رئيس الوزراء يحاضر بجامعة مؤته
قال رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت..ان منطقتنا ككل تمر الان بمنعطف تاريخي حرج
يوشك بأن يكون مرحلة تحول كبرى قد تكون الاخطر والاكثر تعقيدا في التاريخ
المعاصر..مؤكدا أن مثل هذا المنعطف يستدعي الحد الاعلى من المسؤولية الجمعية والوعي
الدقيق بطبيعة التحديات وانعكاساتها..وهذه المسؤولية تتطلب أساسا وضوح الرؤية
وسلامة البوصله واضاف رئيس الوزراء في محاضرة القاها اليوم في جامعة مؤته..أن
رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني كانت الاوضح والاكثر قدرة على تشخيص الواقع..حيث
كان جلالته أول من دق ناقوس الخطر محذرا من خطورة التداعيات واثرها الكارثي على أمن
الاقليم واستقراره ومصالح ومستقبل شعوبه وقال الدكتور البخيت..انه وفي هذه
الظرف المعقد حدد الاردن اتجاهاته بوضوح ودقه وقررت القيادة الهاشمية التاريخية
موقف الاردن من التطورات وبرز الاردن بالتالي كاحد اركان الاعتدال في المنطقة
وكمنافح صلب عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية..بل ان جلالة الملك
الذي كان أول من حذر من مغبة تراجع الاهتمام الدولي بالملف الفلسطيني استطاع
بتحركاته النوعية ومصداقيته الدولية وامتلاكه زمام المبادرة ان يسهم بشكل كبير
باعادة الاهتمام الدولي لهذا الملف بالذات بعد ان اقنع العالم بأسره بدقة تشخيصه
وسلامة رؤيته وبأن القضية الفلسطينية هي عقدة قضايا المنطقة وبحلها حلا عادلا شاملا
يكون المجال رحبا وواسعا امام المبادرات الجدية التي تسعى لايجاد حلول حقيقية لسائر
القضايا والملفات الاخرى العالقه وبين رئيس الوزراء..أن الاردن ادرك مبكرا
بحكمة وريادة قيادته الهاشمية انه وفي مثل هذا الظرف الصعب لا يوجد امام الحكومات
والقيادات المعتدلة الا احد خيارين لا ثالث لهما..فاما ان تكون كبلد وككيان فاعلا
ومؤثرا في الاحداث..واما ان تكون موضوعا وساحة للاستحقاقات..والاردن اختار بالفعل
ان يكون مؤثرا بل ورائدا في التأثير لصالح القضايا العربية ولصالح استقرار هذه
المنطقة..وقد شهدنا معا في الاسبوع قبل الماضي كيف تحول الاردن الى قبلة عالمية
ولاعب اساس على صعيد تقديم ودعم الجهود الايجابية والمبادرات وتعزيز لغة ومنطق
الحوار والتفاهم واكد..ان الاردن اصر منذ البدايات الاولى على اهمية واولوية
الدور العربي في مواجهة الاستحقاقات حتى ان جلالة الملك حذر مبكرا من مغبة وخطورة
غياب هذا الدور..ووصف جلالته غياب الدور العربي بكلمات واضحة فصيحة عندما قال.."انه
يصل حد الخيانة في حال استمراره وتكريسه كأمر واقع"..وبالفعل نجح الاردن في الدفع
باتجاه وجود تنسيق عربي عال..وميزنا منذ اللحظة الاولى بين التنسيق كوسيلة حضارية
وضرورة قومية..وبين التمحور بوصفه اقرب ما يكون الى الردة الى زمن المحاور بكل ما
ترتب على ذلك الزمن من اخطاء وخطايا باهظة وبعيدة الاثر واوضح البخيت..ان اهم
ما يميز الخطاب الرسمي الاردني انه خطاب واضح وواحد ولا يحتمل اللبس..مشددا على ان
الاردن تقليديا لا يؤمن بفلسفة الخطابين ويرفض مبدأ أنصاف الحلول..مبينا نحن صادقون
مع انفسنا ومخلصون لامتنا..والاهم انه ليست لدينا أي مخاوف على هوية بلدنا
واستقراره ولسنا قلقين على كيانية الاردن وامنه..تلك مرحلة تجاوزناها زمان..والاردن
اثبت عبر كل المحطات الصعبة انه وطن الامن والاستقرار وان مسيرته مستمرة والعلاقة
التي تربط قيادته بشعبه هي علاقة عضوية استثنائية تقوم على اساسات متينة من الثقة
والولاء والايمان برسالة الهاشميين ودورهم التاريخي في قيادة النهضة وتحقيق
العداله وقال رئيس الوزراء لعل حرص جلالة الملك على مأسسه المشاركة وتوسيع
نطاقها وتحديد اطرها انما ياتي ذلك كله في باب الاستجابة الواعية الاحترافية
لاستحقاقات الاصلاح الداخلي بحيث لا تنعكس الاوضاع الاقليمية المتوترة من حولنا
سلبا على استمرارية مسيرة الاصلاح والتحديث..هذه المسيرة التي أطلقها جلالته منذ
مطلع العهد الجديد..ومن هنا جاءت ملتقيات كلنا الاردن لتعطي دفعة قوية مهمة لمسيرة
الاصلاح ضمن اطار عام قائم على مفهوم المشاركة الفاعلة وتحديد الاولويات والحرص على
مساهمة جميع شرائح وفعاليات وفئات المجتمع الاردني في رسم وتحديد ملامح
المستقبل وبين..أن مفهوم تمتين الجبهة الداخلية جاء عبر تشريعات وسياسات وأسس
واضحة استجابة لاستحقاق داخلي اصلاحي يقوم على اساس التوزيع العادل لمكتسبات
التنمية وتكريس الشراكة وتحديد المسؤوليات..وقد سعت الحكومة برا بيمينها امام جلالة
الملك للمضي قدما في تقديم المشاريع المطلوبة ووضع البرامج وتحديدها بمراحل زمنية
مع معايير دقيقة للقياس وتقييم الانجاز والمراجعة المستمرة وبما يكفل ان يمتلك
المواطن القدرة الفعلية على محاسبة الحكومة ومساءلتها على ما تحقق من
انجاز وقال رئيس الوزراء..لقد تحدثت سابقا وفي اكثر من موقع عن حكومات مسؤولة
مسؤولية تامة أي انها حكومات تحت المساءلة باشكالها واطرها المتعددة والمحددة وهذه
الحكومات المسؤولة لا يجوز ابدا ان تكون محصنة فالحصانة هي ضد المساءلة والحصانة
حصريا هي لجلالة الملك ولا يجوز ان يشاركه احد..هذا الحق الدستوري فالملك هو للجميع
واليه يلجأ المعارضون اذا تعسفت ضدهم الحكومات..وجلالته هو الحكم وهو
المرجع..وبالتالي لا يجوز ان تحتمي بهيبته الحكومات وتستقوي على الاخرين لان في ذلك
اخلالا بالمعادلة وهروبا من المساءلة والاعتراف بالاخطاء في حال حدوثهاوأعاد
رئيس الوزراء التاكيد على ان الاردن القوي المتماسك هو خير سند لامته وهو القادر
على الدفاع عن قضايا المنطقة وحماية مستقبل اجيالها القادمة والاردن القوي الذي
يريده القائد الرائد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هو الوطن الذي يشعر كل
مواطن فيه بالمسؤولية والشراكة والفاعلية في الشأن العام كما شدد على ان هذا
الوطن النموذج الذي يتساوى فيه الجميع امام القانون وتتحقق العدالة على صعيد
التنمية وتوزيع مكتسباتها هو الوطن الاقدر على بناء نهضته وتجاوز المراحل الصعبة
بثبات وارادة وعزيمة وامل بالمستقبل المشرق الواعد وكان رئيس الوزراء استهل
محاضرته بتقديم الشكر لجامعة مؤتة لاتاحتها المجال له للقاء هذه النخب المميزة من
ابناء الوطن في هذه المدينة الغالية الكرك والتي رفدت الاردن بخيرة الخيرة من
المخلصين الاوفياء وهي المدينة التي كانت لها دائما كلمتها في كل المعتركات الصعبة
وهي المدينة التي طالما وقفت على قلب رجل واحد في خندق الدفاع عن الاردن وخصوصيته
واستقلاله وأضاف رئيس الوزراء..في مؤتة بالذات وفي هذا الصرح التنويري الذي
يستمد لواءه من لواء الطيار الذي ما سقط رغم استشهاد صاحبه ويتمثل بشرى الرسول
الاعظم عليه الصلاة والسلام بعودة الكرار وحيث تجتمع الامال المفعمة بالمستقبل
المشرق البهي مع دلالات الاسم وعبق التاريخ المجيد في هذا المكان الخاص الخاص جدا
نلتقي اليوم في لقاء ارجو ان يكون اقرب الى المكاشفة منه الى المحاضرة بحيث نتحاور
معا حول تلك القضايا التي تشغل اهتماماتنا وتشكل بمجملها جانبا من الحوار الوطني
العام وأوضح رئيس الوزراء..أن الحكومة تقدمت اليوم بخطاب الموازنة الى مجلس
النواب معتبرا انها موازنة جيدة وتحتوي على ارقام غير مسبوقة حيث وصل مجموع
احتياطيات البنك المركزي من العملات الاجنبية ما قيمته 6 مليارات دولار وبلغ معدل
النمو خلال العام الحالي 6 بالمائة كما زادت صادراتنا الوطنية بنسبة 18 بالمائة
وتضاعف حجم الاستثمار عن العام الماضي بنسبة 300 بالمائة كما انه ولاول مرة ستبلغ
نسبة الانفاق الفعلي من النفقات الراسمالية ما نسبته 91 بالمائة 0 واشار بهذا
الصدد الى ان حجم النفقات الرأسمالية التي تتضمنها موازنة العام القادم تصل الى
مليار و 14 مليون دينار ستخصص معظمها لاقامة المشاريع المختلفة في المحافظات وخاصة
المحافظات البعيده وقال الدكتور البخيت..اننا ندرك بأن هذا التحسن في الاقتصاد
على المستوى الكلي لم ينعكس على مستوى حياة المواطنين ولذلك جاءت توجيهات جلالة
الملك عبدالله الثاني بضرورة ايلاء المشاريع التنموية في المحافظات اهمية اكبر وهو
ما تعكسه الموازنة في بند النفقات الراسماليه. وأعقب المحاضرة حوار شارك فيه
مجموعة من اساتذة وطلبة الجامعة بشقيها المدني والعسكري والعاملين فيها حيث اكد
رئيس الوزراء على ضرورة اعادة النظر بنظامنا التعليمي باكمله وليس فقط التعليم
الجامعي للمحافظة على الميزة النسبية التي يتمتع بها الاردن في هذا المجال مشيرا
الى ان اللجنة التي تم تشكيلها من اساتذة ومختصين محايدين لاعادة النظر بالنظام
التعليمي ستقدم توصياتها قريبا 0 وردا على سؤال بشأن العنف الذي تشهده بعض
الجامعات قال رئيس الوزراء..أن العنف الجامعي في احد ابعاده هو عدم قدرة النظام
التعليمي في احداث تغيير في منظومة القيم لدى الطالب الجامعي داعيا اساتذة الجامعات
الى فتح حوار مع الطلبة لايجاد الاسباب الحقيقية لهذا العنف ووضع حلول واقعية له
0ويرى عدد من طلبة الجامعة ان عدم وجود نشاطات كافية داخل الحرم الجامعي تسهم
في اطلاق الطاقات الابداعية للطلبة يخلق فراغا يؤدي الى العنف الجامعي في حين يرى
اخرون ان اقتصار قبول الطلبة في الجامعات المتواجدة في المحافظات البعيدة على طلبة
هذه المحافظات يسهم في انتقال الخلافات الشخصية بين العائلات في هذه المحافظات الى
خلافات بين طلبتها داخل الجامعات رئيس الوزراء وفي تعقيبه على هذا الموضوع
قال..أنا اؤيد ان تكون هناك ميزة نسبية لكل جامعة وان احد اهدافنا من التعليم
الجامعي هو الاختلاط الجامعي بين طلبة جميع المحافظات وبما يسهم في اكسابهم مهارات
جديدة اضافة الى التعليم الاكاديمي البحت 0وبشأن الدعم المقدم للطلبة الفقراء
في الجامعات قال رئيس الوزراء..ان الدعم الحكومي التقليدي الموجه للجامعات يستفيد
منه الطلبة الاغنياء والفقراء وهذا غير عادل اذ يجب ان يوجه الدعم للطالب المحتاج
فقط وهذا ما يستوجب رفع كفاءة صندوق الطالب الجامعي لضمان تحقيق هذا الهدف
0وكان رئيس جامعة مؤته الدكتور سليمان عربيات بين..ان الجامعة حققت منذ تاسيسها
عام 1981 عندما ارسى دعائمها له الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه من
الانجازات ما نفخر به وهي تنطلق اليوم بعزيمة راعيها جلالة الملك عبدالله الثاني
نحو افاق المستقبل لتواكب متطلبات العصر الجديد 0 واضاف..ان الجامعة استكملت
بعون الله ورعاية القائد وبهمة المنتسبين اليها بنيتها التحتية ومرافقها التعليمية
وقد تخرج منها ما يزيد على اربعين الف طالب وطالبة كما انها قدمت خدمات جليلة
للمجتمع المحلي واكدت حضورها بين شقيقاتها الجامعات الاردنية في مجالات البحث
العلمي والمشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعيه وعرض رئيس الجامعة جزءا من
الهموم والطموحات التي تسعى الجامعة لتحقيقها سواء في مواجهة التحديات المالية او
ضمان جودة التعليم او المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل وانخفاض
رواتب اعضاء الهيئة التدريسية وتسرب الكفاءات العلمية النادرة والمنافسة العالمية
بين الجامعات التقليدية وجامعات المستقبل 0 وفي نهاية المحاضرة تسلم رئيس
الوزراء من رئيس الجامعة درع اليوبيل الفضي لجامعة مؤته بمناسبة مرور 25 عاما على
تأسيسها
عدد المشاهدات: 1271
عدد المشاهدات: 1271