البخيت يفتتح ورشة عمل الاحزاب السياسية والانتخابات
اكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت اننا مقبلون على انتخابات نيابية يتطلع إليها كل الأردنيين وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني في أن تشكل مفصلا ديمقراطيا هاما وتجسيدا للنموذج الذي يرضاه جلالة الملك ويليق بتجربة الأردن العريقة في هذا المجال.
وشدد رئيس الوزراء على ان الحكومة ستقوم وانطلاقا من التزامها بالأوامر الملكية بإجراء الانتخابات بكل نزاهة ودقة، مبينا ان الحكومة تتطلع وبكل ترحيب واهتمام إلى دور مؤسسات المجتمع المدني ومشاركتها الفاعلة والمحفزة للمجتمع بكل قطاعاته على المشاركة في الانتخابات النيابية.
جاء ذلك في كلمة افتتح بها رئيس الوزراء اعمال الجلسة الافتتاحية لورشة عمل الاحزاب السياسية والانتخابات التي نظمتها وزارة التنمية السياسية في مدينة الحسين للشباب صباح امس ضمن برنامج/الانتخابات النيابية مسؤولية مجتمعية/يشتمل كذلك على تنظيم ورشتي عمل في التاسع والعشرين من الشهر الحالي بعنوان/دور المنظمات في الانتخابات/وفي الخامس من الشهر المقبل حول /دور الشباب في الانتخابات/.
وعبر البخيت عن السعادة لاطلاق برنامج المسؤولية المجتمعية في الانتخابات النيابية وان نفتتح ورشة العمل الأولى في هذا البرنامج والتي تأتي تحت عنوان"الأحزاب السياسية والانتخابات".
وبين ان هذا اللقاء يشكل انطلاقة لمجموعة من المبادرات والبرامج التي وضعتها وزارة التنمية السياسية في إطار سعي الحكومة في ترسيخ مفهوم الشراكة الإستراتيجية مع المجتمع ومؤسساته المختلفة سواء في تحديد الأولويات او الاحتياجات او التحديات عبر منظومة من البرامج والخطط والنشاطات وخاصة ونحن مقبلون على الانتخابات النيابية.
وقال البخيت..عندما نتحدث في إطار المسؤولية المجتمعية فإننا نتوقف عند جملة من المحاور المكونة لهذا المفهوم وارتباطها العميق بمفهوم التنمية السياسية والتي تعد الحراك الحقيقي للمجتمع والدولة، فالمسؤولية المجتمعية تعبر عن موقف ومسؤوليات وواجبات المجتمع من خلال مؤسساته المختلفة ولعل أبرزها الأحزاب السياسية والمنظمات والمؤسسات الأهلية بكل اهتماماتها وتخصصاتها، وان وسائل الأعلام تساند في مسؤولياتها ودورها في المجتمع دور الحكومة ومؤسساتها وتساهم أيضا في تنمية المجتمع وإحداث التنمية المستدامة الشاملة.
واكد رئيس الوزراء اننا نتطلع بان تسهم الأحزاب السياسية والمنظمات والمؤسسات الأهلية في وضع إجابات حول العديد من الأسئلة التي تطرح هنا وهناك حول بيان دور المجلس النيابي وأثره على حياة المواطن في المجالات كافة وكذلك حول لماذا نشارك في الانتخابات النيابية,وكيف نختار النائب وتحفيز الناخب وصولا إلى إيجاد مجلس نيابي قوي.
وقال إننا كحكومة نرى بان عمل وتعاون ورؤية الجميع سواء حكومة اومؤسسات مجتمع مدني تلعب دورا فاعلا ومؤثرا يشكل الأساس بل الركيزة الرئيسة لخلق ثقافة التنمية السياسية كثقافة مجتمعية مؤثرة ومهمة في تحريك اهتمامات ودوافع مختلف قوى المجتمع لمشاركة فاعلة وواسعة في الانتخابات النيابية مضيفا بان الشراكة بين مختلف قوى المجتمع هي شراكة تبادلية تعاضدية في تعزيز النهج الديمقراطي وارتباط كل ذلك بشكل وثيق ومتصل بالمسار التنموي المستدام.
واشار الى انه ووفق منظور الشراكة تلك فإننا نرى أن تكامل وتناغم الأهداف والنتائج رغم اختلاف السياسات والبرامج ومنهجية وأسلوب التفكير بين كل قوى المجتمع هي الطريق الأمثل والآمن لرؤية تنمية الأردن تنمية شاملة وحماية الانجازات المتحققة والسعي لتحقيق الطموحات التي يصبو إليها كل مواطن أردني في المدن وفي بلداتها وفي القرى والمخيمات والبوادي والأرياف.
وعبر عن تطلعه بكل اهتمام إلى مفاصل ومحاور النقاشات والحوارات ووجهات النظر التي ستتم من خلال ورش العمل المنبثقة من هذا البرنامج وكذلك إلى أوراق العمل والملخصات المقدمة من قبل الخبراء وأصحاب الاختصاص وأولها ورشة عمل اليوم تحت عنوان"الأحزاب السياسية والانتخابات "متمنيا أن يصل المشاركون فيها إلى محددات ومنطلقات تفعل وتحفز من المشاركة الحزبية في الانتخابات وتعكس أهمية البرامج ذات الرسالة الوطنية وكل ما يعزز من فرص توسيع المشاركة السياسية والاقتصادية للمواطن في صناعة القرار، وتدلل كذلك على مسؤولياته في ماسسة الثقافة المجتمعية التي تحمل وتحمي الانجازات التي حققتها وتحققها الدولة.
وقال رئيس الوزراء انه ومن خلال اطلاعي على برنامج ورشات العمل القادمة نجد أن هناك ورش متخصصة تناقش قضايا متصلة بدور الشباب المؤثر في الانتخابات وخصوصا ما يتصل بجوانب الاختيار الأمثل للمرشحين والانتخابات من منظور حقوق الإنسان والمجلس النيابي الذي نريد وكذلك دور منظمات المجتمع المدني والعملية الانتخابية ودور الإعلام والمنظمات النسائية في تأهيل المرأة المشاركة في الانتخابات.
وعبر عن ثقته بأن كل تلك المحاور التي ستناقش في الجلسات القادمة ستعزز من أهمية مرتكزات النهج التشاركي الذي يؤسس إلى بعد استراتيجي مؤثر وهام ضمن منظور وطني للشراكة الفاعلة بين مختلف مؤسسات المجتمع والدولة.
واكد الدكتور البخيت على اننا نعول اهمية كبرى على تحفيز الشباب ومشاركتهم في الانتخابات النيابية المقبلة تكريسا لمبدأ وثقافة المشاركة في صنع القرار ومعربا عن يقينه بان الشباب هم الاقدر على الخروج على الانماط الاجتماعية والتقليدية في عملية الاقتراع.
واكد البخيت أن إحداث ثقافة مجتمعية تعبر عن كل تفرعات المجتمع وتنويعاته ستحدث بالتأكيد التغيير النوعي للمشاركة السياسية والاقتصادية للمواطن ودوره في مأسسة منهجية التغير السياسي والاجتماعي الذي يؤسس لنهضة سياسية وديمقراطية مسؤولة في أهدافها ومنطلقاتها في سياق وطني.
وقال وزير التنمية السياسية الدكتور محمد العوران ان الوزارة قامت انطلاقاً من فهمها للعملية الانتخابية التي هي حق دستوري وواجب وطني باعداد خطة لمرحلة الانتخابات النيابية التي تهدف الى توسيع قاعدة المشاركة الشعبية.
وأشار الى ان برنامج المسؤولية المجتمعية في الانتخابات النيابية يهدف الى تحفيز المجتمع بقطاعاته كافة على المشاركة في الانتخابات وبيان دور المجلس النيابي وأثره على حياة المواطن في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتأكيد على أن المشاركة الفاعلة وكيفية اختيار النائب هي مسؤولية وطنية علينا احترامها.
واضاف.." علينا ان نتعامل مع الانتخابات النيابية من مفهوم الحق الدستوري والواجب الوطني ، فالوطن هو الأساس ،فأمنه واستقراره ضرورة وطنية وقومية وكرامته وحريته وشجاعته موروث انساني".
واكد ان الصوت امانة في عنق كل اردني شريف والامانة لاتباع ولا تشترى وعلينا جميعا العمل على اعدام هذه الظاهرة المتناقضة مع قيمنا واخلاقنا البعيدة عن افكارنا ومبادئنا..مشددا على ان المجلس النيابي المنتخب باسلوب ديمقراطي وبحرية ومصداقية هو الذي سيعكس الرؤية الشعبية الشريفة وهو الاقدر على المساهمة في تحقيق طموحات وامنيات ابناء الوطن العزيز.
وشارك رئيس الوزراء في جلسة عمل بالورشة ترأسها رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري نوقشت فيها ثلاث اوراق عمل الأولى بعنوان " كيف يمكن للاحزاب ان تشجع المواطنين على المشاركة " قدمها الدكتور مصطفى العدوان والثانية بعنوان " اهمية الاحزاب في مجلس النواب " قدمها محمود ارديسات والثالثة بعنوان " تقييم التجربة الحزبية في المجالس النيابية ".
واكد رئيس الجلسة رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري ان هذه الورشة تأتي في وقتها ومضمونها الصحيح لايماننا باهمية دور الاحزاب السياسية وتنميتها ومشاركتها في الانتخابات النيابية مضيفا ان الانتخابات النيابية وان كانت ليست القناة الوحيدة للعمل الديمقراطي فانها وبالتاكيد احد المكونات الاساسية لهذا العمل.
كما اكد اهمية ان لا تبقى النقاشات حول موضوع الورشة واثرها بين المشاركين فيها فقط بل يجب ان تنتقل الى الرأي العام الاردني لتتعزز لديه القناعات الحقيقية بدور الاحزاب.
وبين المصري ان الاجندة الوطنية التي ترأس فيها اللجنة السياسية وضعت مشروعا موسعا للاصلاح السياسي فضلا عن ترؤسه للجنة السياسية في هيئة كلنا الاردن والتي وضعت افكارا لتنمية العمل الحزبي وتعزيز مشاركة المرأة والشباب فيها.
وتشتمل فعاليات البرنامج على ثلاث ورش عمل على مدار الاسابيع الثلاثة وذلك ايام الاثنين من كل اسبوع بهدف تحفيز فعاليات المجتمع على المشاركة في الانتخابات اضافة لفعاليات الحملة الاخرى التي تنظم بالتعاون والشراكة مع منتدى شباب الاردن والمجلس الاعلى للشباب.
وناقشت ورشة عمل اليوم حول الاحزاب السياسية والانتخابات ثلاث اوراق عمل حيث تناولت الورقة الاولى التي قدمها عميد كلية القدس الدكتور مصطفى العدوان بعنوان " كيف يمكن للاحزاب ان تشجع المواطنين على المشاركة في الانتخابات" والتي دعا فيها الاحزاب الى وضع الاولويات الوطنية في صدارة اولوياتها وايجاد أطر وحدوية لتجاوز ازمة التشرذم والتجزئة مؤكداً ضرورة التعايش وبناء اسس التعاون بين الاحزاب السياسية والمؤسسات القائمة مثل/العشائر والنقابات والجمعيات والروابط والنوادي/اضافة الى خروج الاحزاب الى القرى والارياف والمخيمات بدل التركيز على ساكني العاصمة والمدن الرئيسة.
وطالب الدكتور العدوان الحكومة بوضع استراتيجية دائمة للدفع باتجاه المشاركة السياسية وفتح ابواب المؤسسات التعليمية والثقافية والرياضية للاحزاب لدعوة المواطنين للمشاركة في الانتخابات وتحمل الكلف المالية والنفقات المترتبة اضافة لفتح كافة المنابر الاعلامية امام الاحزاب.
واكدت الورقة الثانية التي قدمها اللواء المتقاعد محمود ارديسات بعنوان"اهمية الاحزاب في مجلس النواب" ضرورة تفعيل منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية لتحصين المجتمع والوصول الى مشاركة سياسية من خلال المؤسسات الديمقراطية.
وشدد ارديسات على اهمية اجراء حوار وطني داخلي شامل للاتفاق على قواسم مشتركة بين كافة قطاعات المجتمع بهدف تجاوز المرحلة الراهنة نحو الديمقراطية مبيناً ان الدولة الاردنية تحمل كافة المقومات لتجاوز المرحلة والمتمثلة بالارادة السياسية لرأس الدولة والقاعدة الدستورية المحفزة للتطوير والاصلاح السياسي اضافة للمجتمع الاردني الذي سيكون قادرا اذا ما اتيحت له الفرصة على انجاز المهمة.
وقال ان مساهمة الاحزاب السياسية ومن داخل مجلس النواب في انضاج التجربة الديمقراطية هي تحد للمجتمع بشقيه الرسمي والشعبي وتشكل مصلحة وطنية تسهم في تعزيز الامن والاستقرار.
وعرض الدكتور بسام العموش في الورقة الثالثة اهم محطات التجربة الحزبية في المجالس النيابية مؤكداً اهمية وجود احزاب قوية تحمل برامج واقعية نابعة من حاجات الناس وقابلة للتطبيق وذلك لافتقار تجربة النواب الحزبيين لخطط عمل واقعية.
وعرض الى اهم المحطات للاداء الحزبي في المجالس النيابية في مجالات التعديلات الدستورية والقانونية والمساءلة والمراقبة وطرح الثقة بالحكومات والوزراء اضافة لاداء النواب السياسي والاداري والاقتصادي
عدد المشاهدات: 939
عدد المشاهدات: 939