مبادرات جلالة الملك في رمضان.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي حاول فيها عبد الكريم المعايطة ان يذهب إلى العمرة .. اغرورقت عيناه بالدموع وهو يقول "عبر ست سنوات ماضية كنت اجمع طوال العام ثمن العمرة، لكنه يتبدد من اجل ان ادفع ثمن أدوية لأولادي المعاقين، حتى شككت أنني محروم من رحمة السماء، بعد ان تقاعدت من الجيش منذ عشرين عاما".
يصمت لحظات ليقول .. "كنت يومها صائما والشمس تقترب من المغيب، حين جاء الهاتف"، قيل لي .. "الملك يعرف عن معاناتك، وحريص على تأمين احتياجاتك وقد أمر ان تذهب إلى العمرة على نفقة جلالته وبمعيته، بل وأيضا لك هدية مالية لأجل العيد" .. يضيف المعايطة .. "في البداية لم اصدق، اعتقدت ان احدهم يمزح، حتى أنني أعدت الاتصال بالرقم الذي طلبني لأتأكد ان الرقم في النهاية هو لمقسم الديوان الملكي الهاشمي".
وإذا كان عبدالكريم يروي مشاعره وهو يرتدي ملابس الإحرام – وهو واحد من مجموعة تشرّفت برفقة جلالة الملك وصحبته لهم لأداء العمرة هذا العام – فهو لا ينسى أبدا القفزات الحرة التي قفزها من الطائرات العسكرية خلال تدريبه في الجيش، ليضيف مبتسما.. "إنها هذه المرة قفزة روحانية حرة في رمضان ، لم احلم يوما ان أرى الكعبة".
قصة العمرة الهاشميّة لهذا العام يكمن سرّها في كرم الهاشميين وعطفهم على المكلومين من أبناء الأردن كما هو عطفهم الدّائم على المحتاجين وغير المقتدرين، وفي رحلة هذا الشتاء والصّيف يسدّ الملك عوز المساكين والمحتاجين وينصف المظلومين، فلا يذهب إلى العمرة إلا ومعه أناس من شعبه.
هذا العام اصطحب جلالة الملك عبدالله الثاني مجموعة من الأردنيين من مناطق مختلفة من المملكة من الكرك والزرقاء وعجلون ومخيم البقعة ومخيم الوحدات، واربد وعلى رأس المجموعة كان أبناء وذوو شهداء تفجيرات الفنادق ليعلّمنا جلالة الملك درساً في الوفاء والتضامن مع أهالي الضحايا ممن فقدوا أبناءهم وبناتهم وإخوانهم كمنصور ذنيبات، ومحمود الصعبي، ومحمد العمرو، وزياد زرقية، وصلاح الدين العمرو، وايهاب زرقية، وكرم خليل، بالإضافة إلى غير المقتدرين وأبناء الشهداء مثل: عبدالحليم الوحيدي من مخيم البقعة الذي خدم في الأمن العام منذ ثلاثين عاما، وعبدالكريم المعايطة من الكرك وهو متقاعد من الجيش العربي وأب لخمسة أبناء معاقين يعاني من فقر شديد وظروف قاسية، وحمد الخطاطبة من عجلون ولديه أيضا أبناء مصابين بإعاقات سمعية ويعاني من ظروف خاصة، وراشد الرشق من مخيم الوحدات، الذي يعاني من ظروف خاصة بالإضافة إلى حاتم حواتمة الذي جاء مكرما وهو نجل شهيد حيث استشهد والده مطلع الثمانينات في سلاح الجو.
عدد المشاهدات: 1350
عدد المشاهدات: 1350