جلالة الملك يؤكد عدم حاجة المسلم للتضحية بهويته الاسلامية ليكون مواطنا صالحا
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن المسلم الذي يعيش في المجتمعات الغربية ليس بحاجة للتضحية بالهوية الإسلامية ليكون مواطناً صالحاً، أو التخلّي عن هويته كمواطن صالح ليكون مسلماً صالحاً.
وأوضح جلالته في خطاب عنوانه "رسالة سلام وتفاهم بين الشعوب" ألقاه في بلدية امستردام قبل ظهر اليوم ان الشريعة الإسلامية تحتم على المسلمين الذين يعيشون في بلدان مثل الدول الأوروبية التي يتمتع فيها المسلمون بالعدالة دون تمييز وبحريّة ممارسةِ طقوسهم الدينية، وحتى بالتعبير عن معتقداتهم في المنتديات العامة ،التقيد بقوانين البلدان التي يعيشون فيها، والخضوع لأحكامها.
واضاف مخاطبا أعضاء بلدية امستردام والقيادات المحلية والدينية في المدينة ان ملايين المسلمين يفعلون هذا،ويعيشون بسلام حياة منتجة لمصلحة المجتمع بأكمله وهذا في حدّ ذاته تعبير عن الإيمان.
ويذكر ان مليون مهاجر مسلم يعيشون في هولندا غالبيتهم من المغاربة والاتراك ومنهم العديد من اعضاء المجلس البلدي والقيادات المحلية في مدينة امستردام.
وأكد جلالته مسؤولية الجميع في الدفع باتجاه تفهم الاخر والا ستبقى الاجيال الشابة أهدافا لمن يسعون إلى تجنيد جيل جديد للتطرّف والخوف والشكوك والأمر يعود لنا لكي نرسل رسالة مختلفة، رسالة قوةٍ وثقة بقيمنا وإنسانيتنا المشتركة تقوم على الحديث النبوي الشريف القائل "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه".
وشدد جلالته على أن الإسلام يدعو الناس لكي يشاركوا بنشاط وفاعلية في الحياة العامة، وأن يبذلوا جهدهم لتحقيق كل ما هو
خير من أجل الجميع، مسلمين وغير مسلمين على حدّ سواء.. هذه هي خلاصة المواطنة الصالحة، في أي مكان في العالم.
وأشار في هذا الصدد الى تجربة تعايش المسيحيين والمسلمين جنباً إلى جنب لما يزيد على 1400 عام.. وما يزالون يفعلون ذلك حتى الوقت الحاضر ويتشاركون في تكوين مستقبل الأردن الذي يقوم على الاحترام المتبادل.
وعبر عمدة امستردام يوب كوهين عن شعور مدينته بالفخر لقبول جلالة الملك عبدالله الثاني الحديث في البلدية ليكون بذلك اول زعيم اجنبي يخاطب قياداتها من قاعة البلدية.
واضاف يوب ان رسالة جلالته ملهمة لجميع من يتساءل عن كيفية التعايش مع الاخر وافساح المجال له ليعيش الجميع بسلام
معا ويشعروا بالثقة بين بعضهم .
وقد قدم عمدة امستردام لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله نموذجا مصغرا لسفينة باتافيا التي بنتها هولندا
عام 1628 لتصل الى جزر الهند الشرقية ذهابا وايابا الا أنها لم تعد حتى أعيد بناؤها وافتتحتها جلالة الملكة بياتريكس
عام 1995.
عدد المشاهدات: 1311
عدد المشاهدات: 1311