جلالة الملك يحضر توقيع اتفاقيات استثمارية صينية في الاردن ويعول على قادة الاعمال لانجاح الشراكة بين البلدين
قال جلالة الملك عبد الله الثاني..إن الاردن والصين يبنيان شراكة منتجة ومجزية للطرفين..وان قادة الأعمال يعتبرون الأساس لإنجاح هذه الشراكه.
جاء ذلك خلال رعاية جلالته مساء امس لمنتدى الاستثمار الاردني في شنغهاي في الصين نظمته مؤسسة تشجيع الاستثمار الاردنية بالتعاون مع مجلس تطوير الصادرات والاستثمار الصيني الدولي والذي شهد جلالته فيه توقيع ست مذكرات تفاهم واتفاقيات استثمارات مشتركة بين مؤسسات وشركات صينية وأردنية لإقامة مشاريع استثمارية صناعية في الأردن بقيمة اولية تقارب 150 مليون دولار.
واضاف جلالته..إن الصين والأردن يسلكان مساراً ديناميكياً للإصلاح وان الأردن يتطلع إلى تجربة الصين باعتبارها أنموذجاً تنموياً هاماً.
ووصف جلالته مجتمع الاعمال الصيني بأنه "قناة لمزايا الاقتصاد العالمي" وليس دافعاً للنمو فحسب..مؤكدا دعمه لنشاط القطاع الخاص في الأردن ونجاحه.
واوضح جلالته لرجال الاعمال الصينيين..أن الاستراتيجية الوطنية الاردنية تستهدف مجالات رئيسية لتوفير الفرص وتحفيز النمو من خلال تدريب وتأهيل الموارد البشرية وإيجاد بيئة إيجابية للأعمال والارتقاء بالموقع المركزي الاستراتيجي للاردن في غرب آسيا لمساعدة مؤسسات الأعمال التي تتخذ من الأردن مقراً لها على الوصول إلى سكان العالم العربي والملايين غيرهم في الأسواق الرئيسية الأخرى.
وقال جلالته..ان المملكة تتعامل بروية وعزم للتغلّب على محدودية الموارد الطبيعية لديها من خلال إدارة أفضل للموارد المائيه، وزيادة الكميات المورّدة منها بواسطة عمليات التحلية، في الوقت الذي تعمل فيه على توفير موارد جديدة للطاقة الشمسية، والطاقة التي تولدها الرياح، والطاقة النوويه.
وأكد جلالته تطلعه الى "مشاركة الصين وشراكتها في بناء المستقبل الذي نرجوه للأردن"..معلنا لرجال الاعمال الصينيين أن مؤسسة تشجيع الاستثمار الأردنية ستفتتح مكتباً لها في بكين.
واعرب جلالته عن ثقته بأن هذا المنتدى سيفتح آفاقا جديدة امام الشركات الاردنية والصينية للنمو والازدهار بما ينعكس بالفائدة على الشعبين الاردني والصيني.
من ناحيته قال رئيس مجلس تطوير الصادرات والاستثمار الصيني الدولي سن فو رونغ..ان الاردن والصين دولتان لهما تاريخ عميق وثقافة راسخه.
واضاف..ان الصداقة بين البلدين والشعبين عميقة ومتجذرة وان التطور في البلدين يسير على نفس النسق.
وأكد..ان التعاون ينمو ويتجذر بشكل جيد وحجم التجارة يزداد باضطراد منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل ثلاثين عاما.
كما استعرض رونغ تجربة شنغهاي في اجتذاب الاستثمارات الاجنبية وتوفير حاضنات للاعمال ذات التكنولوجيا العاليه..مشيرا الى ان المدينة تسعى الى ان تكون مركزا دوليا للتجارة والاقتصاد والنقل البحري بحلول العام 2010.
وخلال المنتدى الذي حضره بمعية جلالته سمو الاميرة راية بنت الحسين ومدير مكتب جلالته الدكتور باسم عوض الله ووزير الصناعة والتجارة سالم الخزاعلة ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باسم الروسان والسفير الاردني في بكين انمار الحمود وعدد كبير من مدراء كبريات الشركات الصينية ورجال الاعمال في الاردن والصين..شهد جلالته توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة (زد تي اي) العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
واتفق الفريقان في المذكرة التي وقعها وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باسم الروسان والمدير التنفيذي للشركة جانغ تايفنغ على إنشاء فريق عمل مشترك لإعداد دراسة متخصصة حول قطاع الاتصالات في الأردن لدراسة امكانية إقامة الشركة الصينية مصنعا متخصصا لتكنولوجيا الاتصالات في الأردن يستهدف السوقين المحلي والإقليمي.
كما وقع المدير التنفيذي لشركة تطوير الشمال رامي قسوس والرئيس التنفيذي لمؤسسة مجمع شانغهاي جانغ جيانغ للتكنولوجيا العالية غوبنغ كشو اتفاقية توأمة بين منطقة اربد الاقتصادية التنموية والمجمع الصيني من أجل التعاون في مجال الاعمال والتكنولوجيا في مختلف المجالات من بيانات ومعرفة تقنية وتدريب وتعليم وبحث علمي.
يذكر ان مجمع شنغهاي يتكون من منطقة للابداع التكنولوجي ومنطقة للصناعات التقنية العالية ومنطقة للبحث العلمي والتعليم ومنطقة سكنيه..وفي نهاية 2005 استطاعت المؤسسة انتاج 4297 شركة جديدة وجذبت استثمارات اجنبية بقيمة تتجاوز 13 مليار دولار.
أما الاتفاقية الثالثة فتتعلق بالبدء في إقامة مصنع للسيارات في الأردن برأسمال مبدئي قدره 31 مليون دولار في المرحلة الأولى ليصل إلى أكثر من 50 مليون دولار في السنة الخامسة من بدء الإنتاج الفعلي.
ووقع الاتفاقية رئيس مجلس إدارة شركة إياس لتصنيع السيارات مازن خيري إياس ورئيس مجلس إدارة شركة (زد اكس اوتو) روبرت يو.
ويذكر ان الشركة تصنع سنويا 110 الاف باص ولديها مصنعان للاليات ومركز للبحث والتطوير وحصلت على شهادات في سلامتها البيئيه.
وتتعلق الاتفاقية الرابعة بإقامة مصنع متخصص لصناعة عدادات الطاقة بغرض التصدير إلى دول المنطقة بحجم استثمار يصل إلى 11 مليون دولار.
ووقع الاتفاقية المدير التنفيذي لشركة أبو طير للأعمال الكهربائية ومقرها المملكة العربية السعودية المهندس عبد الرحمن أبو طير ونائب رئيس مجلس إدارة شركة هولي للعدادات Holley Metering الصينية جينغ هايكسياو Zheng Haixiao .
أما الاتفاقية الخامسة فكانت مذكرة تفاهم وقعها المدير التنفيذي لشركة ريجنال ماركت كومباني عماد شخاترة والمدير التنفيذي لشركة " First Moutain Group " الصينية (هوا لين شين) لإنشاء ثلاثة مصانع متعددة الأغراض في منطقة القطرانة تختص بصناعة الأنابيب البلاستيكية والألواح الجبسية والحجر الحراري باستخدام أحدث معايير التكنولوجيا برأسمال 50 مليون دولار.
وتتعلق الاتفاقية الاخيرة التي وقعها محمد القلم رئيس مجموعة محمد القلم لتصنيع السيارات ومدير عام شركة جيانغكسي كاما للباصات Jianxi Kama Business Bus Company الصينيةعلى إنشاء مصنع لتجميع الحافلات في الأردن كمرحلة أولى ثم وسائط الشحن في المرحلة الثانية بحجم إستثمار إجمالي 70 مليون دولار.
من جانبه قال المدير التنفيذي لمؤسسة تشجيع الاستثمار الدكتور معن النسور..إن توقيع هذه المذكرات والاتفاقيات سيساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة لانه سيؤدي الى نقل التكنولوجيا المتقدمة والمعرفة التقنية وتوفير فرص العمل للأردنيين.
وأوضح في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية (بترا)..إن الاستثمارات الصينية الجديدة في المملكة مؤشرات ايجابية لإمكانية ارتفاع أحجام التبادل التجاري والاستثمارات الصينية مستقبلا في الأردن.
وكان الدكتور النسور قدم عرضا حول المناخ الاستثماري في الأردن أمام مائتي مشارك من رجال الأعمال والمستثمرين الصينيين قال فيه إن الأردن استطاع بناء بيئة استثمارية مواتية ومشجعة للاستثمار، تمكن من خلالها عدد كبير من المستثمرين من مختلف دول العالم من بناء قصص نجاح فيه، مؤكدا أن هناك المزيد من الفرص الاستثمارية وان الحكومة الأردنية عازمة على مواصلة الجهود المبذولة لتطوير البيئة الإستثمارية من أجل التأكد من قدرة المشاريع الإقتصادية على تحقيق أهدافها.
واستعرض الدكتور النسور الخطوات الكبيرة التي حققها الأردن وفرص الاستثمار المشترك والمشاريع التي يمكن لرجال الأعمال من البلدين إقامتها في مجالات الصناعات الكهربائية والالكترونية، والمركبات وقطعها، الطاقة البديلة، ومواد الإنشاءات والبحث والتطوير، والصناعات التعدينية، والسياحية، والمشاريع الطبية والتقنية الحيوية، والأدوية، وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات، والنسيج، وفي مجال تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الكبرى المقرر تنفيذها في الأردن.
يذكر ان وزير الصناعة والتجارة سالم الخزاعلة وقع مساء أمس اتفاقية بين مؤسسة تشجيع الاستثمار وبنك التنمية الصيني في بكين تهدف إلى التعاون في مجال الإرتقاء بالإستثمارات المتبادلة في مختلف المجالات، حيث أن بنك التنمية الصيني هو الذراع التمويلي للحكومة الصينية ويقدم التمويل اللازم للشركات الصينية العاملة في الصين والعالم.
وتهدف المذكرة التي وقعتها مؤسسة تشجيع الاستثمار وبنك التنمية الصيني إلى تسهيل مهمة الشركات والمؤسسات الأردنية والصينية التي ترغب بالإستثمار في البلدين، وتحفيز الاستثمارات المتبادلة وتشجيع وتسهيل استثمارات مواطني البلدين فيهما في جميع المجالات.
وكان الاردن والصين وقعا اتفاقية للحماية وتشجيع الإستثمار المتبادل في عام 2001، ساهمت في دخول استثمارات صينية إلى الأردن إستفادت من قانون تشجيع الإستثمار وبلغت قيمتها حوالي 100 مليون دولار أمريكي.
عدد المشاهدات: 719
عدد المشاهدات: 719