين بلاده والأردن، خاصة فيما يتعلق في الحرب على الإرهاب، والاستجابة للأزمة الإنسانية، الناجمة عن تطورات الأوضاع في سوريا.
وقال الحاكم العام لأستراليا "تعد أوطاننا اليوم عنوانا للاحترام والكرم، حيث نحتضن جميع الشعوب بكل رحمة وتفاهم، وهذه هي القواعد التي تقوم عليها علاقاتنا الثنائية".
وتابع "تربط بلدينا علاقة شراكة في مختلف المجالات، كما تجمعنا العديد من القواسم المشتركة، والتي من شأنها زيادة عزيمتنا وتعزيز قوتنا، وسنستمر في شراكتنا وصداقتنا، مع الأردن، خلال السنوات القادمة".
وأكد تطلع بلاده إلى تعزيز علاقات التعاون مع الأردن في المجالات الأمنية والعلمية والاقتصادية والرياضية وغيرها.
وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، والسفير الأردني في أستراليا.
وجرت لجلالة الملك وجلالة الملكة مراسم استقبال رسمية، لدى وصولهما إلى مقر الحاكم العام، حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته، وحيته ثلة من حرس الشرف، وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والوطني الأسترالي، تبعها تدوين جلالتيهما كلمتين في سجل الزوار.
واستهل جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله زيارة الدولة لأستراليا، بزيارة النصب التذكاري للحرب في العاصمة كانبيرا، والذي يحظى بأهمية تاريخية تبرز تضحيات الجنود الأستراليين أثناء الحروب.
وجال جلالتاهما في أروقة معرض النصب التذكاري، الذي يضم أجنحة تمثل حقبا تاريخية، ومنها جناح يشتمل على بعض مقتنيات الثورة العربية الكبرى.
ووضع جلالة الملك إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول، ودون جلالتاهما كلمتين في سجل الزوار.
كما حضر جلالة الملك وجلالة الملكة، مأدبة العشاء، التي أقامها رئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تيرنبول، والسيدة عقيلته، تكريما لجلالتيهما والوفد المرافق.
وكان سمو الأمير فيصل بن الحسين أدى اليمين الدستورية، بحضور هيئة الوزارة، نائبا لجلالة الملك.
عدد المشاهدات: 2134