قال جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم أن الأردن وانطلاقا من مسؤوليته التاريخية والدينية سيستمر في بذل كافة الجهود اللازمة وعلى مختلف المستويات العربية والإقليمية والدولية لضمان عودة الاستقرار والأمن للعراق وتقريب وجهات النظر بين مختلف أطيافه السياسية وصولا إلى وفاق ينهي حالة العنف والاقتتال الطائفي الذي تعيشه البلاد. وأكد جلالته خلال لقائه نائب الرئيس العراقي /أحد كبار القيادات السنية العراقية طارق الهاشمي أهمية أن تنصب جميع جهود القوى السياسية العراقية نحو إيقاف التدهور الأمني الحاصل في العراق واعتماد الحوار سبيلا لحل الخلافات. ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود جلالته الحثيثة للا لتقاء مع مختلف الأطياف السياسية والدينية العراقية قبيل قمته المرتقبة مع الرئيس بوش يوم غد الأربعاء ولقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي . وشدد جلالته خلال اللقاء الذي حضره سمو الأمير علي بن الحسين ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض الله ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي على أهمية أن تشمل أي تسوية سياسية قادمة للوضع في العراق جميع فئاته، مشيرا إلى أن إقصاء أو تهميش أي طرف سيؤجج نار الفتنة وما يحمله هذا الأمر من فوضى وتدمير لشعب ومقدرات العراق. وأشار جلالته إلى أن العراق بحاجة لكل جهد مخلص للحفاظ على أمنه وسلامته ووحدة أراضيه وسيادته عليها وتجنيب شعبه الفرقة والانقسام. واوضح جلالة الملك ان على علماء الأمة الإسلامية بشيعتهم وسنتهم مسؤولية كبيرة للعمل على نزع فتيل الأزمة التي يواجهها العراق من خلال التوضيح بشكل قاطع أن ما يجري هناك من قتل وخطف هو انتهاك صارخ لمبادئ الإسلام الحنيف الذي يدعو للرحمة والتسامح. وحث جلالته القوى العراقية تركيز جهودها على هدف واحد وهو إنجاح مساعي المصالحة الوطنية، باعتبارها اللبنة الأساسية لإنقاذ العراق مما يواجهه وإبعاد شبح الحرب الأهلية وتعزيز ثقة الشعب العراقي بالمستقبل. من جانبه عبر الهاشمي عن تقديره لوقوف جلالة الملك إلى جانب الشعب العراقي في الظروف الصعبة التي يواجهها، مبينا أن الأردن كان على الدوام النصير الحقيقي للعراق والمدافع عن مصالحة ووحدة شعبه. يشار إلى ان جلالة الملك وفي اطار الجهود التي يقودها لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء في العراق سيلتقي يوم غد السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق . وكان جلالته التقى يوم أمس رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري وبحث معه تداعيات الوضع في العراق والسبل الكفيلة بإنهاء دوامة العنف التي تحصد يوميا المئات من أرواح الأبرياء.

---

عدد المشاهدات: 1309