البخيت يحاضر في ملتقى بناة المستقبل
اكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ان الحكومة بدات باتخاذ جميع الترتيبات والاجراءات اللازمة لاجراء الانتخابات النيابية والبلدية العام الحالي وفقا للتوجيهات الملكية السامية للحكومة في تنفيذ الاستحقاقات الدستورية.وشدد البخيت في محاضرة له اليوم في ملتقى بناة المستقبل بعنوان" المشهد الاردني الداخلي"على عزم الحكومة للمضي قدما بتطبيق القانون فيما يخص اداء ديوان المحاسبة لدوره الرقابي على النقابات اسوة بباقي مؤسسات وهيئات الدولة والمجتمع.ولفت البخيت الى ان خدمة العلم ستعود هذا العام وفق شكل جديد يعتمد التدريب العسكري لثلاثة اشهر لكلا الجنسين الذكور في معسكرات الجيش والاناث في الجامعات الى جانب التدريب المهني للجميع.واكد رئيس الوزراء ان جلالة الملك يريد الاردن انموذجا في الديمقراطية عبر عدد قليل من الاحزاب تمثل جميع الاطياف السياسية وذات برامج تهم شرائح المجتمع مشيرا الى الحاجة الى مزيد من الوقت للانتقال من ثقافة الارتباط بالعشيرة الى الالتقاء حول الافكار والبرامج المختلفة.واشار البخيت الى ان قانون الاحزاب الجديد الان في عهدة مجلس النواب وان الحكومة اجتهدت في بنود هذا القانون ان من له راي حول القانون وبنوده ان يعمل مع مجلس النواب لاجل تعديلها.وحول الانتخابات البرلمانية والبلدية قال ان جلالة الملك عبدالله الثاني طالب الحكومة بالالتزام بالاستحقاقات الدستورية لافتا الى ان الحكومة ستجري حوارات مع جميع شرائح المجتمع حول قانون الانتخاب وان هناك خيارين لاجراء الانتخابات وهما اعتماد القائمة النسبية على مستوى المحافظة لتضاف الى الدوائر الانتخابية وتصغير الدوائر الانتخابية ليصبح لكل دائرة نائب.وبالنسبة للانتخابات البلدية رجح ان تجري منتصف العام الحالي بعد مئة يوم من مرور قانون البلديات في جميع مراحلة الدستورية.وفيما يتعلق بقانون المطبوعات والنشر اشار الى اهمية الغاء عقوبة التوقيف في قضايا المطبوعات والنشر وان ذلك يشكل تقدما في هذا المجال لافتا الى الضغوطات التي مارستها قوى مختلفة من المجتمع لاجل الابقاء على عقوبة الحبس في بعض القضايا.وبين انه لايمكن التعامل وفق مبدا اما الحصول على كل شيء او لاشيء في هذا الاطار وانه لابد من التدرج بتحقيق التقدم والمكاسب على القوانين المختلفة.وردا على سؤال حول تقرير المركز الوطني لحقوق الانسان اكد ان مجرد ظهور مثل هذا التقرير هو دليل على اجواء التسامح وحرية الراي في المجتمع الاردني وهي ظاهرة صحية ان تقدم مثل هذا التقرير مؤسسة هي بالاساس جزء من الدولة الاردنية.وعن عدم منح الجنسية الاردنية لابناء الاردنيات المتزوجات من غير اردنيين قال البخيت ان هؤلاء الابناء يحصلون على كافة الحقوق باستثناء الجنسية لاعتبارات تتعلق على وجه الخصوص بالحفاظ على القضية الفلسطينية وعدم افراغ الاراضي الفلسطينية من اهلهاوقال الدكتور البخيت ان هذا هو ما يؤكد الاردن عليه دائما الى جانب انه مطلب دائم من السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية.واوضح ان الاجراءات الاردنية تصب في هذا الهدف وهو الحفاظ الى القضية الفلسطينية بكافة ابعادها لاسيما الحيلولة دون افراغ الاراضي الفلسطينية من اهلها.واكد البخيت الاهمية القصوى للزيارة الحالية التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى الولايات المتحدة الاميركية لافتا الى ان جلالته هو الزعيم العربي الاول الذي تتاح له فرصة مخاطبة مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين منفردا في جلسة مشتركة.واضاف ان جلالته سيؤكد على ان نافذة الوقت المتاح لحل القضية الفلسطينية اخذ بالنفاذ وان كل ما تعانيه المنطقة من ازمات وصراعات ما هي الا اعراض للقضية المركزية في المنطقة وهي القضية الفلسطينية.ولفت الى دور وجهود جلالته البارزة برؤية الاعتدال وتنسيق المواقف العربية لاجل احداث التاثير المنشود في الغرب والولايات المتحدة حيال هدف مركزية القضية الفسطينية واولوية حلها وان هذا الجهد بدا يؤتي ثماره عبر عدة مؤشرات كتقرير بيكر هاملتون ازاء العراق وموافقة وزيرة الخارجية الاميركية رايس على مبدا مركزية القضية الفلسطينية.وفي الجانب الاقتصادي للزيارة قال البخيت ان جلالته يحمل على الدوام هموم المواطن الاردني وتحسين ظروف حياته المعيشية وانه سيلتقي خلال الزيارة القيادات الاقتصادية والشركات ورجال الاعمال والمستثمرين لحثهم على مزيد من الاستثمارات وشرح افاق الفرص التجارية والاستثمارية في الاردن. وحول جهود الحكومة للتنمية في المحافظات اشار البخيت الى ان موازنة العام الحالي هي موازنة محافظات بامتياز وانه لاول مرة يتجاوز حجم الانفاق الراسمالي في الموازنة حاجز المليار دينار.واكد بهذا السياق ان حل مشكلة الفقر على المديين المتوسط والبعيد تحتاج الى ثلاثة عوامل اساسية هي استمرار جذب الاستثمارات الخارجية بما يحقق خلق فرص عمل جديدة وتوطين التكنولوجيا واستمرار تحقيق النمو الاقتصادي بمعدلات تفوق ال " 6" بالمائة الى جانب ضبط النمو السكاني.وردا على سؤال حول السياسة الحكومية في تعيينات وظائف الفئة العليا اكد البخيت ان كافة التعيينات في عهد هذه الحكومة تمت عبر اجراءات ومعايير محددة انطبقت على كل متقدم لشغل الوظيفة العليا وان هذه الاجراءات محكومة بمبدا الشفافية في جميع الاوقات.وحول كيفية مواجهة ثقافة الارهاب اكد ان الحل هو بتعزيز ثقافة الاعتدال والوسطية والتسامح ومواجهة الكلمة بالكلمة والفكر بالفكر.وفيما يتعلق بما شهدته الاسواق من ارتفاع لاسعار السلع خلال الفترة الماضية اكد ان هذا الموضوع محط اهتمام ومتابعة الحكومة على الدوام وحرص الحكومة على استقرار اسعار السلع الاستراتيجية مشيرا الى ان الجهات المختصة حررت اكثر من عشرة الاف مخالفة باطار ضبط الاسعار. وردا على سؤال حول رفض النقابات لاداء ديوان المحاسبة دوره النقابي حيالها اكد البخيت ان الحكومة ستطبق القانون بهذا الاطار دون تردد عبر دخول ديوان المحاسبة الى هذا الجانب بطريقة غير مباشرة عبر مكتب تدقيق ليرفع تقريره النهائي الى ديوان المحاسبة الذي يمارس دوره الرقابي ايضا على الحكومة وكافة المؤسسات والهيئات في الدولة.وحول مشروع قناة البحرين اكد البخيت الجدية الكبيرة لتنفيذ هذا المشروع وانه تم تامين مبلغ " 10" ملايين دولار من اصل مبلغ 15مليون دولار للبدء بالدراسات الخاصة بتنفيذ المشروع الى جانب المضي قدما في تنفيذ مشاريع استراتيجية اخرى كمشروع جر مياه الديسي الى عمان. واوضح رئيس الوزراء في بداية المحاضرة ان المراقب للمجتمع الأردني يرى أنه يمر بمرحلة انتقالية صعبة تتشكل فيها أفكار واتجاهات الشباب للانتقال من طور القيود وتلقي الأوامر والتعليمات إلى طور الحريات والقدرة على التعبير نتيجة التطور السريع في جميع مجالات الحياة مؤكدا ان التغيير واقع حتمي وحركة طبيعية متواصلة لا سبيل لإيقافها أو منعها لأنها سنة من سنن الله في خلقه وكونه.وقال اننا ننتظر من الشباب أن يقدم إنجازات كبرى وخدمات عظيمة تجعل الوطن دولة حديثة وبلداً عصرياً يسير في ركب العالم المتحضر، وندرك إدراكاً متناميٍا ضرورة إدماج الشباب في التنمية والمشاركة في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم ، وتمكينهم بما يضمن اشتراكهم الكامل في المجتمع كشركاء متساوين وموثوقين. واضاف البخيت ان الحصول على الوظيفة الأولى لا يزال في بلدنا مشكلة رئيسية تواجه الشباب، فهم آخر من يوظف وأول من يفصل من العمل/فكان علينا أن نتعامل بتوزيع الفرص وفق منظور تكاملي يرى في توظيف الشباب مكملا لوظائف الراشدين وليس خطرا داهما ويأخذ بقضايا النوع الاجتماعي لإزالة الصورة النمطية السلبية للإناث من الشابات وتحقيق المساواة في أسواق العمل وإشغال المواقع القيادية.وبين رئيس الوزراء ان الحكومة تدرك ان من واجبها تدريب الشباب وتأهيلهم عمليا وفنيا وثقافيا لتعزيز انتمائهم للوطن والإحساس بالمسؤولية والدور المناط بهم كما انها على وعي بضرورة تقبل الشباب ونموه العقلي وتوزيع طاقاته وتفريغها بالترفيه والترويح وفي أنشطة بناءه0كما تدرك الحاجة إلى تحقيق الذات بما يعنيه من اختيار الشباب لدوره ومشاركته المجتمعية واستقلال الشاب في إطار الأسرة كمقدمة لبناء شخصيته المستقلة وتأهيله لاتخاذ قراراته المصيرية في الحياة0ولفت الى ان الانطباع الذي يترسخ لدى الشباب بأن عالم الراشدين أخفق في التصرف بما يُعزز افكارهم وطموحاتهم واحلامهم يدعو للإصغاء إليهم وإشراكهم بتعزيز الديمقراطية التشاركية ذلك أن إشراك الشباب يمكن أن يؤدي إلى تحقيق نتائج أحسن،وعلينا أن نساعدهم على تطوير مهارات صنع القرار والتفكير الناقد والتعامل مع الضغوط وحل المشكلات لتمكينهم من تشخيص الظلم والتحامل والتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان والفساد. واشار الى ان الشباب عانى منذ مطلع القرن العشرين في منطقتنا من قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية متناقضة، وكان للتيارات الدينية والقومية والإقليمية والحركات السياسية دورا مهما في التأثير بقيم الشباب الذين عاشوا مرحلة تناقض وازدواجية في الاتجاهات والسلوك حيث أدت تلك التناقضات إلى عزوف الشباب فيما بعد عن المشاركة السياسية.وقال اننا في الاردن دأبنا ألا نستسلم للفوضى التي تثيرها الخلافات السياسية في المنطقة، حتى لا تسقط حجج الاعتدال ويستشري التطرف وتنهار قيم التسامح .. وإلا .. سيتغذى التطرف بالتطرف ويخفت صوت المعتدلين المتسلحين بالإقناع.واضاف..وإن كان للتطرف إتباع فهم قلة وما دامت الغالبية من المجتمع يرتبون حياتهم في ظل مؤسسات تحتكم إلى القانون فهناك فرصة سانحة للتعايش والحوار والحالة الأردنية مثال لاعتدال يعبد الطريق نحو تعايش معقول بين الأديان والشعوب في المنطقة وإذا كان التطرف يسرع حركة الاحداث فبالاعتدال نصنع التاريخ ونبني نسقا سياسيا سويا يعيش فيه الجميع بهدوء وسلام وتنتهي فيه الحروب ويتأتى فيه تبادل الاعتراف بين الحانقين على الماضي وبين بناة المستقبل.وعبر عن تقديره للجهود التي يقوم بها ملتقى بناة المستقبل بالاهتمام بالناشئة والشباب من أجل جيل خلاق مبدع متسلح بالمعرفة والعلم والايمان بأمته ووطنه.وكان رئيس ملتقى بناة المستقبل عصام الزواوي نوه بحرص جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية الى ايلاء قطاع الشباب اهتماما خاصا وتاكيد جلالته المستمر على ضرورة تفعيل مشاركتهم في الحياة العامة على اساس انهم شركاء اساسيون في التخطيط لمستقبل الاردن باعتبارهم استمرارية الوطن وهم الاردن غدا وفرسان التغيير القادرون على احداث نقلة نوعية في مستقبل الوطن0وقال اننا نسجل للحكومة على انها حكومة برامج قابلة للتنفيذ وتعاملها بشفافية ووضوح مع مختلف القضايا الوطنية وفقا لاستراتيجيات وقواعد عمل0 واشار الى ان ملتقى بناة المستقبل داب منذ تاسيسه عام 1996 على العمل على بناء الشخصية الشبابية المؤسسة على وعي ثقافي وانتماء وطني واستيعاب لمعطيات العصر ومستحقاته0وبين الطالب محمد الخرابشة في كلمة باسم الشباب ان لقاءات جلالة الملك بالشباب والاستماع الى ارائهم وتطلعاتهم تاتي ايمانا من جلالته باهمية هذه الشريحة من المجتمع مما اسهم في تمكين الشباب من التغلب على الصمت والمساهمة على الدوام في الارتقاء الى مستوى تطلعات جلالته املا وعملا.
عدد المشاهدات: 1511
عدد المشاهدات: 1511