جلالة الملك يستمع الى ردي مجلسي الاعيان والنواب على خطاب العرش السامي
وفيما يلي نص ردي مجلسي الاعيان والنواب على خطاب العرش السامي:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله العربي الهاشمي
الأمين
صاحـب الجلالة الملك الهاشمـي عبـد الله الثانـي ابن الحسيـن المعظم
حفظـه الله وأعـزه وأدام ملكه
يتشرف مجلس الأعيان أن يرفع إلى مقام جلالتكم السامي من الشكر وافره ، ومن الامتنان خالصه لتفضلكم بافتتاح الدورة العادية الرابعة لمجلس الأمة الرابع عشر بإلقاء خطبة العرش السامي . ولقد استمعنا بعقولنا وقلوبنا الى ما تفضلتم به جلالتكم ، برؤيتكم الثاقبة ، من تشخيص دقيق للتحديات الداخلية والخارجية الخطيرة ، وضرورة التصدي لها بمنتهى الجدية والمسؤولية . إن رؤية جلالتكم هذه النابعة من عزمكم وشجاعتكم ، وتصميمكم وإرادتكم ، وحكمتكم ونفاذ بصيرتكم ، لتشحذ في نفوس شعبكم الهمة للتصدي بقيادتكم لهذه التحديات ببسالة ، حفاظا على ما حققتموه جلالتكم لأبناء شعبكم الوفي من انجازات هي موضع فخرهم واعتزازهم وامتنانهـم ، فما كان الهاشميون يوما إلا حملة راية العز والبناء ، وصناع الخير ، وأهل العطاء الموصول لشعبهم وأمتهم ، وما كان الأردنيون إلاّ أهل العزم والوفاء والانتماء. صاحب الجلالة قائد الوطن إن ما تفضلتم به جلالتكم في خطبة العرش السامي هو مشعل نور يضيء الدرب لنا جميعا ، ويجلو عتمة ليل حلت في جوانب من وطننا العربي الكبير ، ويبدد غيوما كادت تلقي بثقلها في النفوس بسبب ما يجري في منطقتنا . وجاءت كلمات جلالتكم مجسدة لرؤية عميقة لحاضرنا ومستقبلنا ، ولتطلع جلالتكم نحو مستقبل زاهر وحياة أفضل لشعبكم الوفي لكم ووطنكم العزيز بكم ، ولعزمكم وقيادتكم الفذة لهذا الوطن العزيز حتى يبقى الأردن أولاً ، وأنموذجا لدولة القانون والمؤسسات والديمقراطية والعدل والأمن والاستـقرار واحترام حقوق الإنسان ، والمساواة وتكافؤ الفرص والتكافل الاجتماعي ، وترسيخ صورة ديننا الحنيف القائم على التسامح والوسطية . إن هذه الأركان هي أسس تمتين جبهتنا الداخلية وتعظيم الانجاز في شتى المجالات ، ومجابهة التحديات الداخلية والخارجية الخطيرة التي أشرتم جلالتكم إليها. صاحب الجلالة لقـد كان التوافق الوطني خلال ملتقيات " كلنا الأردن " تعبيرا حقيقيا عن إجماع الأردنيين على الثوابت الوطنية ، وعلى برامج العمل المطلوبة للمرحلة القادمة . ويؤكد مجلس الأعيان لجلالتكم بأنه لن يدخر جهداً في التعاون مع حكومة جلالتكم لتنفيذ هذه البرامج وانجاز حزمة التشريعات اللازمة لذلك ، وخاصة تلك المتعلقة بالأحزاب ، والبلديات ، والمطبوعات والنشـر ، والحصـول على المعلومات . وسنكون خير سند للحكومة من أجل تلبية الاستحقاقات الدستورية والسياسيـة القادمة ، وحماية حقوق الإنسان ، وتعزيز المشاركة الشعبية وخاصة قطاعي الشباب والمرأة في اتخاذ القرارات ، وترسيخ مبادئ المواطنة والانتماء ، وتعزيز استقلال القضاء ، وصون الحريات العامة ، واحترام رأي الأكثرية ، والالتزام بالشفافية ، والمحاسبة والمساءلة ومحاربة الفساد ، في إطار سيادة القانون ، على طريق النهج الديمقراطي الذي سار عليه وطننا العزيز بقيادته الهاشمية الحكيمة . جلالة الملك المعظم إن مجلس الأعيان يقدر عاليا جهد جلالتكم الدؤوب في التواصل مع اشقائنا العرب والدول الصديقة لما فيه مصلحة وطننا وأمتنا . ونقدر للمملكة العربية السعودية الشقيقة دعمها للأردن ، ونعتز بمواقفها الأخوية المشرفة .. كما نعبر عن شكرنا لأشقائنا في الخليج العربي على عونهم ومساعدتهم لنا في تخطي الصعاب ودعم المشاريع التي من شأنها تحسين مستوى معيشة المواطنين . وقد استقبل أعضاء مجلس الأعيان بترحاب كبير توجيه جلالتكم الحكومة للعمل على الارتقاء بمستوى الخدمات ومكافحـة الفقر من خلال هيئة التكافل الاجتماعي ، وتوسيع مظلة التأمين الصحي ، وتشجيع الاستثمار ، وتسريع عمليات الخصخصة ، وتحسين سوق العمل ، ودعم القطاعات الواعدة ، واعطاء القطاع الخاص الدور الأكبر في عملية التنمية . كما نعتز بالمبادرة الملكية السامية بالايعاز للحكومة ببناء المزيد من المساكن للفقراء وتخصيص أراض لهم ، وتأسيس مناطق اقتصادية في عدد من المحافظات . وكما أشرتم جلالتكم فان ثروتنا الحقيقية " هي الإنسان الأردني بما عرف عنه من قدرة على مواجهة التحديات وتحقيق الانجاز " . وهذا يتطلب استكمال برامج إعادة هيكلة القطاع العام ، وتخليصه من البيروقراطيـة والروتين ، ومواصلة النهوض بمستوى التعليم والتدريب للوصول الى مرحلة التوازن بين مخرجات التعليم والتدريب ومتطلبات الاقتصاد الوطني . صاحب الجلالة القائد الأعلى إن ما أنجزته قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية الكفؤة ، بقيادتكم ، في مختلف الميادين ، هو مبعث فخر واعتزاز لنا جميعا على الدوام . وان دعمها وتطويرها وتلبية احتياجاتها وتحديث إمكانياتها هو العنصر الأساس لتبقى مثالا في التميز والفاعلية ، ولتعزيز الأمن والاستقرار ، ولاستكمال مسيرة التنمية وتعظيم الانجاز والتحديث والتطوير . صاحب الجلالة قائدنا الغالي يغمرنا الفخر والاعتزاز ونحن نتابع هذا الحراك السياسي الفاعل الذي تقودونه جلالتكم حيث تشهد عاصمة ملككم الحبيبة نشاطا سياسيا مكثفا ، فغدت محطة هامة للجهود الدؤوبة التي تبذلونها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار ، وتعزيز فرص السلام في منطقتنا . وقد كان الأردن " العربي المسلم ، الهاشمي الضمير والوجدان " وفيا ، على الدوام ، لرسالة الثورة العربية الكبرى ، حريصا على النهوض بواجبه تجاه قضايا أمته العربية والإسلامية . ولم يأل جلالتكم جهدا من أجل دعم الأشقاء الفلسطينيين واستعادة حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة على الأرض الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية ومبادرات السلام العالمية .. وإننا نقف خلف قيادتكم صفا واحدا في رفض أي تسوية ظالمة للقضية الفلسطينية أو أي حل لها على حساب الأردن .. فالقضيـة الفلسطينية لا تحل الا على الأرض الفلسطينية . كما نشد على يد جلالتكم في الوقوف الى جانب الشعب العراقي الشقيق ، والى جانب وحدة العراق وسيادته وأمنه واستقراره . ولقد كنتم جلالتكم القدوة والمثل في مساعيكم المخلصة الخيرة من أجل لم شمل الأمة ، وبلورة موقف عربي موحد تجاه التحديات التي تواجهها ، ودعوة الأمة إلى مخاطبة العالم من حولنا بلغة واحدة وموقف واحد . كما تصديتم جلالتكم لكل محاولات الإساءة الى ديننا الإسلامي الحنيف ، ومجابهة حملات الظلم والتشويه التي يتعرض لها على أيدي فئة ممن ضلّوا السبيل من المتطرفين المسلمين وغير المسلمين ، وقدمتم للعالم صورته المشرقة حيث جاءت رسالة عمان انجازا خيِّراً على هذا الطريق ، فانتم عميد آل البيت الأطهار ، سليل الدوحة النبوية الهاشمية الشريفة . جلالة مولانا المفدى عاهدتم فأوفيتم العهد ، ووعدتم فأنجزتم الوعد ، وعملتم فأخلصتم العمل ، وما نـراه اليوم من انجازات مسيرة بناء الأردن العصري الحديث ، دولة المؤسسات والقانون والعدالة والديمقراطية والاعتدال ، هو ثمرة قيادتكم الهاشمية الفذة. إننا على العهد بأن نكون عند حسن ظن جلالة قائدنا بنا ، وان نكون خير عون وسند لحكومتكم الرشيدة لتحقيق رؤى جلالتكم ، وان يكـون منهجنا في التعامل معها قائما على مصلحة الوطن العليا وتحقيق الخير لأبنائه ، وان نكون دوما الجند الأوفياء لجلالة القائد ، وأن نكون " كلنا الأردن " . نضرع الى العلي القدير ان يحفظ جلالتكم بكل خير ، وأن يديم على أردنكم الغالي نعمة الأمن والاستقرار ، وعلى شعبكم الوفي الرخاء ورغد العيش ، وأن يصون مملكتكم الأردنية الهاشمية ومسيرتها الخيرة . والسلام على جلالة سيدنا المفدى يحفظه الله بعين رعايته ويؤيده بنصره المبين نص رد مجلس النواب: سيدي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني إبن الحسين المعظم أيده الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، بكل الفخر والاعتزاز ، يتشرف مجلس النواب الرابع عشر ان يرفع الى مقام جلالتكم بالغ الشكر وعظيم التقدير ، على تفضلكم بافتتاح الدورة العادية الرابعة ، وإلقاء خطبة العرش السامي ، والتي جسدت طموح سيد البلاد لمواصلة مسيرة بناء الأردن العصري الحديث . إن مجلس النواب ، إذ يعرب عن اعتزازه بقيادة سليل بيت النبوة عميد آل هاشم ، ليشرفه ان يضع بين يدي جلالتكم ، رده على خطبة العرش التي شحذت الهمم ، وأنارت الدرب وعززت الثقة . صاحب الجلالة ،، إن مجلس النواب يعاهدكم ان يسعى جاهداً لتحقيق طموحاتكم، مستلهماً من توجيهاتكم العزم للمضي قدماً ، نحو بلوغ ما تصبون اليه من رفعة وتقدم وازدهار للوصول الى الهدف الأسمى مؤكداً ان هذه الدورة ستشهد بعون الله وتوفيقه ، انطلاقةً فاعلة تذلل كل الصعـــاب والعقبات التي تحد من تسريع وتيرة الانجاز ، وصولاً الى أردن ينعم بالرفاه والأمن ، أردن هو واحة محبة وسلام ، على ثراه الطهور يعيش كل فرد متمتعاً بكافة حقوقه في ظل دولة القانون والمؤسسات ، التي تضمن لأبنائها العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص . ان مجلس النواب الرابع عشر ، يدرك حجم التحديات داخلياً وخارجياً، ويرى انها لن تنال من عزيمة الأردنيين والأردنيات ، الذين يستلهمون العزم من إرادة مليكهم حفظه الله ، كما يؤكد المجلس على رؤيتكم بأن المزيد من الانجازات وفي شتى المجالات ، يتطلب أجواء آمنة مستقرة . ومن هنا فإن المجلس عازم باذن الله ، على ان تكون هذه الدورة عملاً متواصلاً لإنجاز القوانين المعروضة على المجلس والتعامل مع استحقاقات المرحلة ، بكل الكفاءة والاقتدار.يا صاحب الجلالة ،،،
إن ملتقيات " كلنا الأردن " والتي تمت بمباركة جلالتكم ، وتحت عنايتكم ورعايتكم المستمرة ، وما أسفرت عنه من برامج عمل واقعية ، واتفاق على ثوابتنا الوطنية ، لدليل على صدق عزيمة أبناء هذا الشعب ، الذي يقف صفاً واحداً خلف قيادتكم الرشيدة ، وبرهان ساطع على تصميم كل فئات المجتمع وشرائحه ، على تحقيق الحياة الأفضل لأردن العروبة والمجد ، ولأبنائه حملة مشاعل الثورة العربية الكبرى ، فهم بحق ورثة رسالة نهضة الأمة وجمع كلمتها ووحدة صفها . وإننا لنؤكد يا صاحب الجلالة ، بأن مجلس النواب سيمضي داعماً ومؤازراً لتحقيق تلك الثوابت العظيمة والطموحات الكبيرة ، ولن يألو المجلس جهداً في دعم جهود الحكومة ومباركتها في مساعيها لتنفيذ برامجها التي رسمتها رؤية جلالتكم الحكيمة . يا صاحب الجلالة ،،نحن على يقين ، من أن الظروف المعيشية لأبناء شعبكم العظيم ، هي هاجسكم الدائم ومن هنا فسيعمل المجلس بكل طاقاته ، مشاركاً للحكومة لتحسين هذه الظروف ، ومن هنا سيكون المجلس " إن شاء الله" عند حسن ظن جلالتكم ، بما يطمح اليه من قوة إرادة وتصميم للعمل على صون الحريات العامة ، وتعزيز المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات ، مؤكداً على الاهتمام بقطاعي الشباب والمرأة ، والالتزام بمحاربة الفساد والمحسوبية، وتعزيز استقلال القضاء ، وصون الحريات العامة على طريق بناء الدولة الحديثة التي تتحقق فيها مبادئ سيادة القانون والشفافية والمساءلة ، الى جانب تطوير الموارد البشرية ، وترسيخ أركان الاستقرار المالي والنقدي . إن مجلس النواب يثمن عالياً مواقف الأشقاء في دول الخليج العربي حيال الأردن ، وبخاصة الأشقاء في المملكة العربية السعودية ، وتقديرهم لدوره الريادي في الدفاع عن حياض الأمة ومكتسباتها ، ليكون دعمهم للأردن رصاً لصف الأمة وجمعاً لكلمتها . يا صاحب الجلالة ،،لقد استقبل مجلس النواب توجيهاتكم السديدة للحكومة لتلبية كافة الاستحقاقات الدستورية والسياسية القادمة ، بارتياح كبير بما في ذلك اجراء الانتخابات وعدم انقطاع الحياة النيابية ، وان تأكيد جلالتكم على تعزيز وتمتين الجبهة الداخلية، وترسيخ مبدأ المواطنة والانتماء ، والحرص على حماية حقوق الانسان وضمان حريات الافراد والجماعات، وتفعيل دور الشباب في مراحل العمل والبناء ، يجسد أمامنا نهج القيادة الهاشمية في الحفاظ على مكتسبات الأمة ، وتحقيق الحياة الأفضل . ويؤكد المجلس على رؤية جلالتكم السديدة بضرورة الارتقاء بمستوى الخدمات ، وتشجيع الاستثمار ، ويبارك إعادة هيكلة القطاع العام ، وتخليصه من البيروقراطية والروتين ، فهما عقبة تسد الطريق أمام الطموحات التي ينشدها أردن الحداثة والبناء ، أردن الحضارة والمدنية ، غير ان مجلس النواب يرى ان السرعة في عمليات التخاصية خالطها بعض الاخطاء ، وان التروي بها ، والدراسة المعمقة لكل مؤسسة من المؤسسات المراد خصخصتها ومن كافة الجوانب ، يجنبنا بالضرورة هذه الاخطاء . ان المجلس يرى في توجيهاتكم للحكومة بضرورة استهداف الفقراء مباشرة في تخصيص الموارد المالية ، ابتسامة أمل ترفع عن كاهل المعوزين والفقراء ، ثقل المعاناة وتخفف عنهم من مرارة شظف العيش ، ويأمل المجلس أن تعمل الحكومة على تحقيق هذا الهدف النبيل بما في ذلك توفير المسكن الملائم لهذه الشرائح الكريمة .
ويرى مجلس النواب ان قرار الحكومة بقطع المعونة الوطنية عن عدد كبير من أبناء الشعب الأردني ، وجلَهُم من العاجزين والأرامل والايتام ، في الوقت الذي جرى فيه رفع أسعار المحروقات انسجاماً مع السعر العالمي لها ، وارتفاع اسعار السلع الأساسية لم يكن ملائماً ، ويأمل ان تقوم الحكومة باعادة النظر بهذا القرار الذي اتخذ دون الانتباه للظروف الاجتماعية والاقتصادية والمعاشية لواقع هذه الأسر ، التي كانت تستفيد من تلك المعونة ، مما سبب ارباكاً لها ولواقعها المعاشي الصعب ، بينما تجهدون جلالتكم دائماً لرفع معاناتهم وتحسين اوضاعهم يا صاحب الجلالة ،، إن مجلس النواب ليشارك جلالتكم الايمان بأن ثروة الأردن ، تكمن في إنسانه القادر على مواجهة التحديات وتجاوزها بكفاءة واقتدار ، ولذا فإننا نبارك كل خطوة من شأنها إعداد الإنسان القادر على الإبداع ، المتقن لعمله ، المميز في عطائه ، فتحقيق التوازن بين مخرجات التعليم الأكاديمي والمهني ، والنهوض في عملية التعليم والتدريب ، خطوات ضرورية لايجاد ذلك الإنسان . وحيث ان التعليم على جميع مستوياته هو استثمار بشري فعال فان المجلس يرى ان أي محاولة لرفع الرسوم الجامعية لن تخدم هذا الاستثمار ، وستحصره في فئة قليلة من القادرين مادياً ، ويبارك المجلس خطوات جلالتكم في نهجكم الدائم لتوزيع مكاسب الثروة والتنمية بعدالة على كافة محافظات المملكة ومناطقها إن توسيع مظلة التأمين الصحي عامل له أهميته في توفير الإستقرار للإنسان الأردني فهذا الاستقرار يدفعه للمزيد من العطاء في دوره الفاعل لتحقيق التنمية الشاملة التي ننشدها جميعاً ، وان الوصول الى التأمين الصحي الشامل ، سيكون عاملاً هاماً في تخفيف البطالة وتحول المواطنين عن السعي الى الوظائف الحكومية يا صاحب الجلالة ،، ستظل قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية موضع الفخر والاعتزاز ، فهي درع الوطن ورمز أمنه واستقراره ، وعنوان قوته ومنعته ، ولن يتوانى المجلس عن دعمها في توفير كل ما تحتاج اليه من وسائل وتجهيزات حديثة ، لتظل كما عهدناها القوة التي ترتد على صخرة صمودها ، كل سهام البغي والكيد ، وتتكسر على متنها كل نصال الشر والظلم.. واننا نرى ان اعادة العمل بخدمة العلم خطوة هامة لبناء الاجيال والشباب ، بناءاً متيناً فيتعلمون النظام والانضباط برعاية المؤسسة العسكرية ذات النظام العريق والجدية والانضباط . يا صاحب الجلالة ،، لقد شرف الله سبحانه هذا البلد بأن جعله وارث رسالة الثورة العربية الكبرى التي رفع رايتها المنقذ الأعظم الحسين بن علي طيب الله ثراه ، ولما كانت هذه الرسالة إرثاً تليداً يحمل الأردن مسؤولية الحفاظ عليه خلف قيادة الهاشميين الأطهار ، فإن المجلس يبارك جهود جلالتكم المتواصلة لدعم الأشقاء في فلسطين لاستعادة حقوقهم ، وإقامة دولتهم المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف . وننظر يا صاحب الجلالة بعين الرضا والارتياح ، وانتم تؤكدون لشعبكم الوفي ، أن الحل العادل لا يكون الا وفق الشرعية الدولية ، وإن الأردن يرفض أية تسوية ظالمة أو أية تسوية على حسابه ، ويؤكـــد المجلس على دعم الأردن لمبادرة السلام العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت عام 2003 . ويفخر المجلس بموقف جلالتكم القومي بالحرص على وحدة العراق وعروبته وسيادته ويدعم جهدكم المتواصل لإنقاذ العراق من محنته وسعيكم الدؤوب لتقريب وجهات النظر بين مختلف الاتجاهات والأطياف السياسية في العراق . يا صاحب الجلالة ،،إن المجلس يتابع جهودكم المستمرة في مواجهة التحديات الإقليمية التي تمر بها المنطقة من حولنا ، وسعيكم المستمر لبلورة موقف عربي موحد ، ومخاطبة العالم بلغة واحدة وموقف واحد ، فتلك التحديات تتطلب منا نحن العرب ، موقفاً يعكس وحدتنا ، وحدة الرؤية ووحدة القرار . يا صاحب الجلالة ،،
إن مجلس النواب إذ يفخر بتقديم الأردن لكل الاستحقاقات المترتبة عليه تجاه أمته العربية ، انطلاقاً من مسؤوليته القومية والتاريخية وانتمائه لعقيدته الإسلامية ، حيث تتشرف قيادته بنسبها للدوحة النبوية الشريفة ، وهذا النسب يرتب عليها مسؤوليات كبيرة تبدأ ببناء الانسان الواعي المنتمي لعقيدته والملتزم بها . معا يا صاحب الجلالة ، نتحمل هذه المسؤوليات التي تتمثل في نقل الصورة الحقيقية للإسلام الى العالم ، وتوضيح قضايا المسلمين ، فنحن الأولى بالدفاع عن العقيدة السمحة التي جاءت رحمة للعالمين ولن يكون ذلك فعالاً ، ما لم نقدم الصورة العملية للمسلم المنتمي لعقيدته والملتزم بها نعم يا صاحب الجلالة ، إننا معنيون تماماً بالتصدي لحملات التشويه التي يتعرض لها ديننا الحنيف على أيدي المتطرفين من جهلة المسلمين وغير المسلمين، اننا معنيون بتحديد القيم التي جاء بها هذا الدين الحنيف ، قيم التسامح والحرية واحترام الآخرين، معنيون بتبيان جوهر الإسـلام ، ومؤكـد ان رسالـة عمان تمثل ترجمة طيبة لهذا المبدأ يا صاحب الجلالة ،،يعرب المجلس لجلالتكم عن ارتياحه لما تم انجازه خلال عهدكم الميمون ، ويعاهدكم على المضي قدماً بعزيمة لا تعرف الكلل ، ولا ينال منها الوهن ، لتحقيق أهدافنا الوطنية التي تسعون لترجمتها الى واقع ملموس في حياة الأردنيين . معاً يا صاحب الجلالة ماضون ، ولن تثنينا بعون الله تحديات ، ولن تفت في عضدنا عقبات ، فقائدنا سليل بيت النبوة ، وأهدافنا سامية جليلة . وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " صدق الله العظيم حفظ الله الأردن وحفظ جلالة الملك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،م0 عبد الهادي المجالي
رئيس مجلس النواب
عدد المشاهدات: 1300