جلالة الملك يزور مدرسة للمكفوفين ويأمر ببناء جديد نموذجي لها
أمر جلالة الملك عبد الله الثاني ببناء مقر جديد لمدرسة نموذجية حسب المواصفات العالمية يخدم احتياجات المكفوفين ويعمل كمركز تدريبي لمعلمي هذه الفئة، بحيث يتم تصميمه بالتشاور الوثيق مع معلمي المدرسة ليلائم احتياجات هذه الفئة على الوجه الأكمل. جاء ذلك خلال زيارة قام بها جلالته وجلالة الملكة رانيا العبد الله الى مدرسة عبد الله ابن أم مكتوم للمكفوفين في ماركا ظهر اليوم وذلك كدأب جلالته طيلة شهر رمضان الكريم في تفقد أحوال أبناء شعبه والتواصل معهم. كما أمر جلالته باجراء صيانة عاجلة للمدرسة الوحيدة من نوعها في المملكة لخدمة المكفوفين في الصفوف من الأول الى السادس الابتدائي، وتوفير خمس حافلات جديدة للمكفوفين الذين يأتون اليها يوميا من عمان والرصيفة والزرقاء. وكدأب جلالته في الحرص على تقديم الأفضل والاستثمار في العنصر البشري الذي هو عماد ثروة الأردن، أمر جلالته القائمين على المدرسة بتقديم دراسة عن الدورات التي يحتاجها معلمو المدرسة وكادرها الاداري لاكتساب مهارات وخبرات نظرائهم في الدول المتقدمة في مجال التعامل مع المكفوفين. مدرسة عبد الله ابن أم مكتوم، الضرير حامل لواء المسلمين في معركة القادسية، أنشئت عام 1969 لتخدم احتياجات المكفوفين من جميع المحافظات وتوفر سكنا داخليا لهم وانتهى بها الأمر لتصبح مكانا يجمع صفة التدريب والتأهيل بمختلف مستوياته اضافة الى التدريس والايواء. ويدرس في المدرسة حاليا 144 طالبا منهم 27 طالبا في القسم الداخلي، بعدما لم يكن يقل في السنوات السابقة عن 45 طالبا داخليا، يقوم على خدمتهم معلمون مكفوفون ومبصرون، حيث تبلغ نسبة الطلاب الى المعلمين 4 الى 1 ونسبة الطلاب الى المعلمين والكادر الاداري 6ر2 الى 1 وهذه نسبة جيدة لهذه الفئة. وقال وزير التربية والتعليم الدكتور خالد طوقان إن الوزارة ستباشر باجراءات التصميم والتنفيذ مباشرة بالتعاون مع الديوان الملكي العامر كما أنها ستسرع في اجراءات طرح العطاء خاصة وان الارض متوفرة. وأكد الدكتور طوقان أن المفترض هو التوسع في الصفوف والسكن لخدمة طلاب المملكة لأن من غير العملي اقامة مدرسة للمكفوفين في كل محافظة. وقال مدير المدرسة ماجد زخال "طموحاتنا وإمكانات وطاقات كادرنا كبيرة ولكن الجدران ضيقة علينا وتعيق انطلاقنا". فالمدرسة تقوم بطباعة مختلف المناهج المدرسية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم من الصف الاول وحتى التاسع حسب طريقة بريل, وتعيره للطلاب المكفوفين والمعلمين والأهل المكفوفين للاستخدام المؤقت، بينما تتعهد جمعية الصداقة للمكفوفين بطباعة كتب الصفوف المتبقية. وتتراوح المؤهلات العلمية لمعلمي المدرسة من الدبلوم المتوسط الى الدكتوراه، وهم مؤهلون في مجال التربية الخاصة ولكنهم بحاجة الى مساعدي معلمين في مجال التربية الخاصة ليستطيع المعلمون، الذين يصل عدد المكفوفين فيهم الى 27 من أصل 35 معلما، السيطرة على الصف الذي يجب ألا يتجاوز عدد الطلاب فيه ثمانية طلاب. وقال رئيس قسم الطباعة ان لجنة لتكييف المناهج تضع أسس تعديل المناهج لتتواءم مع احتياجات المكفوفين وتعالج التحديدات التي تقيد استخدامهم للوسائل التدريبية في المناهج العادية مثل الاشكال والرسوم والالوان وتستعيض عنها بالوصف وباشياء أخرى ملائمة. وتحتوي المدرسة على قسم لضعاف البصر هو الأول من نوعه في المنطقة يساعد هذه الفئة على استخدام ما تبقى من بصرهم حتى تبقى وتنضج بالشكل المناسب وبالتالي حماية العين من الكسل وسوء الاستخدام والتوظيف. كما تحتوي على أول مختبر متخصص لتدريب المكفوفين على الحاسوب باستخدام الحاسوب الناطق تم فيه تخريج 31 معلما كفيفا بدورات رخصة قيادة الحاسوب الدولية /اي سي دي ال/. وقالت المشرفة التربوية الدكتورة شادن عليوات ان 98 طالبا في المدرسة لديهم بقايا بصرية, مبينة ان القسم الذي أنشئ بمساعدة من منظمة كريستوفل الالمانية لضعاف البصر يقوم بتدريب كوادر عربية من سوريا ولبنان واليمن وفلسطين ليقوموا بتأسيس مشاريع مماثلة في بلدانهم. ويعترف مدير المدرسة زخال والمشرفة التربوية بوجود نقص في مجال تأهيل الطلاب على المهارات الحياتية ومهارات التعرف والتنقل والتدريب الحسي. ففي مجال التدريب الحسي هناك حصة واحدة اسبوعيا ليتمكن الكفيف من استعمال حواسه الاخرى ويصل الى مرحلة الكفاية والقدرة على الانخراط في المجتمع بنجاح, ولكن لم تبدأ بعد عملية التدريب على المهارات الحياتية والتنقل رغم وجود المناهج. ويأمل زخال بوجود مشغل تدريبي في المبنى الجديد وكادر تربية خاصة يعمل على محاور التدريب الحسي والتنقل والحركة والتدريب الحسي والحاسوب. واشارت الدكتور عليوات الى مشروع لتدريب معلمين زائرين للتربية الخاصة في كل محافظة بحيث يكون كل معلم مسؤولا عن خمس مدارس للمكفوفين سيبدأ تنفيذه على موازنة السنة القادمة 2008. وبالفعل فان العزائم تأتي على قدر أهل العزم، فهذه المدرسة التي تمتلك موازنة ضعيفة ولكنها تمتلك الارادة لتخرج كوادر وطلاب مبدعين، وكل ما تحتاجه هو المال اللازم للاستمرار في تنفيذ طموحات القائمين عليها ليستطيعوا خدمة المكفوفين المصحوبين باعاقات أخرى ولانشاء مكتبة عامة ناطقة ومقروءة بطريقة بريل لتلبية الاحتياجات الثقافية للمكفوفين.
عدد المشاهدات: 759
عدد المشاهدات: 759