جلالة الملك وجلالة الملكة يعودان الى ارض الوطن
عاد جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله الى ارض الوطن يوم الخميس بعد زيارة استغرقت عدة ايام للولايات المتحدة الاميركية القى خلالها جلالته امس خطابا تاريخيا أمام الكونغرس الاميركي يذكرهم فيه بقيم العدالة والحرية للمضطهدين التي قامت عليها بلادهم ويطالبهم بالعمل على تحقيق العدالة والحرية لاحد اقدم الشعوب المضطهدة في العالم الان"الشعب الفلسطيني".
وخلال هذا الخطاب الذي جاء في اليوم الاخير لزيارة جلالته للولايات المتحدة التي تضمنت لقاءات مع اركان الادارة الاميركية بدءا بالرئيس جورج بوش مرورا بنائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس وضع جلالته أمام ممثلي الشعب الاميركي العرض العربي للسلام والمتمثل بالمبادرة العربية عام2002 التي تنص على سلام عربي-اسرائيلي شامل وتطبيع للعلاقات بين العرب واسرائيل وضمانات امنية للجميع مقابل الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية عبدالاله الخطيب الذي رافق جلالته في الزيارة ان القاء الخطاب حدث مهم في تاريخ العمل السياسي العربي فهو فرصة تاريخية لنا كاردنيين وعرب للعمل لصالح العرب والقضية الفلسطينية.
ونسب الخطيب الى رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوزي قولها خلال لقائها جلالة الملك عقب الخطاب ان جلالته ارسى معايير عالية جدا لمخاطبة الكونغرس لمن يتبعه من القادة.
البعد والتأييد العربي لهذا الخطاب أكده السفير المصري في واشنطن نبيل فهمي الذي قال ان الرسالة المهمة التي وجهها جلالته الى الكونغرس والمتمثلة بان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في الشرق الاوسط هي عربيا رسالة سليمة وصحيحة وقوية وواضحة وعلى الصعيد الاميركي كانت الرسالة مفيدة جدا.
واوضح فهمي لوكالة الانباء الاردنية"بترا"ان الرسالة الملكية مهمة ليس من حيث المضمون فقط بل ومن حيث التوقيت كذلك فهي تأتي الى كونغرس جديد عليه ان يتفاعل أو يقرر كيف يتفاعل مع ادارة جمهورية تحاول ان تستشعر اذا كان بالامكان تحقيق تقدم على جبهة السلام ويساعدها اذا قررت التحرك.
وشدد السفير المصري على ضرورة التفاعل المستمر مع الساحة الاميركية لانها ساحة جدلية قائل "واذا لم نحضر نحن سيحضر غيرنا".
من جانبه قال السفير البحريني في واشنطن ناصر البلوشي لـ"بترا" ان جلالة الملك سباق في مجال دفع عملية السلام، فهو يفهم العقلية الغربية وكيف يتحدث معهم معبرا عن سروره عما سمع من خطاب جلالته حول القضية الفلسطينية ومركزيتها وضرورة حلها لتحقيق الاستقرار والامن والسلام في الشرق الاوسط.
التأييد العربي لخطاب جلالته امام الكونغرس وسعيه لتحريك عملية السلام لم يقتصر على الجانب الرسمي العربي ففي لقاءات مع ممثلي المنظمات العربية والاسلامية الناشطة في الولايات المتحدة عقب لقائهم مع جلالة الملك بعيد خطابه في الكونغرس عبر هؤلاء الناشطون عن ارتياحهم وتقديرهم لرسالة جلالته وللدور الذي يلعبه.
رئيس المعهد الاميركي العربي جيمس زغبي قال ان الرسالة التي وجهها جلالته للكونغرس قوية وشجاعة فهي قد تكون ذكية بالنسبة للعرب ولكنها بالنسبة لاميركا قوية.
ووصف زغبي الطريقة التي سار بها جلالته في عرض قضيته بالذكية فجلالته ابلغ الاميركيين انه اذا استطاع ان يحرك المسيرة فهل ستلتحقون بنا؟مشيرا الى الجدية التي قدم بها قضيته وكيف استمعوا الى قوة وجدية رسالته بكل اهتمام.
وقال زغبي..//الناس يسمعون السياسيين عادة ما يحبون سماعه ولكن الملك ابلغهم ما لا يحبون سماعه واعتقد ان الرسالة وصلت اليهم//.
وحول مدى تفاؤله بما يمكن ان يحدث اجاب زغبي انه واقعي يعلم ان هناك تحديات صعبة علينا ان نواجهها كعرب بالعمل الجاد وبالقيادة الشجاعة اما اذا لم نواجهها فسيسوء الوضع.
من جانبه أكد المدير العام لمجلس العلاقات الاسلامية الاميركية نهاد عوض ما ذهب اليه الزغبي قائلا//ان السياسيين الاميركيين غير معتادين على سماع هذا الخطاب الصريح وقد سمعوه باهتمام من صديق وحليف يعتبر "قائدا مهما ومفصليا في المعادلة العربية الاميركية وفي الشرق الاوسط كذلك//.
ووصف عوض خطاب جلالته بالخطوة المهمة الا انها تبقى الخطوة الاولى ويجب متابعتها فهذا الخطاب اختبار للادارة الاميركية ومدى جديتها هي والطرف الاسرائيلي في تحقيق السلام في المنطقة معربا عن امله في ان يحول هذا الخطاب التاريخي الى سياسة اميركية ويكون فرصة للمراجعة والتغيير في السياسة الاميركية باتجاه التوازن بين المصالح الاسرائيلية والفلسطينية وهو ما كان من المحرمات في الكونغرس.
وأكد عوض ان الخطاب والنقاط التي تحدث بها جلالته لممثلي المنظمات العربية والاسلامية سيعتبر قاعدة جديدة في الخطاب الذي تستعمله هذه المنظمات مع المجتمع الاميركي وطريقة تعاملها معه.
وعلى صعيد متصل قال رئيس فريق العمل الاميركي من اجل فلسطين زياد العسلي ان على الفلسطينيين وقياداتهم ان يعرفوا ان هناك فرصة حقيقية تجعل القضية الفلسطينية قابلة للحل قبل نهاية ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش وان هذه الفرصة لن تدوم ويجب توظيفها لانشاء دولة فلسطين.
اما المحلل السياسي الاردني فارس بريزات الموجود حاليا في واشنطن فقد وصف خطاب جلالته بانه رسالة عاطفية وانسانية واخلاقية للمجتمع الاميركي وصناع القرار فيه وتذكير له بالاسس الاخلاقية والقيم التي قام عليها مجتمعه.
ورافق جلالة الملك في زيارته الى واشنطن وفد رسمي ضم رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ورئيس مجلس الاعيان زيد الرفاعي ورئيس مجلس النواب عبدالهادي المجالي ومدير مكتب جلالته باسم عوض الله ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي والسفير الاردني في واشنطن سمو الامير زيد بن رعد.
كما رافق جلالته الى الكونغرس وفد من اهالي ضحايا تفجيرات الفنادق في عمان يضم أشرف الدعاس وعروسه ناديا العلمي اللذين حدث تفجير الفنادق في عرسهما ومنصور الذنيبات وزوجته اللذين فقدا ابنتهما الوحيدة لينا وممثلين عن اهالي ضحايا تفجيرات الحادي عشر من ايلول في الولايات المتحدة.
وكان جلالة الملك استبق زيارته للولايات المتحدة بزيارة الى بريطانيا بحث خلالها مع رئيس الوزراء توني بلير وعدد من المسؤولين البريطانيين التطورات المتعلقة بعملية السلام والجهود المبذولة لدفعها واعادة اطلاقها وصولا الى تحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة.
عدد المشاهدات: 873
عدد المشاهدات: 873