أجرى رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت مباحثات مساء اليوم مع رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي تركزت على اليات تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين وتطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والاوضاع في العراق. وأكد البخيت في كلمة القاها خلال جلسة المباحثات أهمية زيارة رئيس الوزراء الايطالي الى عمان والتي تأتي للبناء على العلاقات الجيدة التي تربط البلدين والتي تستمد زخمها من العلاقات القوية التي تربط جلالة الملك عبدالله الثاني بالرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو ورئيس الوزراء برودي. وعبر البخيت عن التقدير للمساعدات المستمرة التي تقدمها الحكومة الايطالية للاردن والتي مكنته من مواصلة السير في طريق التنمية والاصلاح..مبينا أن ايطاليا لعبت دورا رئيسيا في دعم تنفيذ المشروعات التنموية في العديد من المجالات التي تشمل التعليم والصحة والسياحة والبيئه. وقال..ان حجم التجارة والاستثمار بين البلدين ما زال ضعيفا وغير مقبول بالنظر الى المستوى الجيد للعلاقات في المجال السياسي..مؤكدا أهمية ايجاد وسائل واليات جديدة لتشجيع القطاع الخاص وازالة الحواجز التي تعترض التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين . وأكد البخيت..أن الاردن كان من أوائل الداعمين لعملية برشلونة منذ انطلاقتها عام 1995 واهدافها وغاياتها التي تشمل العمل سويا من اجل السلام والاستقرار وتعزيز الفهم والتسامح المشترك وايجاد ازدهار اقتصادي مشترك..مبينا أن الاردن يؤكد على التزامه بالشراكة مع الاتحاد الاوروبي وأهمية اتفاقية الشراكة كأطار مناسب لتعزيز الحوار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي مع الاتحاد الاوروبي . وفي الشأن السياسي أكد البخيت وجود مشاورات مستمرة بين البلدين وتبادل لوجهات النظر حيال جميع القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك..مشددا على أن الاردن وايطاليا لديهما نفس التصور فيما يتعلق بالتحديات الاقليمية وخاصة عملية السلام في الشرق الاوسط . كما أكد أن الاردن يدرك دور ايطاليا البناء في عملية السلام ومواقفها من خلال الاتحاد الاوروبي حيال النزاع الفلسطيني الاسرائيلي..مشيرا الى أن الاتحاد الاوروبي يتمتع بمصداقية عالية في المنطقة..وأن سكان المنطقة يرغبون أن يشاهدوا مزيدا من الاسهامات الاوروبية في حل مشاكل المنطقة..موضحا أن النزاع الفسطيني الاسرائيلي وهو القضية الرئيسية في المنطقة والسبب الرئيس لبقية المشاكل الاخرى في المنطقه. واضاف في هذا الصدد..يجب عدم الانتظار أكثر..وانه من الضروري استثمار الاجواء الحالية التي سادت بعد قمة شرم الشيخ واللقاءات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت لتحريك عملية السلام الى الامام ولتحقيق تقدم ملموس على هذا الصعيد خلال الاشهر القليلة المقبله. وقال..ان الوصول الى السلام والاستقرار في المنطقة يتأتى من خلال حل تفاوضي ينهي الاحتلال الاسرائيلي ويسمح باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وبما يتفق مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة ومبادرة السلام العربيه. وفي المسألة العراقية اكد البخيت..أهمية مسيرة المصالحة الوطنية بين مختلف أبناء المجتمع العراقي للقضاء على المشكلات الامنية وفي التأكيد على وحدة العراق وضمان عودته عضوا فاعلا في المجتمع الدولي . من جانبه أشاد رئيس الوزراء الايطالي بمستوى العلاقات بين البلدين..مؤكدا أهمية العمل على زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين الجانبين . واتفق الجانبان بهذا الصدد على تنظيم زيارة لوفد من رجال الاعمال الايطاليين للاردن للبحث في الفرص التجارية والاستثمارية المتوفره. كما أبدى برودي استعداد الاتحاد الاوروبي للعب دور أكبر في عملية السلام في الشرق الاوسط وصولا بها الى غاياتها المنشوده. واكد البخيت وبرودي في مؤتمر صحفي مشترك على تطابق وجهات نظر البلدين حيال الاليات الواجب اتخاذها لتطوير التعاون الثنائي بينهما وتجاه القضايا والمشاكل التي تواجهها منطقة الشرق الاوسط. وقال البخيت..اننا راجعنا بشكل كامل العلاقات الاردنية الايطالية حيث لدينا علاقات مميزة على المستوى السياسي وتحدثنا عن اليات تعزيز تعاوننا الثنائي. وعبر عن شكر الاردن للمساعدات التي تقدمها الحكومة والشعب الايطالي للاردن سواء كانت مساعدات مالية او فنية عبر السنين. كما اكد التزام الاردن بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي قائلا..اننا نعتقد بأن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي هي أفضل اطار لتعاوننا وتعزيز الحوار في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والثقافية وبما يسهم في ايجاد الازدهار في المنطقتين. كما تحدثنا بحسب البخيت وبشكل عام عن قضايا المنطقة وناقشنا عملية السلام واتفقنا على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لدفع الجانبين للتفاوض وبما يفضي الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل . وأشار الى أن المباحثات تطرقت كذلك الى الاوضاع في العراق ولبنان..مؤكدا أن موقف الاردن وايطاليا متطابق تماما حيث ندعم العملية السياسية والمصالحة في العراق ونؤكد أن على الحكومة العراقية العمل ليكون الجميع مشتركا في هذه العملية..كما طالبنا جميع جيران العراق بعدم التدخل في سيادة الشعب العراقي وهذا ينطبق ايضا على لبنان الذي نثق بقدرة شعبه على الحوار للخروج من الازمة التي يعيشونها . وفي رده على سؤال اكد البخيت..أن الدور الاوروبي وبخاصة الدور الايطالي مرحب به لمساعدة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للعودة الى المفوضات..مبينا أن جلالة الملك عبدالله الثاني عبر في مقابلة مع التلفزيون الاردني امس عن قلقه من الاوضاع على الساحة الفلسطينية ودعوته لجميع الفلسطينيين للعمل سويا بأسرع وقت..موضحا أن الرسالة من ذلك هو أنه اذا أردت من الغير مساعدتك فساعد نفسك أولا. من جانبه أعرب رئيس الوزراء الايطالي عن تقديره للخطوط السياسية التي وضعها جلالة الملك عبدالله الثاني وتركيزه على رسالة الاعتدال والحوار..مشيرا إلى رسالة عمان التي وصفها بأنها رسالة حوار وتعاون وسلام وتسامح بين الأمم. وقال..ان العلاقات بين الأردن والاتحاد الأوروبي ممتازة إلا انه علينا تطوير العلاقات خصوصا في مجالات التجارة والاستثمار. وأشار إلى الاهتمام الأوروبي في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة..معربا عن استعداد بلاده للتعاون فيما يخص إقامة قناة البحرين التي تربط بين البحرين الأحمر والميت. وأشار إلى المسألة العراقية وما يتحمله الأردن من أعباء جراء استضافة العراقيين ..معربا عن أمله بامكانية إعادة السلام إلى العراق وبناء العراق. وأعرب عن أمله بأن يسهم مؤتمر السلام الذي دعا اليه الرئيس بوش والمفترض عقده الخريف الحالي في دفع العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفيما يخص الملف النووي الايراني قال..نحن نشدد على ضرورة أن تلتزم إيران بشروط وقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذريه. وأضاف نحن نرى في التوسع النووي في المنطقة أمرا خطيرا إلا أننا نؤكد ضرورة عدم حل المشكلة حلا عسكريا ونأمل بحل ايجابي من خلال المفاوضات بين الوكالة وايران. وحول الانقسام الفلسطيني الفلسطيني حذر رئيس وزراء ايطاليا من تبعاته. وقال..انه سيؤدي الى عواقب سلبية على القضية الفلسطينيه. وحضر المباحثات عن الجانب الاردني وزراء الاشغال العامة والاسكان والعدل والتخطيط والصناعة والتجارة والسياحة والاثار وسفيرة الاردن في روما..وحضرها عن الجانب الايطالي الوفد المرافق لرئيس الوزراء برودي والسفير الايطالي في عمان .

---

عدد المشاهدات: 809